يواصل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو مساعي تشكيل حكومة يمينية، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي دون تمكنه من إحداث اختراق نحو أداء اليمين في الكنيست.
وذكرت القناة "13" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الكثير من العقبات لا زالت تعترض طريق الولادة العسيرة للحكومة اليمينية التي طالما تحدث أقطابها عن التمازج الأيديولوجي الذي سيترجم على شكل مفاوضات سريعة وتوافقات ائتلافية في وقت قياسي، "إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن".
وبينت الصحيفة أنه وكلما أعلن نتنياهو عن انجاز اتفاق مع أحد أقطاب معسكر اليمين حتى يخرج قادة حزب يميني آخر ليعلنوا رفضهم للتوافقات السابقة، سعيًا للحصول على أكبر عدد من الحقائب الوزارية الهامة أو العضوية في اللجان الجوهرية في الكنيست.
وأعلن نتنياهو قبل أيام عن انتهائه من المفاوضات الجوهرية مع شركائه في اليمين بتوافقات مبدئية، وأنه سيبدأ توزيع الحقائب على أعضاء الليكود ليبدأ بذلك فصل جديد من فصول المفاوضات الشائكة مع رفاقه الذين اتهموه ببيعهم في سوق النخاسة وإعطاء الأحزاب الصغيرة ما لا تستحق والخضوع للابتزاز على حساب حصة الحزب الأكبر وهو الليكود.
ونقلت الصحيفة العبرية أن نتنياهو سمع هذا الصباح تهديدان الأول قادم من زعيم حزب "القوة اليهودية" ايتمار بن غفير، الذي هدد بالتنصل من التوافقات مع حزب الليكود حال عدم منحه حق الفيتو أمام لجنة التشريعات في الكنيست.
أما التهديد الآخر فكان قادمًا من الداخل هذه المرة، ومن الحلقة المقربة من نتنياهو عبر عضو الكنيست "يريف ليفين" الذي ينوي نتنياهو تعيينه رئيسًا مؤقتًا للكنيست، حيث قال "بأن هنالك خللاً كبيرًا في تعامل نتنياهو مع شركائه من حزب الليكود".
وأضاف في جلسة مغلقة "لا يمكن إدارة المفاوضات بهذا الشكل فالمطالبات كبيرة جدًا وفي النهاية لن يتحقق منها شيء، يرى بن غفير ما الذي حصل عليه سموتريتش وعندها تتفتح شهيته على منصب أمني آخر".
في حين قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "إن الحكومة اليمينية التي اعتقد بأنها ستشكل سريعًا بدت أكثر تعقيدًا من حكومات اليسار حيث تسود الشحناء أقطاب الائتلاف ما بين صهيونية دينية تركز على حصتها في مؤسسات الرفاه والصحة والمدارس الدينية، وصهيونية قومية "أحزاب المستوطنين" الذين يسعون للحصول على مسئوليات وصلاحيات واسعة في الضفة الغربية على حساب وزارة الجيش".
والجمعة منح الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو مهلة أخيرة لاستكمال مهمة تشكيل حكومة يمينية ضيقة.
ويمنح القانون الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة مهلة 21 يوم أولى بالبداية قابلة للتمديد مدة أسبوعين وفي حال الفشل في تشكيل الحكومة فسيبحث عن مرشح آخر لتشكيلها.