تُواصل "جماعات الهيكل" المزعوم إجراءاتها ومخططاتها العنصرية والممنهجة ضد المسجد الأقصى المبارك، بغية تسهيل وتكثيف اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد، وأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية، ومضاعفة الوجود اليهودي فيه.
وآخر هذه الإجراءات، ما نشرته منظمة "بيادينو" اليهودية المتطرفة من خريطة جوية للمسجد الأقصى متصلة بشبكة الإنترنت على الأجهزة الذكية للمستوطنين المقتحمين للمسجد، قائلة: "ثورة حقيقية، من الآن فصاعدًا حدود جبل الهيكل على هاتفك المحمول".
وتظهر الخريطة حدود سور المسجد الأقصى، وما تسميها جماعات الهيكل بـ"حدود الهيكل" حول قبة الصخرة المشرفة باتجاه الشرق.
وتتيح هذه الخطوة الاستفزازية اقتحامًا ميسرًا للمستوطنين، وقدرة أكبر على الوصول إلى مواقع في المسجد الأقصى بدون الحاجة لأي مرشد يهودي خاص.
وقبل عدة أيام، اعترضت "جماعات الهيكل" على قرار شرطة الاحتلال تقليص نصف ساعة من ساعات فتح باب المغاربة أمام الاقتحامات، تزامنًا مع التوقيت الشتوي.
وردًا على ذلك، بدأ المقتحمون بجمع حملة تواقيع ورسائل إلكترونية وضعوها كهدف للضغط على شرطة الاحتلال، مطالبين أيضًا بفتح المسجد الأقصى أمامهم طوال اليوم.
مرحلة متقدمة
وتعليقًا على ما نشرته الجماعات المتطرفة، يقول المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال وجماعاتها الاستيطانية تعمل كل ما يمكن من أجل تسهيل اقتحامات المسجد الأقصى وتهويده، والاستيلاء عليه.
ويوضح أن الاحتلال يضع كل إمكانياته السياسية والمادية والإلكترونية لاقتحام الأقصى، وفرض واقع جديد فيه، وفرض "السيادة الإسرائيلية" الكاملة عليه.
ويضيف أن إنشاء الجماعات المتطرفة تطبيقًا وخريطة للمستوطنين المقتحمين على أجهزتهم الذكية يشكل انتقالًا إلى مرحلة متقدمة في عملية تهويد المسجد الأقصى، وتسهيل الاقتحامات ونشر الرواية الصهيونية التلمودية على حساب الرواية الفلسطينية الحقيقية.
وبحسب الهدمي، فإن هذه الخريطة ستعرف المقتحمين للأقصى بشكل كامل تفاصيل المسجد والمعالم بداخله، و"الهيكل" المزعوم الذي تعمل سلطات الاحتلال على إقامته مكان المسجد المبارك، من أجل جعله واقعًا طبيعيًا في أذهان هؤلاء المقتحمين.
ويبين أن هذه الخطوة تُشكل حلقة صمن سلسلة حلقات تهويد الأقصى، وفق خطة استراتيجية ممنهجة ومدروسة وبعيدة المدى من أجل الوصول للهدف المنشود.
ويشير إلى أن شرطة الاحتلال قلصت نصف ساعة من ساعات فتح باب المغاربة، تزامنًا مع التوقيت الشتوي، كإجراء تكتيكي لتوافقه مع أوقات الصلاة وعدم الدخول في مواجهة مع الفلسطينيين الوافدين للمسجد الأقصى.
ويؤكد المختص في شؤون القدس أن الصراع على الأقصى سيبقى ما بقي الاحتلال جاثمًا على الأرض الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة.
خطة استراتيجية
والمطلوب عربيًا وإسلاميًا-وفقًا للهدمي- إنشاء عشرات التطبيقات التي تشرح الرواية الفلسطينية الإسلامية حول المسجد الأقصى ولتعريف المسلمين في كافة أنحاء العالم بكافة التفاصيل عن تاريخ ومعالم وهوية الأقصى، باعتباره أهم مقدسات الأمة، ومسرى رسولنا الكريم.
ويشير إلى ضرورة أن" يُصبح الأقصى قريبًا من أحلام وأفكار المسلمين وفي حياتهم اليومية، من أجل الدفاع عنه ونصرته في مواجهة مخططات الاحتلال واعتداءاته اليومية بحقه".
ويشدد على ضرورة وضع خطة استراتيجية تشمل كل الأمة الإسلامية والعربية، وتعمل بشكل دؤوب وعملي على نقل الرواية الفلسطينية والإسلامية في كل العالم حول المسجد الأقصى يوميًا، والتعريف بقدسيته، وأنه مكان مقدس وليس مجرد صراع مع الاحتلال.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت الدعوات اليمينية المتطرفة، لاتخاذ خطوات أكثر تطرفًا تجاه المسجد الأقصى عبر تغيير الواقع فيه، وتقسيمه واقتطاع جزء منه لليهود، والسماح بأداء صلوات تلمودية وإدخال "أدوات مقدسة" داخله.