نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة، يوم الإثنين، مؤتمرًا وطنيًا في الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى، مؤكدة أن القدس ستبقى محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك المئات من أبناء شعبنا، وقواه الوطنية، وقادة فصائله ووجهائه، والمجتمع المدني وممثلي الفعاليات الشعبية والمجتمعية، في المؤتمر.
وأكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، متحدثًا باسم فصائل العمل الوطني والإٍسلامي، أن "القدس محور صراعنا مع العدو، وسيبقى الأقصى معلمًا دينيًّا ووطنيًّا وعنوانا للوحدة ومنصةً عابرةً للأجيال والجغرافيا يتوحد الجميع خلفها".
ودعا لاتخاذ إجراءات شعبية وقانونية بحق كل من تثبت إدانته أو تورطه في عملية تسليم الأراضي للمحتل باعتبار ذلك خيانة عظمى للدم والوجود الفلسطيني.
وقال: "آن الأوان لحوار وطني جاد ومسؤول لوضع برنامج وطني شامل يحمي أهلنا ووجودنا في القدس، ويتخذ كافة الإجراءات الكافية في الدفاع عنهم وتعزيز صمودهم".
وأوضح أن "القدس التي وحدتنا خلف المقاومة تتطلب منّا أن نطور قدرات المقاومة وأدواتها النضالية ما يستوجب العمل على تطوير الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وصولا لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تدير تكتيكات المقاومة والقتال؛ باعتبارها الجسم المقاوم المعبر عن وحدة المقاومة في الميدان".
ودعا مزهر لتعزيز وحدة الحاضنة الشعبية، "والتصدي لمحاولات العدو والخصوم لاستنبات الصراعات والخلافات الداخلية، والعمل على تعزيز من صمود أهلنا في القدس ويشد من عزائمهم".
وشدد على أن "المخاطر التي يتعرض لها شعبنا تتطلب منّا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نغادر خلافاتنا وننهي انقسامنا، وأن نتوحد ونوحِّد شعبنا خلف قضاياه الوطنية الكبرى".
وطالب المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين والتعامل بازدواجية معايير؛ "فشعبنا سيبقى يدافع عن الرواية الوطنية والتاريخية والظلم الذي لحق بشعبنا".
وجدد مزهر تأكيد الفصائل على مواصلة النضال دفاعًا عن القدس والمقدسات والحقوق والثوابت الوطنية؛ حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين.
من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، في كلمة ممثلة عن أهالي الشهداء، أن "تضحيات أهالي الشهداء لن تذهب سدا، وعهدنا لكل الشهداء أن تظل بندقيتنا في أعناقنا".
وقال المدلل: "قدرنا أن نناضل وألاّ نلقي السلاح وأن لا نسمح أن يكون سلاحنا محل جدال أو نقاش أو استفتاء؛ لأن مقاومة الاحتلال حق كفلته لنا الشرائع السماوية والقوانين الأرضية".
وأضاف "نحن لا نراهن على عالم ظالم يريد عقد سلام مع الاحتلال؛ لأن سلام الاحتلال هو سلام القتل والاستيطان والتهويد والأقصى".
وأكد المدلل أن "فقدان القادة الشهداء خسارة كبيرة لشعبنا؛ لكننا مؤمنون أنه انتهاء للأجل"، مضيفًا "نحن على يقين أن راية المقاومة لن تسقط؛ فهي إرث الشهداء".
وأوضح أنه "أمام هذه المؤامرات التي يتعرض لها شعبنا وقضيتنا؛ فإننا أحوج ما نحتاج إليه اليوم هو إعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني من خلال دعامتين أساسيتين، الأولى وحدة وطنية تحفظ لنا ثوابتنا، والثانية تعزيز صمود أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجده".
ودعا المدلل لاستمرار مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال، وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛"لأننا نواجه عدوًّا مجرمًا لا يفهم إلاّ لغة القوة والحراب".
أما رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فأكد، في كلمته، صمود أهل القدس وثباتهم في مدينتهم، مشددًا على عدم خضوعهم للاحتلال وإجراءاته العنصرية..
وخلال المؤتمر، شارك عدد من أهالي شهداء معركة عام 2014 الذين ترفض السلطة الفلسطينية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير اعتمادهم كبقية الشهداء.
وناشدت والدة أحد الشهداء المؤتمر والحضور جميعًا الوقوف إلى جوارهم والضغط على السلطة والمنظمة لاعتماد أبنائهم.
وعلى إثر ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس زكريا أبو معمر كلمة عبّر فيها عن مساندة حماس والفصائل الوطنية كافة لمطالب ذوي شهداء عام 2014.
وطالب أبو معمر السلطة والحكومة ومنظمة التحرير باعتماد شهداء 2014، مضيفًا "هذا حقهم مثل جميع شهداء شعبنا وليس منّة من أحد".