غزة - صفا
أوصى باحثون مختصون في قضية القدس والمسجد الأقصى بضرورة دعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، وتجريم التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة فرض المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس المحتلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر القدس العلمي الـ16 بعنوان "تهويد القدس وسبل الموجهة"، الذي عقدته مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، اليوم الخميس، برعاية مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين_ماليزيا، في مدينة غزة.
وحضر الموتمر نواب المجلس التشريعي، والقضاة، والعلماء، وممثلي الفصائل الفلسطينية، وأساتذة الجامعات والكليات والوجهاء، ورجال الإصلاح، إضافة للباحثات والباحثين المشاركين ب 18 بحثاً في المؤتمر.
وقال أحمد أبو حلبية، رئيس مؤسسة القدس الدولية ورئيس المؤتمر، خلال الجلسة الافتتاحية، إن عقد المؤتمر يأتي في ظل ظروف صعبة تحيط بالأقصى ومدنية القدس ومقدساتها ومعالمها وآثارها المسلمة والمسيحية، من تهويد وتغيير لملامح كل ما يثبت أحقية الفلسطيني بهما.
وذكر أن الاحتلال يسلب مئات الآلاف من الدونمات من أراضي القدس والأغوار والضفة الغربية المحتلة بهدف ضمها لما يسمى "القدس الكبرى"، وتغيير المعادلة الديمغرافية فيها، لبناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية لإحلال مئات الآلاف من المستوطنين فيها.
وأشار أبو حلبية إلى أنه إضافة لذلك هدم المنازل والاعتقالات اليومية للمقدسيين، بينهم الأطفال، وسط دعم أمريكي وغربي كامل له، ولهث حكام بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، لكن المقاومة تعمل ليل نهار للتصدي لهذه المخططات.
وانقسم المؤتمر لأربع جلسات، لمناقشة أربعة محاور أساسية، وهي سياسات الاحتلال تجاه تهويد القدس، وإجراءات تهويد الأقصى، والصراع على المدينة المقدسة، وأخيرا أدوات وسبل مواجهة التهويد.
بدوره، قال رئيس هيئة الثوابت الوطنية الفلسطينية القيادي بحماس محمود الزهار على ضرورة الخروج من المؤتمر ببيان يؤكد أن كل فلسطين هي للفلسطينيين وعدم الاعتراف بحدود عام 1967.
وأكد أن من يظن أن الحل السلمي يحقق الأهداف ويعيد فلسطين واهم، فالاحتلال يرفض "حل الدولتين".
وتوقع إبراهيم الزعيم، مدير مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين_ماليزيا، والممول للمؤتمر، أن يزداد العدوان على القدس والأقصى، مع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الجديدة، لكنه أكد على أن النصر حليف الشعب الفلسطيني طالما استمر في مقاومته.
وبين أن البحث العلمي من أهم أساليب المقاومة، لما له من دور مهم في تحريض وتجميع العرب والمسلمين على عدالة القضية الفلسطينية ونصرتها.
وأكد رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر ضرورة مواجهة مخطط التهويد الإسرائيلي للقدس والمسجد الأقصى بخلق خطط وأدوات المواجهة على مختلف الأصعدة، واحتضان برنامج شامل ينظم كافة مسارات المواجهة والتحدي لكبح وإحباط مخططات الاحتلال، عبر مستويات عدة.
وأشار بحر في كلمته إلى أن ذلك عبر المستوى الفلسطيني بتفعيل كافة أدوات المقاومة، والعربي والإسلامي بإرساء جهة عربية وإسلامية تلتئم في ظلها كافة الدول المناصرة للشعب الفلسطيني، ومحاربة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وبين أن المستوى الثالث هو الدولي بتنسيق الدبلوماسية الفلسطينية مع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، لاقتحام ساحة المنتديات والمنظمات الدولية من بوابة انتهاك الاحتلال لكافة المواثيق والاتفاقيات وبلورة جهود دبلوماسية مركزة قادرة على إدانة الاحتلال وفضح جرائمه في القدس والأقصى وعزله دوليا.
وخرج الباحثون من خلال أبحاثهم، بالمزيد من التوصيات، منها دعم القدس وأهلها ومشاريع صمودهم معنويا وماديا وسياسيا، وتفعيل الصناديق المعلنة لتقديم الدعم المالي للقدس.
وأوصوا بتفعيل العمل الدبلوماسي والإعلامي وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية الهادفة لتوعية الرأي العام الإقليمي والدولي بعدالة القضية الفلسطينية، إضافة لدعوة السلطة الفلسطينية لإلغاء اعترافها بالكيان الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية أوسلو، والتنسيق الأمني، وتوحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.
د م