في اليوم العالمي للطفل الذي يحل في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يقاسي أطفال فلسطين كل صنوف المعاناة الناجمة عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضدهم، بين قتل وأسر وتعذيب.
وأقرت الأمم المتحدة يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، ويوافق تاريخ توقيع 192 دولة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989.
وبينما يمارس معظم أطفال العالم حقوقهم الطبيعية، تضرب "إسرائيل" بعرض الحائط بكافة المواثيق والأعراف الدولية؛ فتستهدف أطفال فلسطين بالقتل والاعتقال، والحرمان من أبسط الحقوق؛ وتقتل الأطفال حتى وهم في أحضان ذويهم، كما حدث مع الشهيد محمد الدرة.
وتصل الاعتداءات الإسرائيلية على الطفل الفلسطيني لحد الخطف، والحرق وهم أحياء، كما حدث مع الطفل المقدسي محمد أبو خضير؛ إضافة إلى أن الأطفال الرضع يحرقون وهم نيام على أيدي المستوطنين، كما حدث مع سعد دوابشة وعائلته في قرية دوما.
الشهداء الأطفال
ووثَّقت تقارير رسمية استشهاد نحو 2266 طفلا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000م؛ أي مع بدء انتفاضة الأقصى؛ وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
واستشهد عام 2021 المنصرم 78 طفلًا خلال العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة والقدس، وهو الرقم الأعلى منذ سنوات.
ومنذ مطلع عام 2022 الجاري قتلت "إسرائيل" نحو 40 طفلا بينهم الطفل الشهيد ريان سليمان الذي كان رحيله شاهداً على فظاعة ما يمارس بحق أطفال فلسطين من الاحتلال.
الأسرى الأطفال
واعتقل الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 ما يقارب 50 ألف طفل في انتهاك واضح لاتفاقية حقوق الطفل وإعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924، والمادة رقم 16 من اتفاقية حماية الطفل.
بينما بلغ عدد الأطفال الذين جرى اعتقالهم منذ اندلاع "انتفاضة الأقصى" عام 2000، نحو 19 ألف طفل (أقل من عمر 18 عامًا)، بينهم أطفال بعمر أقل من 10 سنوات.
وقالت وزارة الأسرى والمحررين بغزة، إن الاحتلال يعتقل حاليا في سجونه نحو 170 طفلًا مشيرة إلى أنهم يتعرضون لكافة أشكال التعذيب والتنكيل النفسي والجسدي بدءًا من لحظة الاعتقال التي يتعرض فيها الطفل لتحقيق ميداني قاسٍ وإطلاق نار في بعض الحالات
وأكدت أن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الأطفال تتمثل فيه حرمانهم من التعليم من خلال احتجازهم لسنوات وأشهر طويلة، وكذلك حرمان بعضهم من زيارة ذويهم بحجة المنع الأمني، وتصاعد عمليات الاقتحام والتفتيش لغرفهم وأقسامهم.
كما أن محاكم الاحتلال وفي سابقة خطيرة أجازت محاكمة الأطفال قبل بلوغهم سن الـ18 وهو ما منح هذه المحاكم حرية أكبر في إصدار الأحكام الجائرة بحق الأسرى الأطفال وفي بعض الحالات يتم تأجيل المحاكمة لسنوات عدة حتى يبلغ الطفل سن المحاكمة القانونية، الأمر الذي يهدد يشكل كبير مستقبل هؤلاء الأطفال.
بينما أفاد مكتب إعلام الأسرى بوجود 110 أطفال محكومين في سجون الاحتلال، و60 آخرين موقوفين ينتظرون المحاكمة، و3 أطفال يخضعون للاعتقال الإداري.
الجرحى الأطفال
وتشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة الأولى خلال الفترة (1987- 1993) يزيد عن 70 ألف جريح، معظمهم من الأطفال؛ يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة.
فيما بلغ عدد جرحى انتفاضة الأقصى (من 29 سبتمبر 2000م وحتى نهاية ديسمبر 2007م) حسب "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" 31,873 جريحاً.
أما عدد الجرحى الأطفال منذ عام 2008 وحتى نهاية 2021 فبلغ 23 ألفًا، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة ومؤسسات ومراكز حقوق الإنسان.
ويقدر عدد الأطفال في فلسطين بنحو مليونين ونصف، أي قرابة 44.2% من إجمالي السكان.