منذ أيام عبرت عن شغفها لدراسة طب الأسنان، كانت فرحة تفوقها بالثانوية العامة، فاستبشرت بمستقبل مبهر، نامت وهي تحلم بارتداء ثوب الأطباء الأبيض، لكن الاحتلال حوّل حلمها إلى كابوس ودفنه تحت رماد منزلها.
الطالبة سعاد حسونة من سكان حي الشعوث في رفح، انتُشلت هي وعائلتها الليلة الماضية من تحت ركام حي كامل، تعرض لمجزرة إسرائيلية نفذها جيش الاحتلال بالطائرات الحربية.
وفي مقابلة تلفزيونية سابقة رددت حسونة بخجل: "لن يتوقف حلمي عند تفوقي في التوجيهي، وما زال للحلم بقية، وأحلم بأن أكون طبيبة أسنان".
واستشهد نتيجة المجزرة 8 شهداء بينهم أطفال، وأصيب ما يزيد عن 40 بجراح بين خطيرة ومتوسطة.
وبعد ساعات من البحث خرجت حسونة ناجية من المجزرة بعدما أصيبت بشظايا الصواريخ، فيما استشهد شقيقها، ودُمر منزلها، أما شهادة التوجيهي، فمع أحلامها ضاعت تحت الأنقاض.
وحول الاحتلال مستقبل خشونة إلى أمنية بعيدة المنال، وأصبح الآن أقصى أولوياتها وأمنياتها بأن تغادر المستشفى، ثم أن تخرج إلى مكان يأويها هي ووالدتها ومن تبقى من إخوتها.
وشهد قطاع غزة الساعات الماضية ليلة دامية، حيث ارتكبت طائرات الاحتلال مجازر في عدة مناطق بالقطاع، في عدوان مستمر لليوم الثالث، ارتقى فيه 24 مواطنًا، وجُرح المئات، فيما دُمرت مئات الوحدات السكنية.