قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كاملة تعيش حالة جنون باعتقادها القدرة على خلق انطباع بأن المسجد الأقصى كنيس يهودي وليس مسجدًا للمسلمين فقط.
واقتحم صباح الثلاثاء مئات المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ثاني أيام ما يسمى بـ "عيد العرش" العبري، تلبية لدعوات "جماعات الهيكل" لتنظيم أكبر اقتحام للأقصى اليوم.
ومنعت قوات الاحتلال أهل الداخل من الوصول إلى مدينة القدس، وشددت من إجراءات على مداخل المدينة، لعرقلة دخول أي من الحافلات أو المركبات.
وتأتي هذه الإجراءات ضد أهل الداخل ضمن سياسة متصاعدة، تنتهجها "إسرائيل" ضدهم، عقب دورهم البارز في الدفاع عن المسجد خلال الأعوام الأخيرة، خاصة في هبة الكرامة.
أساليب ممنهجة لإفراغه
وأكد الخطيب في، حديث خاص لوكالة "صفا" الثلاثاء، أنه "من الواضح أن المؤسسة الإسرائيلية تعتمد أكثر من أسلوب في إفراغ المسجد الأقصى، خاصة من أهل الداخل، خط الدفاع الأول عنه".
وأضاف "هذه الأساليب توزعت ما بين منع الحافلات من الخروج من القرى والمدن الفلسطينية بالداخل، وثانيًا انتظار وصول حافلات أخرى لمدخل مدينة القدس ومنعها من الدخول للمدينة".
كما تعترض قوات الاحتلال السيارات الخاصة لأهل الداخل عند باب العامود أو الأسباط، وتمنع دخول أصحابها للأقصى، بالإضافة إلى التنكيل بمن يصل مشيًا على الأقدام لمنعهم من الدخول لباحات المسجد، وفق الخطيب.
ولفت إلى مئات أوامر الإبعاد التي تلقاها عدد من المرابطين من أهل الداخل منذ بدء الأعياد اليهودية، بالإضافة للاعتقالات التي شهدتها أم الفحم والقدس لمواطنين من الداخل.
ووصف الخطيب هذه الأساليب بأنها "سياسة متكاملة لتفريغ الأقصى من المرابطين، مقابل إحلاله للمستوطنين".
نتائج وخيمة
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تريد في ظل غياب الحضور الفلسطيني في المسجد الأقصى، ووجود المئات من المستوطنين المقتحمين، خلق انطباع بأن "هذا كنيس وليس مسجد".
وتابع "وهذه طبعًا حالة من الجنون والهراء الذي تعيشه المؤسسة الإسرائيلية، لأن كل ما تفعله، لن يغير حقيقة أنه أولى القبلتين وأنه مسجد للمسلمين وليس كنيسًا، وما فيه هو حائط البراق وليس حائط المبكى، وهذه حقيقة ثابتة إلى الأبد".
وشدد الخطيب على أن ممارسات الاحتلال في منع أهل الداخل من الوصول للأقصى، لن يثنيهم بأي حال من الأحوال عن الوصول إليه، والسعي للرباط فيه.
وحذر الخطيب من نتائج ما تفعله "إسرائيل" في المسجد الأقصى على المنطقة بأكملها، مضيفًا "يبدو أن المؤسسة الإسرائيلية تمرّ بشعور الغطرسة ويزداد يومًا بعد يوم، متوهمة بأنها ستصل من خلالها إلى فرض هيمنتها الكاملة على الأقصى".
واستدرك "لكن كل هذه الأوهام والمشاريع والمخططات ستتحطم على صخرة الصلاة في ثغور المسجد".