تشن جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة حملة تحريضية ممنهجة وخطيرة ضد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، وتطالب باعتقاله، بتهمة "التحريض على مواجهة اقتحامات الأقصى، وزيارة عوائل الشهداء".
وتعقد الجماعات المتطرفة، ومنها "جماعات الهيكل" المزعوم، يوم الثلاثاء، لقاءً إلكترونيًا، تحشد عبره لحملة التحريض ضد الشيخ صبري.
وقال الشيخ صبري في تصريح خاص لوكالة "صفا" "إن هذه الحملة التحريضية تستهدف كل من يقف في وجه مخططات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، ونحن نعتبر ما نقوم به هو واجبنا، ولا نكترث لهذه الحملات اليمينية المسعورة".
وأضاف أن هذه الحملة ليست بالجديدة، بل هي قديمة جديدة، "وبمثابة حرب أعصاب بحقنا حتى نتراجع عن مواقفنا الإيمانية تجاه الأقصى وقضيتنا، لكننا نقف مواقف ثابتة تستند إلى حقنا الشرعي المستمد من الله عز وجل".
وتابع الشيخ صبري "لا نعتبر أنفسنا جبناء ولا غرباء، بل نحن أصحاب هذه الأرض الوقفية والشرعية، وقرارات الله لا تُرد ولا تنازل عنها ولا تفاوض حولها أيًا كان".
وأوضح أن الجماعات المتطرفة وسلطات الاحتلال باستهدافها للشخصيات المقدسية تُركز على كل ما له علاقة بالمسجد الأقصى، "كما هو واضح أنها هذه السلطات تغض النظر عن المحرضين والمشوشين علينا، في حين على العكس يتم التحريض على اعتقالنا واستهدافنا ومحاكمتنا".
وأشار صبري إلى أن سلطات الاحتلال لم تلاحق من يُوجهون لنا التهديدات وحملات التحريض، بل تغض النظر عنهم، وتُشجعهم بطريقة وأخرى على ذلك.
مواقفنا استراتيجية
واعتبر التهديدات المتطرفة بأنها تُشجع المستوطنين على الاستمرار باقتحام المسجد الأقصى، فهم يُراهنون على أن نتراجع عن مواقفنا تجاه الأقصى.
وقال الشيخ صبري "لن نتراجع عن مواقفنا الدينية والاستراتيجية الثابتة، رغم كل ما يقومون به من تشويش يستهدفنا كشخصيات مقدسية، من أجل تحقيق ما يريدون، وهذا أمر واضح للجميع".
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال هي التي تُوعز لهؤلاء المتطرفين بشن الحملة التحريضية حتى لا تكون هي ظاهرة للعيان، و"للإيهام بأن ما يقومون به هؤلاء حرية رأي وديمقراطية".
وأكد أن الجماعات المتطرفة كثفت من اقتحاماتها للمسجد الأقصى، وتواصل حشد أنصارها لأجل تنفيذ اقتحامات مركزية للمسجد فيما يسمى "عيد الحانوكا" اليهودي المقبل.
وبين رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، أن الجماعات اليهودية المتطرفة هي من تحكم الشارع الإسرائيلي وتُوجهه وتضغط على حكومة الاحتلال وتقودها إلى ما تريد تحقيقه.
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت " إن جماعات اليمين المتطرف طالبت باعتقال الشيخ عكرمة صبري، بحجة تهدئة الأوضاع الحفاظ على الهدوء في القدس، وبتهمة المشاركة في مؤتمرات داعمة للمقاومة، وزيارة عوائل الشهداء".
وسبق أن تعرض الشيخ صبري لانتهاكات وتضييقات إسرائيلية، ولحملات يمينية تحريضية ضد اعتقاله وقتله، على خلفية مواقفه الثابتة تجاه المسجد الأقصى، وتصريحاته الرافضة للاحتلال، والمنددة بانتهاكاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وخلال السنوات الأخيرة، تعرض للاعتقال والاستدعاء للتحقيق عدة مرات، والإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه عدة أشهر، ومنع السفر خارج البلاد، وأيضًا منع التواصل مع شخصيات فلسطينية من الداخل المحتل.