قال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، يوم الخميس، إن اقتحام الحاخام المتطرف "يهودا غليك" مقبرة باب الرحمة شرقي المسجد، ونفخه البوق داخلها يشكل عدوانًا استفزازيًا يؤكد أطماع الاحتلال الإسرائيلي وجماعاته المتطرفة في كل موقع بالقدس المحتلة.
وأوضح الشيخ صبري، في تصريح خاص لوكالة "ًصفا"، أن هذه الخطوة الاستفزازية تدلل بشكل واضح على أطماع الاحتلال في مقبرة ومصلى باب الرحمة من الأبواب الخارجية المغلقة، وأن لديهم معتقدات لا تستند لأي دليل علمي عقلاني بشأن هذه المقبرة.
وأضاف أن اقتحام "غليك" للمقبرة يمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتصرفًا عدوانيًا واستفزازيًا، مؤكدًا أن المقبرة إسلامية تاريخية موجودة منذ 15 قرنًا، دُفن فيها الصحابة والتابعين والعلماء والمجاهدين.
وصباح الخميس، اقتحم المتطرف "غليك" مقبرة باب الرحمة المحاذية للسور الشرقي للأقصى، ونفخ البوق "الشوفار" داخل المقبرة، وتعمد رفع علم الاحتلال على أحد قبور المسلمين.
وتصدي أحد الشبان المقدسيين لاقتحام المتطرف غليك ونفخه بالبوق، وطالبه بالخروج من المقبرة، إلا أن قوات الاحتلال حضرت للمكان لإبعاد المقدسيين المتواجدين في المقبرة.
فرض السيادة
وأكد خطيب المسجد الأقصى أن التصرفات الجديدة لـ"جماعات الهيكل" ومساعيها لاقتحام الأقصى خلال الأعياد المقبلة، وإدخال البوق إليه والنفخ فيه، تؤكد مرة تلو الأخرى أنهم يحاولون فرض السيطرة على المسجد المبارك بالتدرج.
وبين أن المستوطنين في كل مرحلة يُنفذون عدوانًا آخر على المسجد الأقصى بطريقة وأسلوب تدريجي من أجل فرض واقع جديد على الأرض، وبالتالي فرض السيادة الكاملة عليه.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة أخذت تتغول وتتوغل أكثر في قضية الأقصى، لأنها تشعر بأن الأجواء لديها ميسرة محليًا وعربيًا ودوليًا.
وتابع "كنا سابقًا نقول الأقصى في خطر، لكن الآن بات في أخطار كثيرة، في كل مرحلة يُنفذون اعتداءً فوق اعتداء بداية من موضوع الصلاة الصامتة وصولًا للعلنية والانبطاح على الأرض وحتى رفع أعلام الاحتلال، وتلاوة أجزاء من التلمود بصوت مرتفع داخل المسجد".
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال منعت حراس الأقصى من ممارسة عملهم ومراقبتهم للمستوطنين، لأن أي حارس يعترض اعتداءات المقتحمين يتم اعتقاله وإبعاده عن المسجد، وهذا يشكل اعتداءً على صلاحيات الوقف الإسلامي، لأن هؤلاء الحراس يتبعون لوزارة الأوقاف الأردنية.
وشدد الشيخ صبري على ضرورة تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى، لمواجهة اقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم، داعيًا الدول العربية للتحرك دبلوماسيًا وسياسيًا ودعم الحكومة الأردنية، باعتبارها صاحبة الوصاية الهاشمية على هذه الأماكن المقدسة.
وحمل خطيب الأقصى، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك وتداعيات ذلك، لأنها لا تتم إلا من خلال حراسة الشرطة.
وأضاف أن "سلطات الاحتلال تمر بمرحلة انتخابات، وكل حزب إسرائيلي يُحاول المزاودة على الآخر في قضية اقتحامات الأقصى، كي يُثبت أنه القادر على تنفيذ المخططات العدوانية التي تُنادي بها الجماعات اليهودية المتطرفة، والتي تحكم الشارع الإسرائيلي".
وشرعت "منظمات الهيكل" المزعوم بحشد أنصارها وجمهور المستوطنين لأوسع اقتحام للأقصى يومي الاثنين والثلاثاء 26 و27 أيلول/ سبتمبر الجاري فيما يسمى بـ"رأس السنة العبرية"، وسط استعدادات لنفخ البوق داخل المسجد.
وقدّم مستوطنون التماسًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس، يطالبون فيه بإلغاء أو تقليص الحظر المفروض على إدخال "الأشياء اليهودية المقدسة" إلى داخل الأقصى، والسماح بأداء بعض الصلوات التلمودية الممنوعة، وكذلك النفخ في "الشوفار" أو البوق، خاصة مع اقتراب "رأس السنة".
وتحضيرًا للعدوان على الأقصى في موسم الأعياد المقبل، أعلنت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة عن توفير مواصلات من كل أنحاء فلسطين المحتلة إلى المسجد الأقصى لحشد أكبر عدد ممكن من المقتحمين.
وتعد كل هذه الخطوات محاولات إسرائيلية للتأكيد على أن الأقصى هو "الهيكل" المزعوم، إلى جانب ذلك تُجري "جماعات الهيكل" سباق أعداد سنوي للوصول إلى رقم قياسي للمقتحمين على مدى أيام "عيد العُرش" الثمانية.