أعرب ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قلقهم بشأن استعدادات سلاح المشاة للدخول في أي معركة برية مقبلة، مع عودة الجدل- القديم الجديد- حول تآكل القدرات القتالية للسلاح.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن قائد أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أعلن بداية ولايته قبل نحو 3 سنوات عن نيته تعزيز قدرات سلاح المشاة ليتمكن من حسم الحرب المقبلة سواءً في الشمال أو الجنوب، لكن ضباطًا كبارًا في الجيش عبروا مؤخرًا عن خيبة أملهم من قدرات السلاح في حسم المعارك البرية.
وقال الضباط إنه: "على الرغم من النوايا الطيبة من كوخافي إلا أن هناك فجوة كبيرة بين الأفكار والواقع"، مشيرين إلى أن "التشكيلات الجديدة التي أنشأها كوخافي خلال السنوات الأخيرة لم تعزز من قوة الجانب العملياتي لسلاح المشاة الذي يعاني من مشاكل خطيرة".
وعلى النقيض، نفت مصادر عسكرية في هيئة الأركان وجود تراجع إضافي على قوة أذرع الجيش البرية، قائلة إنه: "تم تزويد سلاح المشاة بقدرات حديثة ومتطورة".
في حين تسود أجواء من الإحباط الكبير صفوف الوحدات القتالية البرية، ويعتقد أفراد تلك الوحدات أن المستوى السياسي لا يعتمد عليهم، ويفعل كل ما بوسعه لعدم دمجهم في القتال ساعة الصفر.
وقالت الصحيفة إن هذه الادعاءات وجدت لها تعزيزًا بعد امتناع المستوى السياسي عن إشراك سلاح المشاة في معركة "سيف القدس" بمايو/ أيار 2021.
وحاولت قيادة جيش الاحتلال الدفاع عن قرارها عدم إشراك سلاح المشاة بالمعركة بادّعاء أن "العملية البرية كانت وما زالت الخيار الأخير، وأنه لن يكون بالإمكان الانتصار في حرب لبنان الثالثة دون اجتياح بري".
وفي السياق، حذرت أوساط عسكرية في سلاح المدرعات من تراجع الرغبة في الخدمة بهذا السلاح خلال السنوات الأخيرة، ووجود تآكل في قوة الوحدة التي تُعد العمود الفقري لسلاح المشاة.
وأشار ضباط كبار، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إلى أن تهميش سلاح المشاة خلال السنوات الأخيرة سينعكس على الأرض بشكل صريح خلال المواجهة المقبلة.
وبينت معطيات نشرتها الصحيفة تراجعًا كبيرًا في رغبة المرشحين للتجند للانخراط في ألوية المدرعات؛ الأمر الذي تسبب بإغلاق بعض كتائب المدرعات خلال السنوات الأخيرة.
وأعربت قيادة القوى البشرية في جيش الاحتلال عن قلقها من عزوف الشباب عن التجند في ألوية المدرعات، وتأثير ذلك على تعزيز قدرات سلاح المشاة بشكل عام.
بدوره، عقّب المتحدث باسم جيش الاحتلال على المعطيات بقوله إن: "السنوات الأخيرة شهدت تعزيزًا كبيرًا لقوة سلاح المشاة"، مستدلًا على ذلك بوتيرة المناورات المكثفة التي أجراها الجيش خلال الأشهر الأخيرة.
وقبل نحو شهرين، قالت مصادر عبرية إن قائد أركان جيش الاحتلال قدّم للكابينت خططًا لتعزيز قدرات سلاح المشاة؛ في ظل الانتقادات الحادة من قادة الجيش للسلاح، والتشكيك بقدرته على تنفيذ المهام الموكلة إليه.
وذكر موقع "والا" العبري آنذاك، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن كوخافي قرر زيادة تعداد القوات المعدة للهجوم البري وتزويدها بأسلحة متطورة وتدعيمها بقوات خاصة.
وأشارت إلى أن قائد أركان جيش الاحتلال عرض خطته لتطوير القوات البرية على رئيس الحكومة (السابق) نفتالي بينيت ووزير جيشه بيني غانتس.
وتشمل الخطة، وفق الموقع، شراء وسائل قتالية حديثة وتوقف استخدام دبابات "ميركافا 2"، وشراء أسلحة ووسائل رؤية ليلية فائقة التطور، وصواريخ موجهة وذخائر مختلفة.
ولفت إلى أن "الجيش يسعى لتوسيع وحدة الأشباح المكونة من جنود الكوماندوز، والمتخصصة بكشف العدو في المناطق المأهولة والشجرية عبر تكنولوجيا سرية، حيث بدأت الوحدة مؤخرًا بتنفيذ عمليات خاصة على الحدود".
وكان قائد أركان جيش الاحتلال السابق "غادي آيزنكوت" عبّر عن قلقه من استمرار تراجع الدافعية القتالية لدى جنود الجيش خلال السنوات الأخيرة.
وقال "آيزنكوت" في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف"، وفق ترجمة وكالة "صفا": "إن الكثير من جنود الجيش باتوا يفضلون الخدمة في وحدات غير قتالية مثل وحدات السايبر ولواء الاستخبارات 8200، ووحدات التكنولوجيا".
وأكد وجود تراجع كبير في الاستعداد للذهاب إلى وحدات المشاة القتالية التي تحتاج إلى تضحية.
وفي نفس السياق، نقلت صحيفة "يديعوت" عن نائب قائد الأركان الأسبق "يائير جولان" قوله خلال تقرير سري إن: "الجيش لا يعول كثيرًا على سلاح المشاة".
وأضاف "جولان"، عام 2019، "سلاح المشاة في وضع سيئ جدًا. هناك مشاكل خطيرة في القدرات القتالية لجنود المشاة. قاموا بتعزيز وتقوية الاستخبارات ونسوا سلاح المشاة".
وأشار إلى أن خططًا كانت موجودة للدخول البري إلى غزة عام 2014 "لكن ضعف ثقة المستوى القيادي بسلاح المشاة والخشية من الخسائر منع ذلك".
وتابع "هذا أوصل رسالة ذات ضرر غير قابل للإصلاح عبر انعدام ثقة الضباط الصغار في أنفسهم وقدراتهم وقدرتهم على الانتصار".