عقدت الحركة الطلابية بغزة، الأربعاء، ندوة بعنوان "الحركة الطلابية ودورها في مناهضة التطبيع بالتزامن مع زيارة بايدن للمنطقة".
وحضر الندوة باسم نعيم رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، وأحمد المدلل مسؤول دائرة اللاجئين في حركة الجهاد الإسلامي، ومحمد فروانة رئيس الكتلة الإسلامية في قطاع غزة، وموسى مسعود منسق سكرتاريا الأطر الطلابية، ولفيف من الكوادر الشبابية المختصة في الشأن السياسي.
من جهته، قال فروانة في كلمته إن زيارة بايدن تأتي في وقت تموج فيه المنطقة في الصراعات والتقلبات السياسية والأمنية والاقتصادية ليأتي بايدن بملامح خطة أمريكية جديدة تستكمل ما قام به سلفه سابقاً، وأضاف فروانة أن زيارة بايدن المرتقبة غير مرحب وغير مرغوب بها التي تأتي لتعزيز التواجد الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية.
ووجه فروانة رسالة للعالم العربي والإسلامي دعا فيها إلى وقفة جادة وعمل دؤوب ومشترك لإطلاق ميثاق شرف تحت عنوان مقاومة الاحتلال الغاصب على كافة المستويات المختلفة، ومقاومة التطبيع ومقاطعة أي كيان يطبع مع هذا المحتل الغاشم.
وفي السياق ذاته، أكد نعيم أن الرئيس الأمريكي بايدن يأتي للمنطقة محملاً بالفشل ولا يحمل في جعبته أية حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه يعيش حالة من التخبط على صعيد الشأن الداخلي الأمريكي، والشأن الدولي بأن يدفع العالم إلى حرب ثالثة.
وأضاف نعيم أن أهداف الخطة الأمريكية الجديدة التي يقودها الرئيس بايدن في المنطقة تهدف إلى ثلاثة أهداف تتمثل في حل أزمة النفط العالمية، وإعادة هندسة المنطقة بما يخدم دمج الكيان الإسرائيلي بالإقليم العربي والإسلامي، وشراء حالة الهدوء الفلسطيني مقابل زيارة مجاملة ودفع بعض الدراهم لسلطة رام الله.
واعتبر أن زيارة بايدن تأتي في إطار الإعلان عن تحالف أمني وعسكري جديد "ناتو شرق أوسطي" على غرار الناتو، بهدف تعيين دولة الاحتلال قائداً للحملة الأمنية في المنطقة تعويضاً عن الولايات المتحدة المنشغلة بالصراعات العالمية جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وشدد على ضرورة عقد حوار استراتيجي على مستوى الدول والأحزاب العربية والإسلامية والكيانات لمواجهة الحلف الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، وإنشائها تحالفاً فيما بينها لمواجهة الاحتلال ومخططاته واستنفاذ المصالح الأمريكية ووضع حد لتغولها في المنطقة.
وأضاف نعيم قائلاً: "أن قيادة السلطة الفلسطينية برام الله فشلت مراراً وتكراراً في إصلاح الشأن السياسي الفلسطيني، داعياً إياها بالمغادرة وإزالة أجهزة الإنعاش عنها"، ودعا نعيم القوى الفلسطينية الحية أن تتوافق لتشكيل جبهة إنقاذ وطني تقوم على بناء وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني الذي أفشلته قيادة رام الله.
وأشار في ختام مداخلته أن رؤية بايدن الجديدة ستسقط كما سقط من قبله، ولن يستطيع شرعة ودمج الكيان في المنطقة، وأن شعبنا الفلسطيني سينتصر على الاحتلال طال الزمن أو قصر.
وفي مداخلة له، قال المدلل: "إن الرئيس بايدن وسفره من مطار اللد للمملكة العربية السعودية سيعتبر نفسه عراباً رئيسياً لفتح العواصم العربية أمام هذا الكيان الذي يعيش حالة النشوة جراء هذا التطبيع العربي معه".
وأضاف المدلل أن زيارة بايدن للمنطقة يراد بها صناعة "حليف ناتو عربي إسرائيلي" برعاية أمريكية وبزعامة إسرائيلية وبتمويل عربي.
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية انحرفت بوصلتها ومسار الحقيقي وأنها أصبحت حبيسة الأدراج لدى الرئيس عباس، معتبراً أن الحركة الوطنية الفلسطينية قامت لأجل تحرير الأرض الفلسطينية وعودة اللاجئين لأوطانهم، وليست مشروع سلطة أو دولة.
وشدد أن المطلوب فلسطينياً صياغة مشروع سياسي متفق عليه من كافة القوى الحية والفاعلة على الساحة الفلسطينية، وعدم الرهان على المشروع الأمريكي ف المنطقة والاقليم، وداعياً القيادة الفلسطينية المتنفذة برام الله أن تنفض يدها من الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي وخصوصاً اتفاقية أوسلو وأن تنهي حقبتها المشؤومة، وتشكيل جبهة وطنية فلسطينية لإدارة حالة الاشتباك مع الاحتلال، مع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اللقاء القيادي رام الله بيروت.
وأشار المدلل أن المطلوب عربياً يتمثل في تشكيل مشروع عربي إسلامي نهضوي يعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض عليه من أعوام الذي فرض بمقاومته الباسلة معادلة جديدة على المحتل وأعاد للقضية الفلسطينية الأولوية على الطاولة من جديد بعد انتصاره في معركة سيف القدس الأخيرة.
واختتمت الندوة بمداخلة لسكرتاريا الأطر الطلابية، حيث قال مسعود أن الأطر الطلابية كان لها دوراً بارزاً في مواجهة التطبيع مع الاحتلال على كافة الأماكن والمواقع سواء داخلياً أو خارجياً عبر تثبيت الهوية الفلسطينية وإطلاق حملات التضامن وقطع العلاقات الأكاديمية مع الاحتلال.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يأتي اليوم الأربعاء في زيارة للمنطقة تستمر لمدة ثلاثة أيام، سيقابل خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة الاحتلال، وسيقابل الرئيس محمود عباس في بيت لحم، ومن ثم ستنطلق طائرته من مطار اللد "بون غريون" نحو الرياض.