مضت أكثر من خمس سنوات على اعتقال الأسير المقدسي "محمد منصور" محمد العباسي دون أن يصدر حكمًا بحقه، ما زاد من معاناته في ظل المصير المجهول داخل سجون الاحتلال.
ويقضي الأسير العباسي مع ثلاثة آخرين قيد التوقيف في سجن رامون الصحراوي منذ 64 شهرًا، دون معرفة مصيرهم، وموعد حريتهم، وهم: أحمد أبو خلف ومحمد وأمير فروخ.
وتختلط مشاعر والدة الأسير العباسي عند كل موعد محكمة، ما بين المعاناة من إجراءات محاكم الاحتلال؛ والأمل بالإفراج عن نجلها الذي طال أمد فراقه.
وعن فراقه، تقول لوكالة "صفا" إن "أكبر قهر أن يبتعد الابن عن أمه، فما بالك بفتىً بعمر الـ18 عامًا، غاب عنّي خمس سنوات".
معاناة المحاكم
وتقول الوالدة المكلومة: "نعاني روتين إجراءات المحاكم وساعات الانتظار الطويلة، إذ نتوجه للمحكمة منذ الصباح الباكر ونجلس على مقاعد حديدية لساعات طويلة تمتد حتى ساعات العصر، دون السماح لنا الاقتراب منه".
وكانت والدة الأسير المقدسي تزور نجلها بسجن رامون مرةً كل أسبوعين، إلى أن قُلّصت الزيارة لتكون مرةً شهريًا بسبب آلام جسدها المنهك، عدا عن تعقيدات إجراء الزيارة وقسوة إدارات السجون في تعاملها مع أهالي الأسرى.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت العباسي مع 12 شابٍ آخر من بلدة سلوان عام 2017، ومعظمهم تلقّوا حكمًا بحقهم وأخلي سبيلهم إلا الأربعة المذكورين، حين فاقت على صراخ شقيقته بعد اقتلاع قوات الاحتلال باب المنزل، وتدمير محتويات المنزل بعد تفتيشه".
وتبين أن قوات الاحتلال اعتقلت محمد بينما كان نائمًا واعتدوا عليه بالضرب المبرح بأعقاب البنادق.
وتناشد والدة الأسير المؤسسات الحقوقية المساعدة بالإفراج عن نجلها.
ولم تقتصر معاناة محمد على فترة أسره؛ بل حُرم من التعليم الجامعي وتوقف عن الدراسة الجامعية.
وتقول والدته إن وزارة التربية والتعليم رفضت تثبيت دراسته الجامعية، لأنه لم يصدر حكمٌ عليه، رغم تقديمها طلبًا للوزارة عدة مرات ومقابلتها الوزير".
طيور الحمام
وعن شوقها لنجلها، تقول: "عندما أشتاق لمحمد أصعد لسطح المنزل لمشاهدة طيور الحمام التي كان يربّيها، علمًا أن والده يرفض بيع أي طيرٍ منذ اعتقاله".
وتضيف أن والده مُصرٌّ على إطلاق تلك الطيور من القفص عند الإفراج عن نجله محمد.
وتشير إلى أنه كان لديهم 40 طيرًا عند اعتقال نجلها، واليوم أصبحوا 300 حمامة.
وعن مواصلة الاحتلال اعتقال أربعة أسرى دون محاكمة يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب لوكالة "صفا" إن ما يحصل مع هذه المجموعة من أسرى سلوان يظهر الوجه الحقيقي للاحتلال".
ويضيف: "الاحتلال يحرق أعمار الشباب داخل سجونه، بحجة أنه يجري محاكمة قانونية، ما زاد من معاناة عائلاتهم والأسير نفسه الذي يتعرض لمشقات صعبة بسبب نقله بالبوسطة مرارًا للمثول أمام محاكم الاحتلال".
ويؤكد أن ذلك يشكل خرقًا واضحًا للأعراف الدولية، خاصة أن الاحتلال يلوح بإصدار أحكام عالية على هذه المجموعة.