ناشد مربو الدواجن رئيس لجنة العمل الحكومي في قطاع غزة عصام الدعليس بالتدخل بشكل عاجل لضبط ومتابعة أسعار الأعلاف وأسعار الصيصان اللاحمة في القطاع أسوةً بأسعار الوقود والدقيق والمواد الأساسية الأخرى، والتي أدت لارتفاع أسعار الدجاج اللاحم بشكل كبير.
وأكد نقيب مربي الدواجن مروان الحلو في حديث خاص لوكالة "صفا" اليوم السبت أنهم لن يلتزموا بتحديد أسعار ثابتة للدواجن، في ظل استمرار استفراد تجار الأعلاف وشركات التفريخ بالمزارعين والمربين برفع أسعارهم بطريقة غير مبررة وغير مسبوقة، على حد وصفه.
وقال "في حال أصرت الجهات الحكومية ممثلة بوزارتي الزراعة والاقتصاد على تثبيت سعر الدجاج بغزة، عليهم اعتبار سلعة الدجاج من المواد الأساسية، وبالتالي يجب مراقبة ومتابعة أسعار تكلفة إنتاجها بداية من سعر الصوص اللاحم، وليس انتهاءً بأسعار الأعلاف وضمان عدم التلاعب بأسعارها".
وأضاف الحلو "جاهزون لعقد اتفاق مباشر مع الجهات الحكومية كنقابة مربين لتحديد الحد الأعلى للسعر، ونشره عبر الإعلام في حال تدخلت الحكومة وضبطت أسعار الصيصان اللاحمة والأعلاف".
وتسجل أسعار الدجاج اللاحم في قطاع غزة ارتفاعا ملحوظًا منذ مطلع يونيو الحالي، فيما يشتكي مواطنون وبائعو التجزئة في القطاع من هذا الارتفاع الذي ألقى بظلاله على حجم الإقبال والشراء.
وتدخلت وزارة الاقتصاد بغزة مؤخرا لتحديد سعر الدجاج الحي للمستهلك بقيمة (12 شيقل للكيلو)، إلا أن مواطنين أكدوا لـ"صفا" أن السعر المكتوب على أبواب محلات ومراكز بيع الدجاج مجرد ورقة لا يتم التعامل بها، حيث يباع كيلو الدجاج الحي للمواطن بـ14 شيقلاً.
لماذا ارتفع سعر الدجاج بغزة؟
وأوضح الحلو أن ارتفاع سعر الدجاج ناتج بالدرجة الأولى عن ارتفاع سعر الصوص اللاحم وأسعار الأعلاف بشكل غير مبرر، وكذلك نسبة العجز بأعداد الدجاج الجاهز للبيع خلال الشهر الجاري والتي تقدر بمليون دجاجة نتيجة عجز في كميات الصوص اللاحم التي دخلت القطاع في الأشهر الماضية.
وبين الحلو أن شهر إبريل الماضي سجل عجزًا بعدد مليون صوص لاحم، حيث وصل لقطاع غزة 2 مليون صوص بدل 3 ملايين وهي حجم الاستهلاك الشهري من الدجاج في القطاع.
ولفت إلى أن تجار الأعلاف رفعوا سعر الطن الواحد من العلف بشكل غير مبرر وفجائي بقيمة (ألف شيقل) من 2000 شيقل إلى 3000 آلاف، في حين ارتفع سعر الصوص اللاحم ليتراوح ما بين (4.5 – 5 شواقل) بعدما كان يباع بـ1.7 حتى 2.5 شيقل.
وأشار إلى أن عامل نقص الدجاج الجاهز للبيع في شهر يونيو الجاري ساهم أيضًا في وصول تكلفة سعر كيلو الدجاج في القطاع داخل المزرعة من (10.5 -11 شيقل) لتصل للمستهلك بأسعار تتراوح بين (13-14 شيقلا) بعد عمولة وربح الناقل والموزع.
المراقبة السعرية
ووفق نقيب مربي الدواجن "يدخل قطاع غزة 20 ألف طن من الأعلاف شهريا، وفي المقابل يدخل 24 ألف طن من الدقيق، "إلا أن الجهات الحكومية تراقب أسعار الدقيق وتتدخل فعليًا لمراقبة ومتابعة وضبط أسعاره بتحديد سقف سعري له، ومن يخالف يتعرض للمساءلة القانونية وللسجن".
وتساءل الحلو "لماذا لا تُجري الجهات الحكومية هذه المتابعة والمحاسبة على سلعة الأعلاف والصيصان اللاحمة كونها تتداخل بالتحكم بأسعار صنف غذائي مهم وأساسي للمواطن؟".
وقال: "يجب أن تدخل هذه السلع ضمن المواد المراقبة سعريًا من قبل الجهات الحكومية حتى لا يتم التلاعب فيها، وبالتالي سوف ينعكس ذلك بالإيجاب على المواطن الذي يحمل المربين وزر ارتفاع سعر الدجاج".
وطالب الحلو الجهات الحكومية ممثلة بوزارتي الاقتصاد والزراعة بضبط أسعار المواد التي تدخل في تربية الدواجن أسوة بالوقود والدقيق، شاكرًا إياهًا في ذات الوقت على التسهيلات والسماح باستيراد الأعلاف من قبل جميع التجار والمربين، إلا أنه اعتبر هذه الخطوة غير كافية.
وأضاف "لم نتلق أي إجابات واضحة وصارمة من وزارتي الاقتصاد والزراعة حتى الآن، على الرغم من العديد من اللقاءات التي جمعتنا بهم، ولم نلمس أي تغيير ونحتاج إلى قرارات ملزمة من جهات عليا ومن رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة الذي أوعز للوزارتين المذكورتين خلال لقائنا به بمتابعة ودعم هذا القطاع من الإنتاج".
وتابع "أغلب المزارعين ومربي الدواجن مديونين لتجار الأعلاف وشركات التفريخ بما يقدر (180 مليون شيقل)، و(30%) منهم ملاحق على ذمم مالية، ومربي الدواجن يعانون من خسائر تقدر بـ250 مليون دولار خلال الحروب الأربعة على غزة نتيجة تدمير مزارعهم ولم نتلق دولارا واحدا حتى الأن من أي جهة".
ولفت إلى أن قطاع إنتاج الدواجن بغزة ينتج 3 ملايين دجاجة وما يقرب من نصف مليون ديك رومي –حبش- شهريا".
وختم نقيب مربي الدواجن بغزة حديثه بمناشدة رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة عصام الدعليس للتدخل شخصيًا بإعطاء تعليمات واضحة لوزارتي الاقتصاد والزراعة لتكون جاهزة للتنفيذ لحماية هذا القطاع من الإنتاج، والعمل على ضبط أسعار الصوص اللاحم والأعلاف.