اشتكى أهالي بلدة الطور شرقي القدس المحتلة من حملة اعتداءات وإجراءات تُنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي وبلديتها بحقهم، تصاعدت وتيرتها بشكل غير مسبوق منذ عدة أيام، ضمن سياسة عقابية ممنهجة تفرضها عليهم، بادعاء رشق الشبان مركبات وحافلات الشرطة بالبلدة.
ويواجه السكان هجمة إسرائيلية شرسة، تتمثل في الاقتحامات اليومية والمداهمات للمنازل والمحلات التجارية، والاعتقالات، ناهيك عن تحرير مخالفات للمحلات والمركبات، ومصادرة بعض البضائع، وتوزيع استدعاءات لمراجعة البلدية، بالإضافة للمشاريع الاستيطانية.
وتعد "الطور" واحدة من أقدم القرى المقدسية وأعلى منطقة في المدينة، وترتفع عن سطح البحر 826 مترًا، وتشكل موطنًا للعديد من المواقع الدينية والأثرية الإسلامية والمسيحية، والتي حولتها إلى وجهة سياحية معروفة، وتضم أبرز المؤسسات الصحية الفلسطينية.
وخلال الأيام الأخيرة، اعتقلت قوات الاحتلال عشرات الشبان والفتية من البلدة، بعد اقتحام منازلهم، وتفتيشها وتخريب محتويات بعضها، ما أسفر عن اندلاع مواجهات بين الشبان والقوات.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل تتهدد عشرات العائلات المقدسية في بلدة الطور، خطر هدم منازلهم، وتهجيرهم بأي وقت، بحجة البناء دون ترخيص، ناهيك عن مصادرة أراضيها، لتحويلها إلى "حدائق توراتية" ووحدات استيطانية.
ويقول الأهالي إن قوات الاحتلال تقتحم يوميًا وعلى مدار الساعة البلدة، وتُنفذ حملة مداهمات للمنازل والمحلات التجارية بصورة عشوائية، وتعتقل العشرات وتُحول بعضهم للحبس المنزلي، بالإضافة إلى عمليات هدم المنازل وتوزيع إخطارات هدم، بحجة عدم الترخيص.
إجراءات تعسفية
رئيس لجنة المتابعة في بلدة الطور مفيد أبو غنام يقول لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال صعدت من اعتداءاتها وإجراءاتها التعسفية بحق السكان المقدسيين في البلدة، واعتقلت خلال أربعة أيام نحو 20 شابًا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
ويوضح أن طواقم بلدية الاحتلال والشرطة والضريبة استهدفت المحلات التجارية بشكل عشوائي وممنهج، وداهمتها وحررت مخالفات لأصحابها، تحت حجج واهية، كما حررت مخالفات للمركبات في شوارع البلدة.
وتشهد البلدة يوميًا استنفارًا كبيرًا لقوات ومخابرات الاحتلال التي تتمركز أمام المنازل السكنية والمحلات، وسط مضايقات شديدة يتعرض لها السكان والمارة.
ويشير أبو غنام إلى أن قوات الاحتلال تدعي أن هذه الاقتحامات والاعتقالات تأتي ردًا على رشق الشبان الحجارة على حافلات ومركبات الشرطة في البلدة، فهي تحاول تجنيد أصحاب المحلات، لأجل التحريض ومنع هؤلاء الشبان من إلقاء الحجارة، لذلك تتعرض يوميًا للمداهمة والمخالفات.
ويصف الإجراءات الاحتلالية بالتعسفية والعنصرية، معتبرًا أنها تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على سكان البلدة خاصةً، والمقدسيين بشكل عام.
صمود وثبات
ويؤكد أن سلطات الاحتلال بإجراءاتها وانتهاكاتها، لن تستطيع النيل من صمود السكان، وإصرارهم على البقاء في مدينتهم وأراضيهم ومحلاتهم مهما كلف من ثمن، كما لن تنل من عزيمة وإرادة المقدسيين في مواجهة المحتل واعتداءاته ومخططاته.
ولم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي على بلدة الطور لوحدها، بل يطال القرى المحيطة بها عبر فرض مزيد من الإجراءات العقابية والممنهجة، وشن هجمات يومية تستهدف البشر والشجر والحجر، في محاولة للنيل من صمود المقدسيين.
ويضيف أبو غنام أن البلدة تتعرض أيضًا لعمليات هدم ومحاولات لتهجير سكانها وطردهم من بيوتهم، لكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل، لأن المقدسي متمسكًا بأرضه ومقدساته، ولن يتخلى عنها مهما تمادي الاحتلال في عنجهيته وغطرسته.
ويتابع "نحن أصحاب الحق الأصليين في أراضينا وقدسنا، والاحتلال دخيل على هذه المدينة المقدسة، ولن نتركها فريسة للمستوطنين والجمعيات المتطرفة التي تسعى للسيطرة على بيوتنا وعقاراتنا".
وتسعى سلطات الاحتلال وجمعياتها الاستيطانية للاستيلاء على أراضي الطور، وتحويلها إلى "حدائق وطنية توراتية" ومشاريع استيطانية، تُشوه معالمها التاريخية والدينية والأثرية. كما يؤكد أبو غنام
ويشير إلى أن الجمعيات الاستيطانية تستهدف بعض المناطق، وخصوصًا القريبة والمطلة على المسجد الأقصى المبارك، لإحكام السيطرة عليه والبلدة القديمة.