تشهد أقسام الطوارئ في مستشفيات قطاع غزة زيادة ملحوظة في التعامل مع مرضى تظهر عليهم أعراض جسدية، بعضها شديد، في وقت تقول وزارة الصحة إن ذلك ناجم عن انتشار الإنفلونزا الموسمية، التي تتفشى في مثل هذه الأوقات من كل عام.
ويزداد انتشار الفيروسات خلال فصلي الخريف والشتاء، ويُصاب الإنسان بالعديد من الأمراض أبرزها الإنفلونزا الموسمية.
ويؤكد مختصون أن انتشار الفيروسات أمر طبيعي بفعل تغير درجات الحرارة، كما ترفع الرطوبة المستمرة نسبة الإصابة، ولاسيما بالإنفلونزا الموسمية.
ووفق دراسة علمية نُشر في دورية "فيزيكال أوف فلودز" بسبتمبر/ أيلول 2020؛ فإن انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة النسبية يزيدان فرص انتقال الفيروسات.
وتسببت الإنفلونزا الموسمية هذا العام في زيادة أعداد المرضى ومراجعي الأقسام في المستشفيات، وهو ما دفع وزارة الصحة في غزة لتعزيز أقسام الطوارئ بكوادر طبية وتمريضية إضافية.
تفشي الإنفلونزا
وتوضح رئيسة قسم السلامة ومكافحة العدوى في مجمع ناصر الطبي بخان يونس الطبيبة علا أبو شنب أن الإنفلونزا الموسمية مرض معدٌ يصيب الجهاز التنفسي في فصلي الشتاء والخريف.
وتبين أبو شنب، في حديث لوكالة "صفا"، أن المرض المذكور يمتاز بسرعة الانتشار والعدوى، وتتراوح آثاره ما بين خفيفة وحادة.
وتؤكد انتشار مرض الإنفلونزا الموسمية والفيروس المخلوي في هذه الأوقات بقطاع غزة، لافتة على أن ذلك "أمر طبيعي لا يستدعي الخوف والذعر".
وتشير إلى أن أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي تتمثل في الصداع الشديد، وارتفاع درجات الحرارة، واحتقان الحنجرة والزكام، والشعور بحالة شديدة من التعب والإجهاد.
وتدعو الطبيبة أبو شنب النساء الحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إلى أخذ لقاح الإنفلونزا المتوفر حاليًا في مراكز الخدمة الصحية، والذي يسهم في الوقاية وتعزيز المناعة ويقلل من أعراض الإصابة.
وتُنبّه إلى أن الفيروس المخلوي يصيب الأطفال دون سن العامين وكبار السن، ولا يستدعي تناول المضادات الحيوية؛ إلا في حالات تعاني من أعراض شديدة.
وتطالب الطبيبة أبو شنب باتباع إجراءات الوقاية والسلامة وارتداء الكمامة أثناء التعامل مع المصاب بالفيروسات وغسل اليدين والإكثار من شرب السوائل الدافئة وتناول فيتامين سي.
تعزيز المناعة بالغذاء
وفي حال الإصابة بالإنفلونزا ينصح خبراء التغذية بتناول بعض أنواع الأطعمة، وتجنّب أخرى، من أجل تعزيز الجهاز المناعي لمساعدة الجسم على التعامل مع الفيروس.
وتقول أخصائية التغذية، رئيس قسم الصيدلة بمستشفى الطب النفسي الطبيبة روزالين القيشاوي، إنه لا يوجد علاج مخصص يقضي على الفيروسات، في وقت تساعد الأدوية على تسكين الآلام وتخفيض الحرارة وتخفيف الأعراض.
وتوضح القيشاوي، لوكالة "صفا"، أن اتباع نظام غذائي وتناول بعض الأطعمة يمكن أن يساعد على تقوية الجهاز المناعي ووقاية الجسم من العدوى.
وتدعو لشرب كوب ماء دافئ مع عصير ليمون صباحًا، وتناول كميات كافية من الفواكه والخضار والحمضيات.
وتؤكد القيشاوي أهمية التقليل من السكر والطحين الأبيض والزيوت المهدرجة والمقالي، في مقابل تناول اللبن الزبادي يوميًا كمصدر للبروبيوتيك؛ مما يعزز المناعة وينمي البكتيريا النافعة.
وتنصح أخصائية التغذية بتناول الثوم والبصل، وإضافة الكركم للمأكولات، بصفتها مضادات حيوية طبيعية.
وتنبّه إلى ضرورة تجنب الطعام المعلب واللحوم المصنعة والأصباغ والمنكهات والمأكولات سريعة التحضير، والاهتمام بشرب السوائل الدافئة كالبابونج واليانسون والنعنع والميرامية والزعتر والروزماري والشاي الأخضر.
وتنصح القيشاوي بغسل اليدين، والعطس في مناديل ورقية، والتقليل من المخالطة مع المرضى، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم ليلًا، وممارسة تمارين رياضية متنوعة.