اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أول أيام "عيد العرش" العبري.
وانتشرت شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة في باحات المسجد الأقصى منذ الصباح الباكر، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وتأتي هذه الاقتحامات، تلبيةً لدعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم لأنصارها وجمهور اليمين المتطرف لتنظيم أكبر اقتحام للمسجد المبارك، خلال أيام "عيد العرش".
وأفاد أحد العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة لوكالة "صفا" بأن 216 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في ساحات المسجد.
وأوضح أن المستوطنين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، وخاصة في منطقة باب الرحمة.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال فرضت قيودًا وتشديدات على الأبواب، ودققت في هويات المصلين الوافدين للمسجد، واحتجزت هويات بعض الشبان عند بواباته الخارجية.
وأضاف أن القوات منعت بعض الشبان من أداء صلاة الضحى أمام المصلى القبلي في المسجد الأقصى، ودققت بهوياتهم الشخصية، وأجبرتهم على التوقف ومغادرة المكان.
ورغم تضييقات الاحتلال، إلا أن المصلين أدوا صلاة الضحى داخل ساحات المسجد، تزامنًا مع بدء اقتحامات المستوطنين وتدنيسهم المكان.
وفرضت شرطة الاحتلال تشديدات على مداخل البلدة القديمة بالقدس وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، ورفعت حالة التأهب في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى.
وكثف المقدسيون الدعوات للحشد والرباط الدائم في المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم خلال "عيد العرش".
ودعت "جماعات الهيكل" عناصرها وجمهور المستوطنين إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، وحددت ذروة عدوانها القادم لتكون يوم غد الثلاثاء.
وخصصت الجماعات المتطرفة منصات إلكترونية خاصة لبرنامج الاقتحامات في "عيد العرش"، الذي يستمر حتى 17 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
وحددت هدفها بالوصول إلى 5,000 مقتحم في يوم واحد الثلاثاء، وهذا رقم لم يصله أي اقتحام منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967.
وتأتي هذه الدعوة لتوظيف مناسبة توراتية تتكرر مرة واحدة كل 7 سنوات تعرف بـ "يوم الاجتماع الحاشد"، ويرتكز إلى "نص في سفر التثنية يدعو اليهود للاحتشاد إلى الصلاة جميعًا رجالًا ونساءً وأطفالًا في عيد العرش" التالي لسنة تبوير الأرض، أي السنة التي يمتنعون فيها عن زراعة أراضيهم، وذلك شكرًا للرب على نعمة المحاصيل والثمار".
كما تأتي لكي تُصعد "جماعات الهيكل" بذلك توظيفها السياسي لمختلف التعاليم الدينية اليهودية ضد المسجد الأقصى وهويته الإسلامية.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وتتصاعد وتيرتها خلال الأعياد اليهودية، والتي تشهد تضييقات وإجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد.