web site counter

جوجل يحتفي بذكرى ميلاد المؤرخ المصري مصطفى العبادي

رحلة مصطفى العبادي العلمية
القاهرة - صفا

احتفى محرك البحث العالمي "جوجل"، أمس الاثنين، بالذكرى الـ94 لميلاد المؤرخ المصري الراحل مصطفى العبادي، صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة في مصر، أبرز المكتبات في الشرق الأوسط.

ووضعت "جوجل" تصميماً بالرسوم المتحركة يضم صورة الراحل ابن الإسكندرية، وهو يحمل كتاباً بين يديه، وخلفه مكتبه، وبجانبه معالم معمارية، منها هرم تخرج من قمته شعلة نار.

من هو مصطفى العبادي؟

ولد مصطفى العبادي في 10 أكتوبر عام 1928 في مدينة الإسكندرية بمصر، وتخرج من ‏كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة عن الحضارتين اليونانية والرومانية من جامعة كمبريدج البريطانية عام 1961.

لعبت نشأة مصطفى العبادي في بيت عريق محب للعلم، دوراً كبيراً في مسيرته العلمية، فوالده المؤرخ عبد الحميد العبادي هو عميد كلية الآداب الأسبق في جامعة الإسكندرية، وهو ما لعب دورًا في حبه للعلم ووضعه على أول طريق العلم والمعرفة.

توفي العبادي يوم الثلاثاء 14 من فبراير عام 2017، بعدما نشر العديد من الكتب العلمية المهمة، أهمها: "العمدة عن مكتبة الإسكندرية القديمة"، الذي يوضح ‏ أهمية مدينة الإسكندرية القديمة في مجالات عدّة.

بحلول عام 1970 ربما كان البروفيسور العبادي العالم المصري الوحيد المتخصص بالتاريخ الإغريقي الروماني، في بلد تهيمن فيه الدراسات الفرعونية على مجالات الدراسين الكلاسيكيين.

وحصل الراحل على جائزة النيل (أرفع جائزة سنوية يقدمها المجلس الأعلى للثقافة في مصر) عام 2013، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 1998، وجائزة كفافي في الدراسات اليونانية عام 1997.

مؤلفات مصطفى العبادي

من أشهر مؤلفاته كتاب "المرجعية" عن مكتبة الإسكندرية القديمة، الذي نشرته مكتبة الأنجلو عام 1977، وأهداه إلى روح والده، ويَعرض الكتاب في فصوله، مقدار الحيوية والنشاط التي عرفتها الإسكندرية القديمة في مجالات الفكر والثقافة والعلم.

كما ألف كتاباً عنوانه "مصر من الإسكندر الأكبر حتى الفتح العربي" ويعد مرجعاً مهماً عن تاريخ مصر في العصر اليوناني – الروماني.

وكتاباً آخر عنوانه (The Life and Fate of The Ancient Library Of Alexandria)، وطبعته منظمة اليونسكو، وتُرجم إلى اللغات الفرنسية والألمانية والإسبانية، كما طبع أيضاً باللغة العربية.

وللمفكر مصطفى العبادي عدة بحوث منشورة في دوريات ومجلات علمية أو في أعمال المؤتمرات العالمية والإقليمية والمحلية، منها: نشأة الفكر التاريخ وتطوره، ديمقراطية الأثبنيين.

بالإضافة إلى مؤلفات أخرى بحثية ونشر للوثائق البردية، بخلاف المشاركة في العديد من المؤتمرات المصرية والدولية.

رحلة مصطفى العبادي العلمية

تدرج العبادي في وظائف التدريس إلى أن حصل على درجة الأستاذية عام 1972، ‏وصار رئيسًا لقسم الدراسات اليونانية - الرومانية في العام نفسه، ثم وكيلًا لكلية الآداب لشؤون الطلاب في الفترة من 1976- ‏‏1979.‏

سار العبادي على خطى والده الذي كان عميدًا لكلية الآداب في جامعة الإسكندرية.

وشغل مناصب عدّة في مؤسسات علمية كبرى، فكان عضوًا بالمجمع العلمي المصري، ورئيسًا لجمعية الآثار بالإسكندرية، وعضوًا للهيئة الدولية البردية في العاصمة البلجيكية بروكسل، ‏وعضوًا بالجمعية الأمريكية للدراسات البردية بمدينة نيويورك، وعضوًا مراقبًا بالمجلس الدولي للدراسات الفلسفية والإنسانية.

مناصب تقلدها مصطفى العبادي

كان عضوًا بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضوًا بالجمعية المصرية للآثار القبطية، وعضوًا باللجان التحضيرية لمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة الذي كان صاحب فكرة إحيائها الحقيقي.

أيضًا كان عضوًا باللجنة القومية لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، ‏وباللجنة العليا للتاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، واللجنة الدائمة للآثار المصرية واليونانية-الرومانية بالمجلس ‏الأعلى المصري للآثار.‏

إحياء العبادي لمكتبة الإسكندرية

كان العبادي مهتمًا بشكل خاص بمكتبة الإسكندرية، باعتبارها أول مكتبة عالمية تم بناؤها في مصر القديمة، وكانت تحتوي على ما يقدر بنصف مليون من الكتب المتنوعة البلدان واللغات.

أصبح العبادي مرجعًا رائدًا في هذا الموضوع، وألقى محاضرات عن مكتبة الإسكندرية في أماكن عدة من العالم، ووثق نتائجه وأبحاثه في كتاب نال استحسان النقاد.

وكان العبادي يُشجع في محاضراته دائمًا، على إعادة إنشاء تلك المكتبة العالمية العظيمة، واستطاع أن يقنع الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بدعم مشروعه.

وبعد ما يقرب من 15 عامًا من التصميم والبناء، فتحت مكتبة الإسكندرية أبوابها في عام 2002، ويتكون مبنى المكتبة من سبعة طوابق، وتضم أكثر من ثمانية ملايين كتاب، وأربعة متاحف، وقبة سماوية، كما تعتبر المكتبة معهدًا للأبحاث مفتوحًا للجمهور.

أسطورة في تاريخ مصر

مصطفى العبادي هو عالم آثار ومؤرخ مصري مشهور، يعد أسطورة تاريخ في مصر، وصاحب أياد في حفظ التراث المصري وثقافته الممتدة على مدى سنوات طويلة.

عاش 90 عامًا قضى معظمها في البحث والتوثيق والأرشفة، فكان صاحب فكرة إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة التي ظلت إلى يومنا هذا، منارة للعلم والثقافة، كما أنه بعد وفاة والده لم يدخر جهدًا؛ بل حاول الحفاظ على ما بدأه واستكمل مسيرته.

ورغم مؤلفات مصطفى العبادي القليلة إلا أنها تركت أثرًا لدى طلابه، خاصة كتاب "المرجعية"، فضلاً عن الكثير من البحوث المنشورة في دوريات ومجلات علمية ومؤتمرات عالمية.

لكن البعض، سواء من طلبته أم الذين يعرفونه، يعتبرونه أسطورة في العلم والأخلاق والاجتهاد، خاصة وأنه أحد رجالات مصر الذين حملوا هم التراث والثقافة المصرية في قلوبهم، وعمل جاهدا لتطويرها والحفاظ عليها.

 

أ ي

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام