دعت مؤسسات وفرق إعلامية فلسطينية في قطاع غزة، السبت، أعضاء "الكونغرس" الأمريكي إلى زيارة غزة، والاطّلاع على الأوضاع الإنسانية المتردّية في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من 15 عامًا.
وشارك بالوقفة التي نظمتها المؤسسات والفرق الإعلامية بغزة عشرات الشبان وممثلون عن وسائل إعلام، حاملين لافتات تدعو لرفع الحصار عن القطاع.
وقال ممثل عن الفرق الشبابية محمد شعبان: "نحن مجموعة من المؤسسات والفرق الإعلامية نعمل من أجل الحرية والعدالة الفلسطينية ومعاقبة الاحتلال، وإنه من دواعي سرورنا أن نرسل تقديرنا للأصوات الحرة والداعمة لفلسطين في الكونغرس الأمريكي، وندعوهم لزيارة غزة".
ودعا شعبان المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء "الحصار الوحشي واللاإنساني" المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد ونصف العقد.
وذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على المجال الجوي والمياه الإقليمية لقطاع غزة، موضحًا أنّ الحصار الإسرائيلي قد أدّى إلى تدمير اقتصاد القطاع.
ويعاني حوالي 56% من الفلسطينيين بغزة من الفقر، وتبلغ نسبة بطالة بين الشباب 63% وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وأكّد شعبان أنّ أكثر من 60% من الفلسطينيين بغزة هم من اللاجئين الذين طردتهم العصابات الصهيونية من منازلهم وقراهم في نكبة فلسطين عام 1948، ويعيشون حاليًا في مخيمات لجوء على بعد كيلومترات قليلة من منازلهم وبلداتهم الأصلية.
وأوضح أنّ الحصار الإسرائيلي على غزة قد أدّى أيضًا إلى نقص في المواد الغذائية مثل الماء والوقود، كما أنّه أعاق إمكانات القطاع لتنمية اقتصادية على مدى طويل، وأصبحت مشاكل مزمنة مثل الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة.
وتابع "ما زاد الأمر صعوبة منذ بداية الحصار الإسرائيلي شنّ جيش الاحتلال 6 هجمات على القطاع خلال أعوام 2008 و2012 و2014 و2019و2021و2022؛ أدّى لمقتل آلاف المدنيين، بينهم مئات الأطفال والنساء، وفاقم من حدّة الوضع الإنساني المتردّي بفعل سنوات الحصار الطويلة".
ولفت شعبان إلى أنّ إعادة إعمار ما دمّره جيش الاحتلال في قطاع غزة بات أمرًا "أشبه بالمستحيل؛ لأنّ الحصار يمنع إدخال مواد البناء صلب وأسمنت وحديد وغيرها إلى القطاع".
وأشار إلى أنّه على مر سنوات الحصار أدّت التوغلات البرية والهجمات الصاروخية الإسرائيلية إلى تدمير خطوط أنابيب مياه الشرب، والبنية التحتية لمعالجة مياه الصرف الصحي "ونتيجة لذلك غالبًا ما تتسرب تلك المياه لمياه شرب؛ ما أدّى لزيادة حادة في الأمراض المنقولة جراء المياه الملوّثة".
وأوضح شعبان أنّ أكثر من 95% من مياه غزة أصبحت غير صالحة للشرب، مضيفًا "علاوة على ذلك أحبطت سلطات الاحتلال خططًا لتحسين جودة المياه بغزة بسبب ازمة الكهرباء المستمرة، حيث تعد مشاريع المياه من أكبر مستهلكي الكهرباء.
وأضاف "لا ننسى أيضًا الآثار الكارثية على وضح الصحي والطبي بغزة، حيث منع الاحتلال طوال سنوات الحصار دخول معدات وأدوية اللازمة للرعاية صحية؛ مما انعكس سلبًا على حالة آلاف المرضى وبعضهم انتهت حياتهم لهذا السبب".
وختم حديثه مخاطبًا النواب الأمريكيين "ستكون زيارتكم موضع تقدير حقيقي، وستكون علامة فارقة نحو إحداث فرق في تحقيق هدفنا في إنهاء الحصار الظالم علينا، وخطوة حقيقية نحو الحرية والعدالة لفلسطين".