يعد الصداع من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الجميع مرات متكررة في حياتهم، كما أنه واحد من أكثر الشكاوي الطبية شيوعاً، والتي تتراوح من الشعور بعدم الراحة إلى ألم لا يحتمل يمكن أن يعطل حياتك اليومية.
غالباً ما يكون ألم الصداع شديداً مما يمنع الفرد من التركيز أو القدرة على أداء المهام اليومية المعتادة، مما يدفع الفرد لتجربة جميع الطرق لعلاجه.
ما هو الصداع؟
يعرف الصداع بأنه الشعور بألم في الرأس وعدم الراحة، إذ يمكن أن يحدث في أي جزء من الرأس، أو على جانبي الرأس، أو في جانب واحد فقط، منشأه الدماغ أو فروة الرأس أو الرقبة.
الصداع ليس مرض بحد ذاته، بل مجرد دلالة لمشكلة صحية ما، أو نتيجة لوجود ممارسات غير صحية فيما يتعلق بنمط الحياة، فقد يكون علامة على الإجهاد، أو الضغوط العاطفية، أو ربما ينتج عن اضطراب طبي، مثل: الصداع النصفي، أو ارتفاع ضغط الدم، أو القلق، أو الاكتئاب.
أسباب الصداع
العوامل المسببة للصداع من الممكن أن تكون مرتبطة بوجود ممارسات حياتية خاطئة أو نمط حياة غير صحي، وتشمل: الأرق أو اضطرابات النوم، قلة عدد ساعات النوم، الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة، السمنة المفرطة، الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم، الاضطرابات النفسية أو العاطفية، الإجهاد البدني، الجوع الشديد، الإصابة بالجفاف وقلة تناول السوائل، الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة أو السكر .
كما يشكل الصداع أحد الأعراض المصاحبة عند اقتراب موعد دورة الطمث الشهرية عند بعض الإناث، حيث يزول تلقائيا بعد ذلك، ومن الممكن أن يتسبب ارتفاع هرمونات الحمل أثناء أشهر الحمل في الشعور بالصداع ، فيما يعرف بالصداع الهرموني ، وهي حالة مؤقتة تزول بعد الولادة .
كما أن هناك عوامل مرضية مسببة للصداع، وتشمل: ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز بالدم، التهاب الأذن الوسطي، الجلوكوما ( المياه الزرقاء)، تشنج أو التهاب عضلات الرقبة، الأنيميا وأمراض سوء التغذية، التهاب الدماغ أو الالتهاب السحائي، أورام المخ، الصداع النصفي، الإمساك المزمن، تسوس الأسنان، التهاب الجيوب الأنفية .
إلى جانب تعرض الرأس لصدمة مباشرة، كما في الحوادث المرورية أو عند ممارسة رياضة عنيفة، بالإضافة للاضطرابات الهرمونية، وخصوصا اضطراب مستويات هرمون "الثيروكسين" الذي تفرزه الغدة الدرقية، أو هرمون "الكورتيزول" الذي تفرزه الغدة الكظرية .
ولا بدّ من الإشارة إلى أن الصداع من الممكن أن يكون أحد الأعراض لحالة خطيرة، فمن المهم طلب المشورة الطبية إذا أصبحت الأعراض أكثر حدة، ومنتظمة أو ثابتة.
أنواع الصداع وأعراض كل منها
يوجد نوعان رئيسيان من وجع الرأس، وهما الصداع الأولي والصداع الثانوي، ولكل منهما أنواع فرعية تختلف باختلاف المسبب.
-
الصداع الأولي
هو عبارة عن أمراض قائمة بحد ذاتها، إذ يسببها فرط النشاط أو مشاكل في بنية الرأس التي تكون حساسة للألم، وهذا يشمل الأوعية الدموية، والعضلات، وأعصاب الرأس، والرقبة، وقد تنتج أيضًا عن التغيرات في النشاط الكيميائي في الدماغ.
وأما بالنسبة إلى أنواع الصداع الأولي فهي تتضمن ما يأتي:
-
صداع التوتر
هو ألم الرأس الذي ينجم عن توتر العضلات في منطقة الرقبة وفروة الرأس، ويعد من أكثر الأنواع شيوعاً، وغالباً ما يحدث نتيجة لوضعيات الرأس الخاطئة والتوتر نتيجة المواقف السيئة، أو قلة النوم، أو تخطي الوجبات، أو الإجهاد المستمر وإجهاد العينين.
وعادة ما يبدأ هذا الصداع ببطء ويزداد تدريجيًا في منتصف اليوم، وغالبًا يستمر ما بين 30 دقيقة إلى عدة ساعات فقط في حال كان عرضياً، إما إذا كان مزمناً فيحدث لمدة 15 يومًا أو أكثر شهريًا لمدة 3 أشهر على الأقل.
-
الصداع النصفي أو الشقيقة
يتسبب الصداع النصفي بألم شديد نابض للشخص المصاب به، وعادة ما يتركز الألم في جهة واحدة من الرأس، ويحدث على شكل نوبات تتفاوت في مدتها وشدتها، فقد يستمر من بضع ساعات إلى 3 أيام.
لا تزال أسباب الصداع النصفي غير معروفة، ولكن يوجد العديد من المثيرات لنوبات الصداع النصفي مثل: الضوضاء، الأضواء الساطعة، التغيرات الهرمونية، وبعض أنواع الأطعمة أو الأدوية، اضطرابات النوم والتوتر والقلق.
-
الصداع العنقودي
يتسبب هذا الصداع بهجمات من الألم للمريض، وعادة ما يدوم بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات، ويحدث فجأة مرة واحدة في اليوم حتى ثماني مرات، ولمدة قد تتراوح من أسابيع إلى أشهر.
-
صداع النوم
هو أحد أنواع الصداع نادرة الحدوث، يسمى أيضًا بالصداع المنبه لأنه يوقظ المصاب من النوم أثناء الليل، قد يتعرض المصاب لعدة نوبات خلال الأسبوع.
-
الصداع الثانوي
هو عبارة عن الأعراض التي تحدث عندما تحفز حالة أخرى الأعصاب الحساسة للألم في الرأس، ويرتبط هذا الصداع بحالة طبية معينة تسبب ألم الرأس، وهي كما يأتي:
-
صداع الجيوب الأنفية:
هو الألم الذي يحدث نتيجة لالتهاب أو تورم الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية.
-
صداع الورم والنزيف الدماغي:
لا تحتوي الجمجمة على الكثير من المساحة بداخلها، لذا يتسبب نمو الأورام الحميدة أو الخبيثة، أو تجمع الدم داخل الجمجمة في الضغط على أنسجة الدماغ، مما يتسبب بالشعور بوجع الرأس.
-
الصداع عنقي المنشأ:
ينجم عن تلف الأقراص بين فقرات العمود الفقري، مما يتسبب في الضغط على العمود الفقري، وعادة ما يتسبب هذا التنكس للأقراص في ألم الرقبة وصداع.
-
صداع الرعد المفاجئ:
هو صداع حاد ومفاجئ، يصل إلى الحد الأقصى من الشدة في أقل من دقيقة واحدة، ويدوم لمدة أطول من 5 دقائق، ويمكن أن يشير هذا النوع إلى وجود مشكلة في الأوعية الدموية الدماغية، وغالباً ما يحتاج إلى الرعاية الطبية الطارئة.
-
الصداع التالي لصدمة الرأس أو الرقبة:
يمكن أن تتسبب إصابات الرأس والرقبة الناجمة عن الحوادث، مثل: السقوط، وحوادث السيارات، بحدوث آلام الرأس.
-
الصداع الارتدادي أو المرتد:
ينتج هذا الصداع عن الارتداد أو الإفراط في تناول الدواء، أو الاستخدام المفرط لأدوية علاج أعراض الصداع، وهو السبب الأكثر شيوعًا للصداع الثانوي، وعادة ما يبدأ في وقت مبكر من اليوم ويستمر طوال اليوم.
قد يتحسن هذا النوع من الصداع مع العلاج المسكن، ولكن يتفاقم عندما تضعف آثاره.
-
الصداع المرتبط بالكافيين
ينتج عن استهلاك الكافيين بكثرة، أي بمعدل يزيد عن 400 مليغرام أو 4 أكواب من القهوة، أو بعد التوقف المفاجئ عن استهلاك كميات كبيرة منها لأكثر من أسبوعين.
وغالبًا ما تزول الأعراض بعد ساعة من معاودة شرب القهوة، أو في غضون 7 أيام من الانسحاب الكامل لتناول المشروبات الغنية بالكافيين.
تشخيص الصداع
عادة ما يكون الطبيب قادرًا على تشخيص نوع معين من الصداع من خلال وصف الحالة، ونوع الألم، وتوقيت ونمط النوبات، وإذا كانت طبيعة الصداع تبدو معقدة فقد يتم إجراء اختبارات لنفي الأسباب الأكثر خطورة.
كيف يمكن علاج الصداع ؟
يعتمد علاج الصداع على إيجاد العامل المسبب، ومن ثم العمل على علاجه، ولا مانع من تناول العقاقير المسكنة ( الباراسيتامول أو الإيبوبروفين ) دون إفراط، من أجل تخفيف الألم.
على الرغم من أن العديد من الأدوية تستهدف تخفيف أعراض الصداع، إلا أن هناك العديد من الطرق البسيطة والتعليمات التي تعتبر بمثابة التدابير العلاجية والوقائية للصداع طبيعياً، دون التوجه إلى الطبيب، وتشتمل على ما يأتي:
-
عدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة طبيب متخصص .
-
ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين .
-
الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن، وعدم الإفراط في تناول الأطعمة ذات محتوى مرتفع من الملح أو السكر، والحد من تناول الكافيين أو الأطعمة المحفوظة.
-
الإكثار من شرب الماء، حيث أن قلة شرب الماء من الأسباب الرئيسية للصداع وتحديدًا صداع التوتر والصداع النصفي.
-
الابتعاد عن الضغوط النفسية والعصبية، وتجنب السهر لساعات متأخرة من الليل، مع الحرص على الحصول على قسط كافي من النوم ليلاً .
-
غطِ نوافذك باستخدام ستائر التعتيم خلال اليوم، وارتد النظارات الشمسية في الهواء الطلق، وأضف شاشات مضادة للتوهج إلى جهاز الحاسوب، نظراً لأن الضوء الساطع يتسبب في حدوث صداع.
-
الحرص على تدليك الرقبة والرأس، كما يساعد التمدد واليوغا أو التأمل والاسترخاء التدريجي للعضلات أثناء الصداع على التخفيف من الألم.
-
داوم على شرب الزنجبيل فهو دواء لتسكين الألم لدى الأشخاص المصابين بالصداع، كما يساعد على الحد من الغثيان والقيء، والأعراض الشائعة المرتبطة بالصداع الشديد.
-
الحرص على الحصول على بعض المغنيسيوم، فهو معدن مهم لوظائف الجسم، كما أنه علاج آمن وفعال للصداع.
-
إذا كنت تعاني من الصداع النصفي، ضع علبة باردة أو مكعبات ثلج ملفوفة في منشفة على جبينك، واستمر بالضغط لمدة 15 دقيقة، كما يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء البارد في تخفيف الألم.
-
ضع قطعة قماش دافئة على المنطقة التي تؤلمك في حال الإصابة بصداع الجيوب الأنفية، كما يساعد أيضًا الحمام الدافئ على تخفيف الألم.