حدد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل، يوم الأحد، أربع قواعد لاستعادة الوحدة الوطنية، مشيدًا في الوقت نفسه بتصاعد مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على امتداد الأرض الفلسطينية.
وأوضح مشعل، خلال مهرجان "آتون بطوفان هادر" احتفالاً بانطلاقة حماس الـ35 بمدينة صيدا اللبنانية، أن القواعد الأربع هي روح الشراكة بالقرار، والاستناد لبرنامج المقاومة بأشكالها كافة، وبساطة الرؤية السياسية وعدم انتقاصها من حقوقنا، وتحشيد شعبنا والأمة والأصدقاء نحو قضيتنا العادلة".
وقال إن شعبنا الفلسطيني في لبنان الذي اضطر إلى اللجوء، ما زال قلبه مع فلسطين، ويتطلع إلى العودة إليها؛ فتاريخ فلسطينيي لبنان الطويل في مقاومة الاحتلال، يشهد أنهم سيظلون جزءا من مسيرة المقاومة والتحرير.
وأضاف "نستحضر نموذج الوحدة الوطنية التي يحرص عليها الفلسطينيون في مخيمات لبنان، وأتمنى أن ينتقل هذا النموذج إلى كل الساحات الفلسطينية في الداخل والخارج".
وقال مشعل: "لا ننسى أحوال المخيمات الصعبة، وهذه المعاناة هي همنا ومعاناتنا، ولا ندخر أي جهد للتخفيف من هذه المعاناة التي ما زالت مستمرة، لكن روح التكافل والتضامن بين فلسطينيي لبنان مفخرة لنا جميعًا".
وأضاف "نُحيي لبنان المقاومة والأصالة والحيوية في إعلامه وصحافته وحيويته وثقافته وانتمائه لأمته، ونشكره على احتضان شعبنا.
وأكد مشعل أن "شعبنا وفيّ لكل من يحتضنه في لبنان ودول الطوق والشتات، حريصون على أمن لبنان ووحدته واستقراره، ولا نتدخل في شؤونه، ونتمنى للبنان الخير وأن يخرج من محنته وأن يستعيد دوره".
وخاطب قادة لبنان بالقول: "نريد للشعب الفلسطيني بينكم أن يعيش حياة كريمة، ليس للاستقرار والتوطين، ولكن لتعزيز الصمود والتقوّي على النضال من أجل تحرير فلسطين".
ولفت إلى أن "محطة التأسيس لانطلاقة حماس شكلت نقلة تاريخية على طريق المقاومة في فلسطين، وكتائب القسام باتت الآن جيشا لكل فلسطين، وسندا للقدس والأقصى والضفة والداخل والشتات".
وقال رئيس الحركة في الخارج: "نقف اليوم وفاء لمؤسسي حركة حماس وروادها، نسير على هداهم، ولا ننسى فضلهم، ونوجه التحية لأرواح من قضى منهم، والتحية لمن بقي بيننا حتى الآن.
وأكد التمسك بالثوابت؛ وهي الأرض هي كل فلسطين، والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحق العودة، والمقاومة، وعمق الانتماء للأمة، والحرية للأسرى، هذه ثوابتنا وقضايانا وهمومنا.
وقال: "نتمسك بهذه القيم والمبادئ والثوابت والحقوق، ولن نتخلى عنها، مهما كانت التحديات، فالحكومة الصهيونية الجديدة تعج باليمين الديني والقومي الأكثر تطرفا في تاريخ الكيان".
وأشار مشعل إلى أن "إسرائيل تظن أنها بحكومتها المتطرفة سوف تنهي قضيتنا، لكن شعبنا العظيم بأصالته ووحدته يستطيع أن يحول هذا التحدي إلى فرصة، فكل مشاريع التسوية هزمت، وآخرها صفقة القرن".
وذكر أن "فلسطين المباركة تلفظ الغزاة ولا تصبر عليهم، وشعبنا قادر على هزيمة الاحتلال وحكومته الجديدة الفاشية، كما أننا نستطيع التعامل مع عناويننا الفلسطينية الكبرى بروح جديدة في ظل التحدي بوجود حكومة صهيونية متطرفة جديدة".
ولفت مشعل إلى أن التحدي الذي يفرضه الكيان بحكومته الفاشية، يفرض علينا جميعا قرارا شجاعا وسريعا لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني.
وذكر أن "الحكومة الصهيونية الفاشية المتطرفة، تريد حسم المعركة في القدس والأقصى، والقدس بالنسبة لنا هي الهوية ومعركتنا المركزية، فإذا كان للعدو أجندته فلدينا ردنا ومقاومتنا".
وأكد أن الاحتلال يستغل أعياد المسلمين والمسيحيين ليضع يده على الأماكن المقدسة في القدس، "لكننا نجدد مسيرة المقاومة في مواجهة ذلك".
كما وجّه التحية لكتائب القسام وكل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، "التي أصبحت اليوم جيشًا يفتخر به".
وقال: "لا نُحمّل غزة وحدها مسؤولية مقاومة الاحتلال، بل غزة والضفة والداخل والشتات، كلهم مسؤولون عن مقاومة الاحتلال كل بطريقته".
وشدد على أن "آلام الأسرى تدق أرواحنا ورؤوسنا، وخاصة بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، ونقول لهم وصلتنا رسالتكم وعتبكم، ونؤكد أن قيادة الحركة وعلى رأسهم رئيس الحركة يدركون حجم المسؤولية في قضية الأسرى، وسيحدث الله بعد عسر يسرًا.
وقال مشعل: "الضفة بعد أن أثخنت باعتداءات الاحتلال والاستيطان، والتنسيق الأمني، تدرك اليوم بأصالتها طريق المقاومة لصد كل الاعتداءات وأن بشائر الضفة تمهد لانتفاضات وثورات ومقاومة تقتلع هذا الكيان بإذن الله".
وأضاف: "يا إخواننا في رام الله لا تعودوا إلى الوراء، ومع التحولات الإقليمية والدولية ليس أمامكم إلا أن تعودوا إلى شعبكم وتنفضوا كل الاتفاقيات".
وأضاف "غزة انتصرت لنفسها ولشعبها ولقدسها ولكل أرضها الفلسطينية، وهي ذخر لكل قضيتنا وشعبنا وأن غزة تحتاج إلى إحياء حملات كسر الحصار، وهذا الأمر من أولوياتنا وعلى رأس اهتماماتنا".
ولفت مشعل إلى أن الشتات الفلسطيني كان مفجر الثورة يوما ما، وكان يقود المعارك عبر حدود فلسطين، وكانت مخيماته ألوية للمقاومة، وكان جزءا من مسيرة التحرير، واليوم سوف يستعيد دوره في مسيرة التحرير والنضال والعودة.
وقال: "أمتنا الأصيلة التي ظلت على العهد لم تغير ولم تبدل، وهي حاضنتنا وعمقنا وشريكتنا، وجاء مونديال قطر ليعيد الحقيقة إلى الواجهة".
وأضاف أن مونديال قطر "أكد الحقيقة بأن الأمة موحدة، وتحتاج إلى مشروع وراية ونجاحات للتحرك خلفه كما أنه أكد مركزية القضية الفلسطينية وحضورها الفاعل والقوي مما قض مضاجع الصهاينة الذين شعروا أن فلسطين هي الفريق الـ33 في هذه البطولة".
وقال: "التطبيع ثبت أنه وهم، وهو شيء مصطنع لا جذور له بين شعوبنا.
وأضاف مشعل "أخاطب الأنظمة التي سوقت للتطبيع، اتركوا هذه البضاعة التي تبعدكم عن شعوبكم وتصنع لكم الأزمات".
وقال: "لنا في المسرح الدولي مكانة نستطيع أن نطرقها، وعندما نقف موحدين، سيقف العالم معنا، فالعالم فيه خير، وليس كله قوى استعمارية، كما أن حماس تجدد روحها ومسيرتها ومقاومتها ووحدتها مع شركائها، وتجدد روحها الداخلية وأصالتها وقيمها ومبادئها.
من جهته، قال رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج منير شفيق إن اندلاع الانتفاضة وولادة حركة حماس أشعل الانتفاضة الفلسطينية وأن المعارك التي خاضتها حماس أشعلت الانتفاضة ورفعت أسهم المقاومة.
ودعا شفيق، حركة حماس الحفاظ على إرث المقاومة المرتفع، لافتًا إلى أن انطلاقة حماس أشعلت انتفاضة الحجارة الفلسطينية، وعليها الحفاظ على إرث المقاومة المرتفع.
وأكد شفيق أن المعارك التي خاضتها حماس أشعلت الانتفاضة ورفعت أسهم المقاومة.
وفي كلمةٍ بالمهرجان، قالت الجماعة الإسلامية في لبنان إن الكيان الإسرائيلي إلى زوال، وإن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية.
وأضاف ممثل الجماعة في كلمته أن فلسطين بالنسبة لنا هي العقيدة والدين والأخلاق، ونحن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
وقال: "لن نسكت عن حقوق الشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين، وسنعمل على توفير حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان".