web site counter

وسرّ شخصيتي "يعكوبا وأبو سحا"

"صفا" تكشف تفاصيل مجزرة "كراج أبو الشام" بحيفا وخيوط ارتكابها

حيفا - خاص صفا

منذ نحو 74 عاما لم يتم حصر أسماء ضحايا ما كان يُطلق عليه "كراج أبو الشام"، وهي عنوان لمجزرة إسرائيلية بشعة، طوت "إسرائيل" صفحاتها بسجلها الأسود.

لكن اليوم، يُصرّ أهل الأرض التي شهدت المجزرة وهي مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948، على كشف أسماء ضحايا لم تُعرف بعد، رغم كل هذه السنوات، التي تراهن "إسرائيل" على مرورها لينسى الشعب نكبته.

ويقود ناشطون وأبناء عائلات ضحايا جندوا أنفسهم لإخراج ملفات المجازر التي شهدتها فلسطين إبان النكبة عام 1948 وما قبل وما بعد هذا العام، حملة ويبذلون جهدًا كبيرًا، لإخراج ملفات المجازر التي "دُفنت مع ضحاياها".

ويهدف الناشطون إلى تقديم ملفات المجازر التي تخفيها "إسرائيل" إلى المحافل والمؤسسات الحقوقية الدولية، ضمن مسيرة قانونية لكشف المجازر وإدانة "إسرائيل" بها، وتشكيل ضغط عليها لإجبارها على إماطة اللثام عن تفاصيل وملفات مجازر تكتمت عليها منذ عقود.

وارتكبت العصابات الصهيونية المُسلّحة خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، عشرات المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين العزّل في مختلف القُرى والمُدن.

تفاصيل مروعة

وتكشف وكالة "صفا" تفاصيل خيوط مجزرة "كراج أبو شام"، التي يعود تاريخ ارتكابها إلى الثامن والعشرين من فبراير 1948، وكانت شرارتها في معهد "التخنيون" للتكنولوجيا بحيفا.

وفي ذلك التاريخ، أقدم خبراء في عصابة تسمى "البالماخ" على تفخيخ سيارة لتفجيرها في الأحياء الفلسطينية بحيفا بهدف القتل والإرهاب وحمل أهالي المدينة على تركها.

ووقع القرار على تفجير "كراج أبو الشام" في شارع الناصرة في البلدة التحتى في حيفا، بالقرب من المعمل الفلسطيني للتبغ أو ما يعرف بـ"فبركة الدخان".

وقاد السيارة المفخخة إرهابي يدعى "يعكوبا كوهين"، وتم اختياره لمعرفته اللغة العربية، ولأن منظره يدل على أنه عربي إلى حد ما، وخلفه يقود إرهابي آخر، لقبه "أبو سحا " سيارة أخرى للهرب بعد عملية التفجير.

وشخصية "أبو سحا " ما زالت حتى اليوم سرية، ولم يتم الكشف عنها، حسبما يؤكد الناشط بملفات الكشف عن المجازر جهاد أبو ريا لوكالة "صفا".

وقام المدعو "يعكوبا" بإحداث عطل في السيارة المفخخة التي كان يقودها، لكي يعطي ذلك مصداقية لعبور الحواجز الفلسطينية والوصول إلى الكراج.

وقبل وصوله، ادعى "يعكوبا" أنه مقاوم من نابلس، وأن القيادة أرسلته لإصلاح السيارة في الكراج، وبهذه الطريقة نجح بعبور الحواجز والوصول إلى مبتغاه.

استغلال التفات صاحب الكراج

مع دخوله إلى الكراج، أثار الأمر شكوك "أبو الشام" صاحب الكراج، فرفض إصلاح السيارة بادعاء أنه في هذه الأيام العصيبة، لا يقوم إلا بإصلاح السيارات التي يعرف أصحابها، وحتى يوحي لـ"يعكوبا" أن "السيارة التي يقودها قد تكون مفخخة بالمتفجرات".

وجاء في التفاصيل التي نقلها "أبو ريا"، "أن صاحب الكراج ترك المكان إلى مكتبه، وفي ذلك الوقت حضّر "يعكوبا" السيارة للانفجار وترك المكان، وبعد ثلاث دقائق انفجرت السيارة مخلفة 30 شهيدًا و70 جريحاً.

كما وتسبب الانفجار الكبير في حينه، بهدم الكراج والبنايات التي حوله.

ومن بين الشهداء صاحب الكراج "أبو الشام"، وأحمد الخطيب (٤١ عامًا)، وهو مسؤول قسم الضرائب في بلدية حيفا، وصهر الشيخ نمر الخطيب أحد أهم مشايخ الداخل المعروفين.

كما استشهد في المجزرة أحمد عبدالله التاجي الذي يعمل أيضًا مسؤولًا في بلدية حيفا، وكان أحضر سيارته لإصلاحها بالكراج في ذلك الوقت.

ويقع شارع الناصرة شرق البلدة التحتى في حيفا، وهو الطريق باتجاه الناصرة الذي غيرّت اسمه بلدية الاحتلال بحيفا اليوم إلى شارع "حتيفات جولاني"، فيما يقع الكراج الشاهد على المجزرة بالقرب من معمل التبغ الفلسطيني، الذي ما زال قائمًا حتى اليوم.

ويؤكد "أبو ريا" أن الأسماء المذكورة أعلاه هي فقط من عُرفت من سجل شهداء المجزرة، "فيما لا نعرف أسماء باقي الشهداء، ونتمنى أن نستطيع جمع أسماء جميع الشهداء والجرحى، ضمن حملتنا".

ورغم المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لإخفاء حقيقية تلك المجازر وطمسها، إلا أن شواهد تاريخية كـ"المقابر الجماعية" وشهادات الجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا الجرائم، والتي كُشفت مؤخرًا، ظلّت دليلًا دامغًا على وقوعها.

965cd87e-0cb1-49d1-8443-df6057880680.jpg

cd64dff4-7c8e-464d-8153-f54a8948fefb.jpg

ر ب/م ت

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام