شيع أهالي مدينة جنين جثمان الإثنين، الشهيد محمود عبد الجليل السعدي (17 عامًا) والذي ارتقى متأثرًا بإصابته، بالإضافة إلى إصابة أربعة آخرين خلال اقتحام الاحتلال لمدينة جنين ومحاصرة منزل في حي الهدف غرب مخيم المدينة.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى ابن سينا باتجاه منزل عائلته في المخيم لوداعه، وتوجهت مسيرة التشييع الى شوارع المدينة ومن ثم عادت الى مسجد المخيم للصلاة عليه وانتهاءً في مقبرة شهداء المخيم.
من جهته، قال بهاء السعدي أحد أقارب الشهيد: "محمود هو الابن الوحيد لعائلته من الذكور بين أربع شقيقات وكانت عائلته تنتظر تخرجه من الثانوية العامة هذه السنة؛ لكن رصاص الاحتلال كان أسرع من تلك اللحظة".
وأضاف السعدي: "أصيب محمود على بعد أمتار من مقاعد الدراسة، حيث قتله الاحتلال على مقربة من مدرسته أثناء توجهه ليها".
من ناحيته، قال عامر السعدي المتحدث باسم حركة فتح وآل السعدي: "إن إقدام الاحتلال على قتل ابننا وهو ذاهب لمقاعد الدراسة يؤكد أنه لا يفهم سوى لغة القوة".
وأضاف السعدي: "نوجه رسالتنا إلى مؤسسات حقوق الانسان وأونروا أن الاحتلال يقتل أبناءنا أمام المؤسسات المدنية والمدارس في ظل صمتكم عدم حمايتكم لأطفالنا".
أما عبد السلام أبو العز ممثل عن التربية والتعليم، فقال: "ننعى الشهيد السعدي أحد طلابنا الذي ارتقى خلال توجهه المدرسة تزامنًا مع ارتفاع ملحوظ في قتل عدد من طلبة المدارس من قبل الاحتلال في الفترة الأخيرة".
واقتحم الاحتلال مدينة جنين ما يقارب السابعة والنصف صباحًا وحاصر منزلاً في حي الهدف واعتقل المطارد راتب البالي.
من جهتها، قالت والدة المعتقل راتب": "أيقظونا من النوم على إطلاق الرصاص الكثيف والتفجيرات حول المنزل ولم نكن نعلم أن منزلنا المستهدف، حيث لم نرَ أي تحرك حوله ثم خلال لحظات بدأ الرصاص يخترق جدران المنزل والنوافذ".
وأضافت والدته: "بدأنا الزحف من غرفة النوم باتجاه غرفة أخرى وسمعنا قذيفتين انفجرتا بساحة المنزل وطيلة تلك الفترة لم يتوقف إطلاق النار".
وقال والد الشهيد: "عندما زحفنا للغرف الداخلية تلقيت اتصالاً من ضابط بجيش الاحتلال طالبنا بالخروج من المنزل ونسلم أنفسنا، فطلبت منه أن يوقف إطلاق النار، إلا أنه لم يتوقف إلا بعد دقائق، وخلال الاتصال تم إلقاء قنبلة ناحية الدرج".
وأضاف والده: "خرجنا من المنزل وكنت أحضن ابني راتب حتى لا يتم إطلاق النار عليه وكنا نسير باتجاه الجيبات العسكرية حسب توجيهاتهم لحظات حتى وجدنا أنفسنا بين عدة جنود وطلبوا مني قطعة سلاح رغم أن ابني لم يكن بحوزته أية قطعة مماثلة".
وصباح اليوم، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد السعدي متأثرًا بجروح حرجة أصيب بها برصاص قوات الاحتلال.