ينتشر مرض الكوليرا في مناطق عدة من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ويصل إلى مستوى وبائي خاصة في فصل الصيف، بسبب تلوث المياه أو الطعام أو الصرف الصحي، ويمكن للمرض التسبب في إسهال حاد وجفاف قد يؤدي للوفاة إذا لم يتم علاجه.
وتسببت صعوبة الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب في تفاقم تفشي الكوليرا في أنحاء البلاد التي تمزقها الحرب.
ما هو مرض الكوليرا وكيفية انتشاره؟
الكوليرا مرض بكتيري، يسبب التهاباً معوياً يؤدي إلى الإسهال الشديد، الذي يعد بمثابة العلامة الفارقة للإصابة بالكوليرا، ويمكن للمرض أن يكون متوطنا أو وبائيا أو متفشيا.
وتنجم عدوى الكوليرا عن تناول مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث، وعادة يستغرق حدوث عدوى بمرض الكوليرا في فترة من 7 أيام وحتى 14 يومًا، إلا أن المرض قادر على سلب المريض حياته خلال ساعات إذا تُرك دون علاج، خاصة من يعانون من ضعف الجهاز المناعي لديهم.
وينتقل مرض الكوليرا من خلال المياه غير النظيفة، وفي مكان تعطلت فيه معظم أنظمة الصرف الصحي الأساسية كما هو الحال في لبنان وسوريا، يمكن أن يكون الانتشار سريعا.
أعراض مرض الكوليرا
الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو مياها ملوثة.
ويؤدي مرض الكوليرا إلى الإصابة بتقيؤ، ويظهر عادة في المناطق السكنية التي تعاني شحاً في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.
ولا تظهر أعراض الإصابة بمرض الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في "البراز" لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصًا آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى الكوليرا يبدون بأعراض خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، وصولًا إلى الوفاة.
يشار إلى أن مرض الكوليرا يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، ويمكن أن ودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
كيفية الوقاية من مرض الكوليرا
يلزم علاج حالات الكوليرا التطعيم بالحقن الوريدي والمضادات الحيوية، إذ تعد الكوليرا مرضا يسهل علاجه، ويمكن أن ينجح علاج معظم المصابين به إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي.
ولا يعد التطعيم وحده كافيا لتجنب الإصابة بمرض الكوليرا، فيجب أيضًا الاهتمام بإدخال تحسينات على خدمات إمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي لمكافحة فاشيات الكوليرا والوقاية منها في المناطق شديدة التعرض للمخاطر.
وفيما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من جفاف شديد، يجب الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد، وإعطائهم المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، مع تجنب الإفراط في إعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة.
كما يعد الزنك علاجاً مساعداً هاماً للأطفال دون سن الخامسة، إذ يقلل من مدة الإسهال لديهم وقد يمنع التعرض للنوبات في المستقبل جراء أسباب أخرى للإصابة بإسهال مائي حاد.
علاج مرض الكوليرا في المنزل
يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا من خلال:
- غسل اليدين بشكل مستمر بالصابون والماء، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض، وفي حالة عدم توافر الصابون يمكن الاستعانة بالكحول.
- تناول المياه الآمنة فقط، والتي تتأكد من مصدرها. الابتعاد قدر الإمكان عن الطعام الجاهز، والحرص على تناول الطعام المطبوخ.
الكويت تكتشف أول إصابة بالكوليرا
أعلنت وزارة الصحة الكويتية، اليوم السبت 26 نوفمبر 2022، عن رصد إصابة مواطن بمرض "الكوليرا"، ظهرت عليه الأعراض بعد عودته من إحدى الدول التي تعاني من انتشار المرض.
وأكدت الوزارة على أنه تم تقديم العلاج اللازم للمريض في أحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، كما تم عزل الحالة حتى استكمال الشفاء، مشيرة إلى أنه تم التعامل مع المخالطين للمصاب حسب البروتوكولات المعتمدة، ويتم حاليا متابعتهم للتأكد من سلامتهم.
الكوليرا تصل إسرائيل
رصدت السلطات الإسرائيلية، خلال الشهر الحالي، بكتيريا الكوليرا في خزان للمياه شمال البلاد، ما دفعها لاتخاذ خطوات "لحماية موارد المياه الإسرائيلية" والرقابة المنتظمة على أي تلوث محتمل للمياه خاصة في الشمال.
بدورها، قامت مختبرات الصحة العامة ببناء قدرات اختبار الكوليرا البيئية لتمكين الرصد المنتظم لتلوّث المياه المحتمل.
انتشار الكوليرا في العراق
شهد العراق انتشارا مفاجئا لوباء الكوليرا خلال الأشهر الأخيرة، إذ أعلنت السلطات في إقليم كردستان، عن تسجيل الآلاف من حالات الإصابة بالمرض، خاصة في محافظة السليمانية حيث تستقبل المستشفيات عشرات المرضى يوميا.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن تسجيل حوالي 4 آلاف حالة إسهال وقيء في مستشفيات السليمانية خلال شهر يونيو الماضي، لافتة إلى أن الكوليرا مرض رهيب لكن يمكن علاجه بسهولة بالغة، كما يمكن إنقاذ حياة أي شخص في غضون ساعات قليلة، ولكن التشخيص المبكر للمرض يسرّع الشفاء منه.
انتشار الكوليرا في سوريا
تواجه أجزاء من سوريا منذ شهر سبتمبر الماضي، تفشيًا كبيرًا لمرض الكوليرا، بما في ذلك المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية من البلاد.
ورغم أن سبب التفشي ارتبط في بادئ الأمر بتلوث المياه بالقرب من نهر الفرات والنقص الحاد في المياه في شمال سوريا، إلا أنه بات منتشرًا في جميع أنحاء سوريا حيث تم تسجيل أكثر من 35 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا خلال الشهر الماضي.
انتشار الكوليرا في لبنان
بدأ مرض الكوليرا بالانتشار في لبنان خلال شهر أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين باتت هناك المئات من الحالات المشتبه فيها، ويعد لبنان واحد من 29 دولة أبلغت عن تفشي المرض منذ يناير هذا العام.
وحتى 7 نوفمبر 2022، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن تسجيل 2722 حالة مشتبهًا في إصابتها بالكوليرا، منها 448 حالة مؤكدة مختبريًّا، و18 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا، أما نسبة الوفيات من الحالات المصابة 1% في جميع أنحاء البلاد.
ويصيب المرض سنوياً ما بين 1.3 إلى 4 ملايين شخص حول العالم، ويؤدي إلى وفاة أكثر من 21 ألف شخص سنوياً، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية، على أنها تبذل جهوداً إضافية لتوفير مزيد من الجرعات "نظرا للانتشار السريع" للوباء في بعض الدول العربية.