قال المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي إن عملية إطلاق النار على حاجز مخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة أوجعت الاحتلال الإسرائيلي، وأربكت جنوده، محذرًا من انفجار الأوضاع بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك.
ووصف الهدمي، في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الأحد، العملية بأنها نوعية وبطولية، عبرت عن إصرار المقدسيين على رفض ممارسات الاحتلال واعتداءاته على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وما يجري في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ومساء السبت، قُتلت مجندة إسرائيلية بعملية إطلاق نار على حاجز شعفاط، وأصيب اثنان آخران، وما زالت قوات الاحتلال تنفذ حملات دهم وتمشيط واسعة بحثًا عن المنفذ.
انفجار الأوضاع
وأوضح الهدمي أن العملية جاءت ردًا على اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمقدسيين، وواقع المدينة المقدسة المتدهور والصعب بشكل كامل، وأكدت حرص المقدسيين على إظهار قدرتهم على ردع المحتل ومقاومة إجراءاته العنصرية والممنهجة.
وأضاف "شاهدنا بعد العملية، مدى مخاوف الاحتلال وحالة الارتباك والتوتر التي أصابت جنوده وعناصر شرطته، خشيةً من وقوع أي عمليات أخرى داخل المدينة المحتلة، ما يدلل على أن العملية كانت موجعة بالنسبة للاحتلال".
وبين أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار الصراع الدائر مع الاحتلال على مدينة القدس، وحرصه على إظهار سيادته عليها، رغم أنه كاد يفقد السيطرة على المدينة.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال الحالية تفتقد للخبرة السياسية في التعامل مع الأوضاع الفلسطينية ميدانيًا وما يخص الصراع على الأرض في القدس، وتتخوف كثيرًا من الدخول بأي معركة عسكرية جديدة تعي أنها ليست قادرة على خوضها.
ووصف الهدمي الوضع الفلسطيني بالمتوتر جدًا، وقد يؤدي للانفجار بأي لحظة، قائلًا: "الضفة الغربية والقدس تغليان، ومن الواضح أن هناك توجهًا نحو تصعيد الأوضاع الميدانية فيهما، وخاصة أن شرطة الاحتلال أعلنت حالة التأهب ودفعت بتعزيزات للمدينة لمواجهة أي أحداث قد تقع".
ولفت إلى أن المدينة المحتلة تشهد انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال وشرطته، وحالة من التوتر والحذر الشديدين، خاصة مع حلول ما يسمى "عيد العرش" اليهودي، ودعوات الجماعات المتطرفة لأكبر اقتحام للمسجد الأقصى، وأداء الطقوس التلمودية فيه.
وبنظر الناشط المقدسي، فإن هذه التعزيزات الأمنية تُعبر عن الوضع السيء الذي تعيشه القدس والأقصى، وعن تخوف الاحتلال من حدوث أي مواجهات وأحداث أمنية.
ورأى أن "تصرفات عضو الكنيست الإسرائيلي سيمحا روتمان واستمرار استفزازاته ونفخه البوق داخل مقبرة باب الرحمة شرقي الأقصى تجر الأوضاع نحو الهاوية".
وأضاف أن "استمرار ممارسات الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم على الأقصى وتدنيس حرمته قد تدفع الأمور نحو الانفجار، كونها باتت مهيأة لذلك".
وكان مفوض شرطة الاحتلال كوبي شبتاي حذر من تفجر الأوضاع، على خلفية تصرفات "سيمحا روتمان"، الذي يقوم بالنفخ بـ"البوق" من داخل مقبرة الرحمة الإسلامية، والذي يعتبر خطوة استفزازية للمسلمين.
وقال "شبتاي": "ما يفعله روتمان استفزاز، وهدفه تأجيج المنطقة.. هدفهم فقط خرق النظام ومهمتنا هي منع ذلك والحفاظ على الأمن.. إذا فعلوا شيئًا مخالفًا في مقبرة يهودية، فكيف سترد عليه؟! ما يجري القصد منه إيذاء مشاعرهم (أي المسلمين)".
وأضاف "إذا أراد أن يفجر الأوضاع هناك، فليرى ما يحدث في المسجد الأقصى، بسبب اقتحامات المستوطنين، وهو أمر لم يحدث في السنوات الأخيرة، ما يفعله روتمان سيقودنا إلى (حارس الأسوار 2).. وسيشعل النار".
صراع على الهوية
وحول اعتداءات شرطة الاحتلال على المقدسيين خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي، قال الناشط المقدسي ناصر الهدمي في حديثه لوكالة "صفا" إن هذه الاعتداءات تأتي في إطار استمرار الصراع على الهوية الفلسطينية في القدس.
وأوضح أن الاحتلال يتخوف من أي مظهر من مظاهر الهوية في المدينة، ويُرعبه النشيد الوطني الفلسطيني وتجمع المقدسيين في منطقة باب العامود، والذي يعتبر أيقونة وطنية وحيزًا مكانيًا يخص أهل القدس وحدهم.
وأمس السبت، أصيب عدد من المقدسيين واعتقل آخرون جراء قمع قوات الاحتلال فعالية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في ساحة باب العامود.
واعتدت القوات على المجتمعين لمشاهدة عروض فرق كشافة كانت تجوب شوارع القدس، واعتقلت عددًا من الشبان المتواجدين في المنطقة وأصابت آخرين، والأهالي في منطقة باب الساهرة.