يرى محللون سياسيون أن بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يمثل داعما حقيقيا للثورة التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة، ويشكل رسالة تحذير واضحة للاحتلال من تماديه في إجرامه.
والجمعة قالت الغرفة المشتركة، في مؤتمر صحفي عقدته بغزة، إنّها تتابع عن كثب ما يقترفه العدو من جرائم بحق شعبنا ومقدساتنا من تدنيسٍ للأقصى واعتداءٍ على مرابطيه، وعدوان سافر على مدن وقرى ومخيمات الضفة وأحياء القدس، وما يتعرض له مخيم شعفاط.
واعتبرت أنّ المساس بالمسجد الأقصى المبارك وازدياد جرائم العدو بحق أهلنا في القدس، وتدنيس المقدسات، هو نذير شؤم على هذا الاحتلال، وإيذانٌ بقُرب زواله واندحاره، داعية جماهير شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد الغضب في وجه الاحتلال ودك حصونه.
وجاء البيان بعد ساعات من اندلاع اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها مخيم جنين شمالي الضفة ما أسفر عن استشهاد شابين وعدة إصابات.
وبصورة يومية تشهد الضفة بالأسابيع الأخيرة عمليات إطلاق نار على مستوطني وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي فاجأ أجهزة أمن الاحتلال بعد سنوات من الهدوء شهدتها جبهة الضفة المحتلة.
وحدة المقاومة
وبهذا الصدد، يقول المحلل السياسي ناجي الظاظا إن بيان الغرفة المشتركة يعكس وحدة حال المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى الظاظا في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أن خبرات المقاومة في غزة هي في خدمة الضفة الغربية، مؤكدًا هذا أكثر ما يخشاه الاحتلال.
ويضيف، "أن تتشكل نقاط ارتكاز للمقاومة في جنين ونابلس ومناطق أخرى يعني اتساع رقعة الخطر الذي يتهدد مصالح الاحتلال، وزيادة قوة تأثيره.
مراقبة الأوضاع عن كثب
فيما يرى الكاتب مصطفى الصواف، أن غرفة العمليات المشتركة أكدت نقطة مهمة وهي مراقبتها كل ما يجري بالضفة الغربية والقدس من مقاومة واتساعها في مواجهة المحتل وفي نفس الوقت تراقب ما يقوم به المحتل من إرهاب وتدنيس للمقدسات سواء في القدس أو الحرم الابراهيمي، وتحذير الاحتلال من أن ما يقوم به ومستوطنوه هو نذير شؤم ينذر بنهاية له.
ويقول الصواف إن "الغرفة المشتركة في بيانها أكدت أن المقاومة هي الطريق التي بها تتحقق الأهداف المشروعة".
ويضيف أن البيان أشار إلى أن كل الشعب الفلسطيني بات اليوم مجندا ضد المحتل ويعمل على مقاومته ودعا الكل الفلسطيني إلى المشاركة في القدس والضفة والثمانية والأربعين في مواجهة المحتل.
تقدير خاطئ للاحتلال
من جهته يقول المحلل السياسي أيمن الرفاتي، إن من رسائل بيان الغرفة المشتركة أن سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تمرير المخططات التهويدية على أمد بعيد لن تمر بسهولة بعد معركة "سيف القدس"، نظراً إلى أن قضية القدس حاضرة بشكل دائم في التفكير الفلسطيني المقاوم.
ويرى الرفاتي أن من خاض معركة "سيف القدس" لن يتردد في فتح معركة جديدة لأجل المدينة المقدسة التي تجمع الأمة العربية والإسلامية.
ويؤكد أن الانتهاكات والخطط التهويدية نابعة من تقديرات خاطئة للاحتلال بأنّ المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة عسكرية من قطاع غزة خلال الفترة الحالية.
ويعتقد الرفاتي أن تقدير الاحتلال خاطئ وغير واقعي بدرجة كبيرة، نظراً إلى تحرر المقاومة من أي قيود داخلية أو خارجية. وبناء عليه، فإنّ الواقع يقول إنّ استمرار المخططات ومحاولات تمريرها سيدفع المنطقة كلها إلى زاوية حرجة وانفجار كبير.
ويلفت إلى أن "مقاومة غزة تدعم وتساند للمقاومة في الضفة بكافة تشكيلاتها من غزة وبكل ما لديها من وسائل".
رسالة تحذير
من جهته، يعتبر الكاتب عزات جمال أن أبرز رسائل مؤتمر غرفة العمليات، هو استنفار شعبنا لتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال في القدس والضفة والداخل دفاعا عن الأقـصى.
ويقول عبر صفحته في فيسبوك، إن من رسائل البيان، دعم المقاومة في غزة لكل من يقاوم وخاصة التشكيلات المنظمة مثل عرين الأسود.
ويشير إلى أن بيان الغرفة المشتركة هو رسالة تحذير واضحة للاحتلال بأن استمرار عـدوانه سيجلب المزيد من الردود التي لا يتوقعها.