web site counter

إبعادات بالجملة عن باحاته

في رمضان.. قيود الاحتلال تُحاصر الأقصى وتُنغص على المصلين

القدس المحتلة - خاص صفا
مع حلول شهر رمضان المبارك تتحول مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، عبر نشر الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الطرقات والشوارع، مما يُقيد حركة وصول المصلين للمسجد الأقصى المبارك.
وصعدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها وممارساتها القمعية بحق المقدسيين، عبر الاعتقال والاستدعاء وإصدار قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى، في محاولة لتفريغه من المصلين ورواده،
وقبيل رمضان، شرعت شرطة الاحتلال بحملة إبعادات عن المسجد الأقصى، طالت عشرات المقدسيين والأسرى المحررين في صفقة "طوفان الأقصى"، خشيةً من انفجار الأوضاع، بفعل سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة.
وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن ما يزيد عن ألفي عنصر من شرطة الاحتلال سينتشرون في أماكن واسعة من مدينة القدس ومداخلها ومخارجها أيضًا وعلى مفارق كثيرة حولها، وستعمل على إعاقة وتأخير ومنع وصول المصلين للأقصى.
ورصد مركز معلومات وادي حلوة جملة من الاستدعاءات لناشطي وشبان ونساء مقدسيين، خلال الأسابيع الماضية، تم تسليمهم قرارات إبعاد عن الأقصى.
وأوصت شرطة الاحتلال الحكومة بالسماح بدخول 10 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية إلى القدس والوصول إلى للأقصى واداء صلاة الجمعة فيه خلال شهر رمضان.
إجراءات ممنهجة
المختص في شؤون القدس أمجد شهاب يقول إن شرطة الاحتلال تتعمد فرض إجراءات ممنهجة على مدينة القدس، وفي محيط المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان، بهدف التضييق على المصلين وتقليل عدد الوافدين إليه.
ويوضح شهاب في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال نصب العديد من الحواجز العسكرية والسواتر الحديدية في مداخل وشوارع القدس والبلدة القديمة، ونشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة في محيط الأقصى.
ويبين أن شرطة الاحتلال تسعى إلى تقليل عدد الفلسطينيين الوافدين للأقصى من الضفة الغربية، عبر تحديد أعمار من يسمح لهم بالدخول للمدينة المقدسة، فضلًا عن إجراءات التفتيش عبر الحواجز.
ويضيف أن الاحتلال يريد من خلال هذه الإجراءات، إثبات أنه هو "صاحب السيادة على القدس، ومن يقرر ما يشاء"، خاصة بعدما سحبت الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة للأردن.
ولأول مرة بعد السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، نشاهد اقتحام جيش الاحتلال لباحات الأقصى أثناء صلاة الجمعة، في محاولة لفرض وقائع تهويدية جديدة فيه.
ويشير شهاب إلى أن شرطة الاحتلال أجرت الجمعة، عمليات تفتيش مهينة للشباب الوافدين للمسجد، ومنعت دخول عدد منهم لأداء الصلاة في الأقصى.
ويتابع أن شرطة الاحتلال استبقت شهر رمضان بحملة إبعادات كبيرة عن الأقصى، طالت العشرات من المقدسيين واهالي الداخل المحتل، وما تزال تواصل إصدار أوامر إبعاد يومية عنه.
ويرى شهاب أن الاحتلال يحاول بإجراءاته وممارساته المتصاعدة بحق الأقصى، ضرب التواجد الفلسطيني داخله، وتمهيد الطريق للانتقال من التقسيم الزماني إلى المكاني، في محاولة لإعادة تطبيق نموذج المسجد الإبراهيمي في الخليل.
ويؤكد على ضرورة دعم أهل القدس ومرابطي الأقصى، وتعزيز صمودهم ورباطهم، في ظل ما يتعرضون له من اعتداءات وإبعادات عن المسجد المبارك.
سيطرة على الأقصى
وأما المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي فيقول إن سلطات الاحتلال كما كل عام، تتخذ إجراءات ظالمة تعتدي من خلالها على حقوق المسلمين في الصلاة بالمسجد الأقصى، وفي حرية الوصول إليه طيلة الشهر الفضيل.
ويوضح الهدمي في حديث لوكالة "صفا"، أن الاحتلال أصدر قرارات إبعاد كثيرة عن الأقصى قبيل رمضان، وأنا واحد من الذين طالتهم تلك القرارات، بحجة "أنني أشكل خطرًا على أمن إسرائيل في المدينة المقدسة والأقصى".
ويضيف أن سلطات الاحتلال تظن بممارستها سياسة الإبعاد أنها تستطيع أن تُنسي المسلمين حقهم الأصيل في المسجد المبارك.
ويؤكد أن الاحتلال لديه هدف تهويدي في الأقصى يسعى لتحقيقه عبر الاستيلاء الكامل على المسجد، ويبدو أنه يستخدم نفس الأسلوب الذي يتبعه بالمسجد الإبراهيمي.
ووفقًا للهدمي، فإن الاحتلال يمنع المصلين من الوصول للأقصى ويعتدي على خصوصية المكان، وهناك تقليص لسيادة وسلطة الأوقاف الإسلامية على المسجد، وهذا ما يشكل اعتداءً على سيادة الأردن في الأقصى، والمسلمين بشكل عام.
ويقول: "لا شك أن إجراءات الاحتلال في القدس تزيد من حدة التوتر داخلها، خاصة أنها تعيش ظروفًا صعبة، في ظل التضييقات الكبيرة التي تستهدف أهلها ومسجدها وكل مناحي الحياة فيها".
ويشدد على أن هناك إصرارًا لدى المقدسيين وكل من يستيطع على الوصول للأقصى والرباط فيه طيلة شهر رمضان، تعبيرًا عن انتمائهم للمسجد وضرورة إعماره، بغض النظر عن الأثمان التي قد تُبذل مقابل ذلك.
ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك