غزة - فضل مطر - صفا
قال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن حركته أحدثت نقلة نوعية على صعيد العمل السياسي والمقاوم، "وباتت رقمًا صعبًا ومقرِّرًا في الشأن الفلسطيني".
وذكر نعيم، خلال لقاء خاص نظمته وكالة "صفا" في مقرها بمدينة غزة، بالتزامن مع الذكرى الـ35 لانطلاقة حماس، أن حركته "نجحت في إدارة الحكم وخاصة المزاوجة بين العمل السياسي والمقاومة".
وأشار نعيم إلى أن "حماس باتت رقمًا صعبًا ومقرِّرًا في الشأن الفلسطيني (..) وأصبحت هناك تساؤلات وهواجس لدى البعض في الداخل والخارج بشأن كيفية منعها من السيطرة على الأراضي الفلسطينية في المرحلة التالية، وهو ما يدل على أنها قوية ويصعب تجاوزها".
وتساءل: "هل يتخيّل شعبنا أن تصل المقاومة إلى ما هي عليه اليوم دون وجود حماس في السلطة في قطاع غزة؟".
ولفت نعيم إلى أن "وجود حماس حمى المشروع السياسي من خلال عدم الاعتراف والتنازل، والحفاظ على الثوابت الوطنية؛ كما وفرت الحركة الغطاء السياسي والأمني للمقاومة إلى أبعد مدى ممكن".
وأكد أن الحصار فرض على غزة نتيجة موقف حركته السياسي وخيارات شعبنا الحرّة، مشيرًا إلى أن "كل ما خاضه شعبنا من حروب وجولات قتال؛ هو لكسر إرادته وإرادة المقاومة، كي تخضع وتأتي مستسلمة".
وأضاف "نحن دخلنا هذا الطريق وندرك تمامًا الثمن الباهظ الذي سندفعه؛ لكن حماس بعد 35 عامًا مطمئنة أن المستقبل القريب سيشهد نصرًا وتمكينًا وتحريرًا ودولة".
الدور الإعلامي
وقال نعيم إن: "الإعلام عنصر أساسي ومركزي في معركتنا مع العدو، إذ إنه لم يعد ناقلًا للحدث بل صانعًا له".
وأكد نعيم أن "ما يقوم به الإعلام الفلسطيني يصب في صلب المواجهة مع الاحتلال، بالإضافة إلى معركة الوعي التي نقوم بها للدفاع عن ثوابتنا بمواجهة مشاريع الهزيمة والاستسلام، إلى جانب تحصين الجبهة الداخلية من الاختراق والتمييع".
وأوضح أن "الصورة مهمة في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حدث مع الشاب عمار مفلح الذي تم اغتياله في نابلس مؤخرًا؛ فلولا الفيديو الذي انتشر لما شاهد أحد بشاعة الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق أبناء شعبنا ووحشيتها".
وأشار نعيم إلى أن "أمامنا فرصة كبيرة في الإعلام، خاصة في ظل تراجع السيطرة على المنافذ الإعلامية الرئيسية، وتواجد منصات التواصل الاجتماعي، إذ بات بإمكان أي شخص تبني الرواية الفلسطينية والدفاع عنها".
وأثنى على جهود الإعلام الفلسطيني عامة ووكالة "صفا" بشكل خاص في دعم قضية شعبنا العادلة، موضحًا أنهم "من الأدوات المهمة والمركزية في المعركة المصيرية مع الاحتلال الإسرائيلي".
مهرجان الانطلاقة
وأوضح نعيم أن كلمة حماس في مهرجان الانطلاقة المركزي المقرر تنظيمه غدًا في مدينة غزة "ستشكر شعبنا العظيم، الذي يستحق كل التقدير على التضحيات التي بذلها على مدار سنوات الحصار وفي مواجهة العدوان".
وقال: "كما ستتحدث حماس عن الشراكة الوطنية الشاملة"، مشيرًا إلى أن حركته "أحدثت نقلة نوعية في ملف الشراكة، وأوجدت حالة اصطفاف وطني لصالح مشروع المقاومة في مواجهة مشاريع الاستسلام".
وذكر أن "حماس ستوجه رسالة لأمتنا العربية والإسلامية، وهي أنّ شعبنا ينتظر الدعم والتأييد والنصرة من الجميع".
وأكد نعيم أن "التطبيع هو الوجه الآخر للاحتلال، وفتح- بنسخته الجديدة- المنطقة على مصراعيها للكيان، بما يسمح له بنشر قواعده".
وأوضح أن "التطبيع فتح الباب لأن تسيطر إسرائيل على ما تبقى في المنطقة، عبر إنشاء إسرائيل الكبرى التي يحلمون بها"، مؤكدًا أن الحركة تبذل جهودًا كبيرة لمواجهة التطبيع والمطبعين بالمنطقة.
وأضاف "هذه المواجهة تأتي حرصًا على أمتنا؛ لأننا ندرك أن وجود الصهاينة بالمنطقة وسيطرتهم عليها سيعزز التفكك والشرذمة والاقتتال الداخلي، وإهدار مقدرات الأمة وتدمير مستقبل الأجيال".
وبيّن نعيم أن "الأخطر من التطبيع السياسي هو الهجمة الكبيرة نحو التطبيع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي، بهدف تحطيم ثقافة المجتمع وهويته وإضعاف حصانة شعوبنا ضد الاختراق".
وأشار إلى أن المقاطعة هي الوجه الآخر لمناهضة التطبيع وأداته في نفس الوقت، موضحًا أن المقاطعة مفهوم أوسع من التطبيع، إذ تشمل العالم أجمع وليس المنطقة العربية والإسلامية فقط.
وقال إن: "من هشاشة الاحتلال وضعف روايته أنه يلاحق حملات المقاطعة السلمية، بل بات يعتبرها تهديدًا استراتيجيًّا لمشروعيته، ويعمل لها ألف حساب".
وأضاف "المقاطعة رغم أنها تبدو بسيطة إلا أن تأثيرها على العدو خطير جدًا، وفي الفترة الأخيرة حققت إنجازات كبيرة، إذ كسب بعض الناشطين قضايا في المحاكم دعمًا لحق شعبنا ومناصريه في المقاطعة ومحاربة الرواية الصهيونية".
علاقات حماس
وعلى صعيد العلاقات الدولية لحماس، ذكر نعيم أن الحركة "باتت تنظيمًا قويًّا ومتجذرًا، وهو ما دفع الكثير من العواصم لفتح أبوابها لها، مثل الجزائر وقطر وتركيا وروسيا وماليزيا وإندونيسيا والكويت والعراق وسوريا ولبنان".
وأوضح أن حركته "تتمتع بعلاقات دولية جيدة، ويوجد مؤشرات مهمة وقوية على ذلك"، لافتًا إلى أن علاقاتها مع الدول بُنيت "على وجود حماس على الأرض وشعبيتها التي تتزايد يومًا بعد آخر، وقدرتها على المناورة السياسية".
وفيما يتعلق بموقف حماس من القانون الدولي، قال: "حماس أظهرت في أكثر من مناسبة احترامها للقانون الدولي والشرعية الدولية، باعتبارهما في العموم يؤكدان الحقوق الفلسطينية الأساسية وفي مقدمتها الحق في المقاومة وتقرير المصير والعودة".
وأضاف "المشكلة ليست في القوانين الدولية، ولكن في ازدواجية المعايير التي ينتهجها المجتمع الدولي".
أ ج/ف م