أجمع مختصون من قوى سياسية وأكاديميين على أن الوحدة الفلسطينية هي ضرورة ملحّة لمواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف والمتمثّل بتشكيل حكومة بزعامة نتنياهو ووزراء متطرفون.
جاء ذلك خلال ورشة حوارية نظمها المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية اليوم الأربعاء بمقره في غزة بعنوان "مخاطر تشكيل حكومة اليمين المتطرف على أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل وكيفية مواجهة التحديات"، بمشاركة مختصين من فلسطين وخارجها.
وقال رئيس المركز وجيه أبو ظريفة إن الانتخابات الإسرائيلية لم تفرز حكومة يمينية فحسب؛ بل مجتمعًا إسرائيليًا انزاح كاملاً إلى اليمين المتطرف.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تشكّل خطرًا أساسيًا على شعبنا في الداخل المحتل، وترسيخ القوانين العنصرية ويهودية الدولة، وقانون المواطنة والعودة والجنسية.
وأوضح أن هذه الحكومة ستعمل على خلق بيئة غير مناسبة للحياة والمعيشة داخل أراضي الـ48 ودفع أهلها للهجرة، واستهدافهم من خلال دعم الجريمة المنظمة، وتشكيل عصابات مسلحة تقوم باستهدافهم، واستمرار مصادرة الأراضي، وعدم منح تراخيص للبناء ومحاصرتهم في أماكن جغرافية محددة كالقرى غير المعترف بها.
وشدد أبو ظريفة على ضرورة تعزيز وحدة شعبنا في كل مواقع تواجده ووحدة المصير في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن ذلك يتطلب تحركًا واسعًا من كل مكونات شعبنا، وأن يكونوا على قدر التحديات.
كما دعا لضرورة الاتفاق على استراتيجية نضالية موحّدة، واستغلال كل طاقات شعبنا لمواجهة كل التحديات والمخاطر المحدقة.
تصعيد خطر
من جهته، وصف رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل المحتل محمد بركة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة بـ"التصعيد الخطير الذي يهدد شعبنا في الداخل".
وقال بركة إن المتطرف بن غفير سيكون وزيرًا للأمن القومي، حيث سيعطي حصانة للجنود وعناصر الشرطة لحمايتهم من القانون في حال ارتكابهم جرائم بحق شعبنا.
وأوضح أن هذه الحصانة إذا ما تم إقرارها فإن ذلك يعتبر تطورًا في غاية الخطورة، ويعني استباحة وهدر الدم الفلسطيني، قائلاً "إسرائيل تسعى لترسيخ نظام الأبارتهايد والفصل العنصري، وهذا يستدعي من شعبنا العمل على مواجهة تلك المخاطر".
وأضاف: "آن الأوان لشعبنا أن يحقق الوحدة، وأن تتظافر الجهود الفلسطينية من أجل حماية حقوق شعبنا كاملةً وعدم وضعها رهينة للاحتلال ومستوطنيه".
ودعا بركة لبلورة رؤية شاملة لشعبنا في كل أماكن تواجده، "ويجب أن تتكامل الجهود من أجل دحر الاحتلال ونظام الأبارتهايد، وتقرير حق المصير وحق العودة".
تعزيز الوحدة
وشدد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام كمدخل حقيقي لمواجهة التحديات والمخاطر الإسرائيلية المحدقة بقضينا الفلسطينية العادلة.
من جهته، دعا عضو المكتب السياسي لحزب فدا، سعدي أبو عابد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في الداخل والخارج، قائلاً "نتحدث عن 13 مليون فلسطيني، يجب أن يكون لنا خطة واضحة من أجل مجابهة هذه الحكومة الفاشية ومواجهة المحتل".
وأوضح أبو عابد أن ما وصلنا إليه في الفترة الأخيرة من إعلان الجزائر هو بارقة أمل أن يتوحد شعبنا، داعيًا لتعزيز العمل بهذا الاتفاق والمبادرة فورًا لإنهاء الانقسام.