قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، يوم الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي افتعل الأزمة القائمة في السجون، مشيرًا إلى أن الخطوة النضالية التي بدأ الأسرى في تنفيذها بشكل تمهيدي لدرء الأخطاء وحماية حقوق الحركة الأسيرة التي نالوها عبر نضال مرير.
وأوضح فارس خلال مؤتمر صحفي برام الله، تابعته وكالة "صفا"، أن "اللجنة التي شكلها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في أعقاب نفق الحرية تحمل توصيات قمعية قهرية، ولا يوجد فيها ما يرمز إلى تحصين الحالة الأمنية لمنع عمليات تحرر أخرى".
وأكد فارس أن الحقد والكراهية تجاه الأسرى هو الذي يحكم سلوك إدارة السجون.
وكشف عن أن إدارة السجون ومن ورائها جهاز الأمن الداخلي يريدون تصدير الأزمة للأسرى.
وقال: "رسالة الأسرى تمثلت بالتمرد على بعض الإجراءات، يريدون أن يقولوا إن التفاهمات المتبادلة والتي ترتب عليها حقوق لنا ولكم إذا ما مسستم بها سوف نقوّض ما لكم فيه مصلحة".
ودعا فارس إلى عدم بقاء المعركة حبيسة أسوار المعتقلات، داعيًا الجميع إلى تحمل المسؤولية وألا يُترك الأسرى وحدهم، حتى لا يستطيع الاحتلال تنفيذ جرائمه في العتمة ووراء الجدران.
وطالب فارس بتنفيذ آلاف المبادرات في كل أنحاء فلسطين، نصرة للأسرى.
بدوره، قال وكيل هيئة شؤون الأسرى عبد القادر الخطيب، إن الأسرى يتجهزون للتصدي لإجراءات الاحتلال داخل السجون.
وبين الخطيب أن إدارة السجون تسعى لتنفذ سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الأسرى في مختلف الأقسام والسجون وعلى مختلف المستويات.
وكشف الخطيب عن خطوات نضالية سيقدم عليها الأسرى قد تصل إلى إضراب استراتيجي مفتوح عن الطعام، نظرا لخطورة وضع الحركة الأسيرة.
ودعا إلى الوقوف بجانب الأسرى وتقديم يد العون والإسناد بشكل فعلي وحقيقي وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل كافة الشعب والمؤسسات.
ودعت الحركة الوطنية الأسيرة، اليوم، إلى أن يكون يوم الجمعة المقبل 26/6/2022م يومًا للنصرة والنفير لإسناد الأسرى في خطواتهم الاحتجاجية، عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن قضيتهم، والخروج إلى نقاط التماس مع المحتل في كافة محافظات الوطن.
جاء ذلك في بيان أصدرته لجنة الطوارئ الوطنية العليا بالحركة الأسيرة ووصل وكالة "صفا" نسخة منه، وذلك مع اقتراب الموعد المحدد لخوض الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام؛ والذي من المقرر أن يبدأ في مستهل سبتمبر/ أيلول المقبل.
وقال البيان:" إن معاركنا مع السجان لا يوجد فيها أم المعارك، وستبقى عملية التدافع معهم مستمرة ما دام هناك احتلال".
وأضاف "لم نسمح يومًا للسجان أن يفرض إرادته علينا، ولن نسمح بذلك اليوم أيضًا عبر وحدتنا الوطنية، وخلف قيادة وطنية موحدة".
وتابع البيان "لن نتوقف عن تحركنا وإضرابنا -حال شرعنا به- إلا بتحقيق كامل مطالبنا، ولن تنتهي معاناتنا إلا بتحقيق حريتنا التي هي مسؤولية الجميع من أبناء شعبنا ومقاومته".
وكانت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال قررت خوض حراك جديد بدءًا من مطلع الأسبوع الجاري، عبر خطوات تكتيكية، تنتهي خلال مدة أقصاها أسبوعين بإضراب مفتوح عن الطعام، تشارك فيه كافة فصائل العمل الوطني في سجون الاحتلال.
وأمس الاثنين، استأنف الأسرى في سجون الاحتلال، خطواتهم النضالية التي علّقوها في شهر آذار/مارس الماضي، بالامتناع عن الخروج إلى ما يُسمى "بالفحص الأمني" كخطوة عصيان على قوانين إدارة السّجن.