يمر الأول من أغسطس كل عام على أهالي رفح جنوبي قطاع غزة، حاملا ذكرى مؤلمة تعيدنا إلى أحداث مجزرة "الجمعة السوداء" الدامية، إبان العدوان الإسرائيلي الكبير على القطاع عام 2014.
ففي مثل هذا اليوم، عانى سكان المنطقة الحدودية شرقي رفح بسبب بطش الاحتلال أثناء عدوانه الثالث على القطاع، عقب فقدانه أحد ضباطه قبيل سريان التهدئة بذلك اليوم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2014، اتجه المواطنون في محاولة انتشال ما بقي لهم من أشلاء من تحت ركام المنازل التي شهدت واحدة من أبشع المجازر الإسرائيلية بقتلها لنحو 140 فلسطينيًا وجرحها المئات، خلال ساعات معدودة.
وشهدت ساعات الصباح الأولى في مثل هذا اليوم قبل سبعة أعوام، عودة أهالي المنطقة الشرقية برفح لمنازلهم التي تركوها بعد توغل لقوات الاحتلال هناك؛ في ظل حديث عن تهدئة.
خرقت قوات الاحتلال التهدئة قبل بدء سريانها بدقائق (...)، فسرعان ما عاجلت الدبابات والطائرات الإسرائيلية بقصف مكثف وعشوائي للمدينة، بعد أن اكتشف الاحتلال أن أحد جنوده (هدار غولدن) قد أُسر من قبل المقاومة الفلسطينية.
وكانت مصادر إسرائيلية، ذكرت حينها أن قيادة الجيش أمرت قواتها بتنفيذ خطة "هنيبعل" (سياسة الأرض المحروقة) في مجزرة رفح بعد اكتشافها متأخرًا أسر أحد جنودها من داخل نفق للمقاومة شرق المدينة.
وحتى اللحظة لا تزال حكاية عملية رفح واختفاء الضابط هدار غولدين من لواء (جفعاتي)، فـي "الصندوق الأسود" لدى المقاومة الفلسطينية التي تحتفظ بكامل أسراره وخباياه.
ويذكر أنه خلال اليوم الـ 26 من العدوان، توغلت قوات الاحتلال بعمق يزيد على كيلومترين شرق رفح، فتصدى لها مقاومو القسام واشتبكوا معها وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى، وأعلن الاحتلال فقده لأحد ضباطه في العملية، فيما تصر كتائب القسام على التعامل مع الأمر بغموض دون الإفصاح عن مصيره.
وتعرض قطاع غزة في 7 يوليو 2014، لعدوان إسرائيلي كبير استمر 51 يومًا، تخلله شنّ آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية.
وأدى ذلك العدوان إلى استشهاد 2324 فلسطينيًا وإصابة الآلاف، وتدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس، وارتكاب مجازر مروعة.