صادقت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية المنتهية ولايتها مؤخرًا، على المنهاج الجديد لمادة المدنيات للصف التاسع، والذي يولي أهمية كبيرة للجوانب اليهودية لـ "إسرائيل"، ويقلص التعامل مع مواضيع عدة تعزز مكانة الفلسطينيين والمساواة.
ويفتك المنهاج الجديد بمبادئ حقوق الإنسان والمواطن ومكانة فلسطينيي الداخل المحتل، والمساواة في الحقوق ودور القضاء وجوانب ديمقراطية أخرى.
وينقل المنهاج الجديد جيدًا أفكار حول ما يسمي "التفوق اليهودي" إلى الطلاب، وهي أفكار اليمين المتطرف الذي وصل مؤخرًا لسدة الحكم عقب انتخابات الكنيست الأخيرة.
وحسب "هآرتس" فإن فروقًا كبيرة واضحة بين منهاجي المدنيات الحالي والسابق، الذي وُضع في العام 1990 وجرى تعديله عام 2015.
ووصفت بعض المصادر في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية ما يجري بأنه يشير إلى أن "جهات يمينية خطفت موضوع المدنيات وبلورته وفقا لمبادئها".
تجاهل تام للفلسطينيين
ويقول عضو لجنة المتابعة العليا لشئون التعليم بالداخل محمد فرحان لوكالة "صفا": إن الفصول الجديدة في كتاب المدنيات الجديد، تتجاهل وجود ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال وانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية داخل إسرائيل".
ويضيف أن المنهاج يركز "على دائرة هوية مقلصة للغاية، مثل الجالية والحي أو المدينة التي تنتمي المدرسة إليها، ويمنع المعلمين من طرح قضايا حول الواقع المحيط بالطلاب".
ويفرق المنهاج الجديد عن القديم، في أن الأخير كان يركز على القيم الأساسية للديمقراطية، الحرية والمساواة، تستند إلى المفهوم الذي يعترف بكرامة وقيمة الإنسان كإنسان".
كما أنه وفي المنهاج القديم فإن "قرار الأغلبية يخضع للقيم الأساسية للديمقراطية، والحفاظ على الحقوق الأساسية للفرد والأقلية، وأن دور الدستور هو حماية القيم الأساسية للديمقراطية، وهو ما ليس مذكورة أبداً في المنهاج الجديد".
"الولاء لإسرائيل"
وحسب فرحان، فإن المنهاج الجديد يركز على الهدف الأعلى وهو "إنشاء مواطنين محافظين عل الولاء للدولة"، أي لـ"إسرائيل".
ويشطب "المنهاج الجديد شطب إمكانية النقاش حول حدود الانصياع للقانون، واستبدلها بـ"التماثل مع الدولة والشعور بالانتماء".
ويعتبر فرحان، أن تطرق المنهاج بتوسع إلى ما يسمي "قانون القومية" العنصري من خلال الإشارة إلى مميزات يهودية مركزية"، يعكس العنصرية المقيتة والمتصاعدة تجاه الفلسطينيين في الداخل، ورسالة بإلغاء وجودهم، حتى كأقلية، بالنسبة لحكومة الاحتلال.
ومن أخطر ما جاء في المنهاج الجديد هو أنه يتعامل مع فلسطينيي الداخل على أساس ديني، كمسلمين ومسيحيين ودروز وشركس، وهو وجه مقيت من العنصرية والتفريق والتصنيف وفق الديانة، وفق فرحان.