ستة عشر يوما على التوالي يقضيها الطلاب المعتصمين في جامعة بير زيت وسط الضفة الغربية المحتلة، إثر ملاحقات وتهديدات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقالهم.
ويعتصم الطلاب داخل الحرم الجامعي ليلا نهار، بعيدين عن عائلاتهم دون مأوى ووسط مخاوف من قيام الاحتلال باقتحام الجامعة.
ويقول ممثل الكتلة الإسلامية في الجامعة إبراهيم بني عودة لـ"صفا" إن حملات الاعتقال والتهديدات والاستدعاءات والملاحقات، هي من أجبرت الطلاب على اللجوء للاعتصام، والاتصالات المستمرة من قبل ضباط الأجهزة الأمنية وتهديدهم وتخويفهم.
ويضيف بني عودة أن أكثر من 50 طالبا في الجامعة تم اختطافهم بشكل مباشر لدى الأجهزة الأمنية وتحديدا جهاز المخابرات، وهو موثق لدى مكتب العلاقات العامة في الجامعة.
ويبين بني عودة أن ستة طلاب شرعوا في اعتصام مفتوح، رغم الإفراج عن ثلاثة منهم قبل شهر من سجون السلطة، متسائلا عن المبررات التي تسوقها الأجهزة الأمنية لاعتقالهم من جديد.
ويكشف بني عودة أن أربعة طلاب من المعتصمين باتوا مطلوبون لقوات الاحتلال، وجرى اقتحام منازل عائلاتهم وتلقوا تهديدات باعتقالهم.
وينبه إلى أن وجود الطلاب بهذا الشكل داخل الحرم الجامعي يشكل خطورة على حياتهم من قبل الاحتلال في حال اقتحام الجامعة، موضحا أن الاحتلال في حال أقدم على اقتحامها سيقوم بتطويقها ويستخدم القوات الخاصة وسيطلق النار وقد يتسبب في قتل الطلاب، مستشهدا بما حصل مع الطالب إسماعيل البرغوثي مطلع العام الجاري.
ويدعو الناشط المستوى السياسي والمحافظ وإدارة الجامعة إلى الوقوف عند مسؤولياتهم والتصرف قبل فوات الأوان، داعيا إلى توفير حماية للطلبة وبيئة أكاديمية آمنة بعيدة عن المضايقات والملاحقات الأمنية التي تمارسها أجهزة السلطة بحق الطلاب.
ويطالب الشخصيات السياسية والاعتبارية بتحقيق ضمانات وتعهدات تقضي بعدم المساس بالطلاب، في ظل تهديدات الاحتلال وما قد يشكل خطورة على حياتهم في حال استمرار مبيتهم واعتصامهم داخل الحرم الجامعي، فهو مهيأ للاقتحام في أية لحظة.
ويلفت بني عودة إلى أن الاعتصام يدق ناقوس الخطر لدى الجميع، بضرورة إحساس الناس والرأي العام بما قد يحدث للطلاب في قادم الأيام، في حال عدم حل القضية واستمرار الأجهزة الأمنية في ملاحقتهم وتهديدهم.
ويوضح أن الطلاب المعتصمين لا تهمة لهم سوى العمل النقابي الخدماتي داخل أسوار الجامعة، مستهجنا سلوك الأجهزة الأمنية حيال ذلك.
ويطالب بني عودة المؤسسات والتنظيمات بمد يد العون للطلاب المعتصمين وتوفير مظلة حماية لهم، بعد استشهاد ثلاثة طلاب من الجامعة خلال شهر، الأمر الذي يدفع الاحتلال لارتكاب جريمة في ظل صعود حكومة يمينية مجرمة.
وحول ظروف الاعتصام، يقول بني عودة إن الطلاب يعيشون ظروفا في غاية الصعوبة والتعقيد في ظل البرد القارص في ساعات الليل، وينامون في قاعات كبيرة ومنهم من ينام في مجلس الطلبة.
ويضيف أن الطلاب محرومين من النوم خشية مباغتة الاحتلال واقتحام الحرم الجامعي، وعدم وجود مكان مهيأ، والنوم في ساعات متأخرة والاستيقاظ في ساعات مبكرة.
ويؤكد بني عودة أن الحياة الأكاديمية للمعتصمين تكاد تكون صفرية، لعدم وجود الاستقرار النفسي وضعف التركيز.
ويتطرق إلى عطلة الجامعة وانقطاع الطلاب عن الدوام وانقطاعهم من التواصل، ما يرفع الخطورة ويجعلها مسرحا للاحتلال في أي وقت.
ويذكر بني عودة أن الطالب يضطر للسير ليلا عشرات الأمتار خلال ساعات الليل بدون إنارة لقضاء حاجته تحت المطر في ظل الشتاء، وصعوبة الاستحمام.
وينوه إلى تربص الأجهزة الأمنية بالمعتصمين على الدوام بقوله: "ذهب أحد الطلاب لإحضار أغراض على مدخل الجامعة وتعرض لملاحقة من الأجهزة الأمنية، وطالب آخر توجه لأحد المسكنات وتم اعتقاله".
ويقول بني عودة إن المعتصمين عقدوا اجتماعا مع رئيس الجامعة مباشرة ووضعوه في صورة ما يجري لهم من تهديدات ومضايقات، وقامت الإدارة بالتواصل مع شخصيات ومسؤولين دون أن تلقى ردا من أحد.
ويستهجن الناشط صمت رئاسة الوزراء والمحافظ ووزير التعليم العالي وبعض التنظيمات عما يجري للطلاب، والتعامل مع القضية دون مبالاة، رغم أنها تشكل حالة إنسانية بالدرجة الأولى.
ويدعو بني عودة وسائل الإعلام والمواطنين وجميع الأحرار لرفع الصوت عاليا وإيصال قضيتهم إلى المسؤولين للضغط باتجاه وقف الاعتقالات السياسية وملاحقة الطلاب.