web site counter

انتخابات نقابة الأطباء.. انتكاسة إضافية لـ"فتح"

نابلس - خاص صفا

مرة أخرى وفي غضون أسبوعين تمنى حركة فتح بخسارة مدويّة تضعها في موقف محرج وتحرمها من ورقة كانت تعوّل عليها لإضفاء نوع من الشرعية على نهجها وسياساتها.

فبعد انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت والهزّة التي أحدثتها في مستويات الحركة المختلفة؛ جاءت نتائج انتخابات نقابة الأطباء لتوجه صفعة قوية للحركة في وقت حساس تتحضر فيه الحركة لعملية انتقال السلطة بعيدا عن الانتخابات.

ومن بين ثمانية فروع لنقابة الأطباء بالضفة، فازت قائمة حركة فتح فقط في محافظة رام الله والبيرة، فيما اكتسحت بقية الفروع القوائم المنافسة والتي تضم تحالف المستقلين والإسلاميين واليسار.

نقيب الأطباء شوقي صبحة الذي فاز بالتزكية لدورة ثانية، اعتبر هذه النتائج ردا للجميل من طرف الهيئة العامة للنقابة تجاه مجلس على ما حققه من إنجازات في الدورة السابقة.

وقال لوكالة "صفا": "قمنا بواجبنا في المرحلة الماضية على الصعيد الوطني والعالمي في ظل جائحة كورونا، وقمنا بواجبنا النقابي وحصّلنا حقوقاً مطلبية مضت عليها عشرات السنوات، وهذا ما ترك أثره في الهيئة العامة التي قالت كلمتها بصندوق الاقتراع".

وأوضح أن كل القوائم التي خاضت الانتخابات حملت صفة المستقلة رسميا، منوها إلى أن حركة فتح خاضت الانتخابات بقوائم مستقلة تحسبا لاحتمال الفشل.

وكمثال على ذلك، عندما فازت القائمة المستقلة في رام الله، سارعت حركة فتح لتبينها.

وأكد أن القوائم التي شكلها في فروع الضفة هي مستقلة، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد فيها من ينتمي أو يؤيد تنظيمات وأحزاب سياسية.

وقال: "نتطلع أن نعمل أنا وزملائي في النقابة باستقلالية تامة، وأن تكون كلمتنا حرة".

وأضاف: "لا نمانع التعاون مع أي تنظيم أو حزب وطني للدفاع معنا عن حقوق منتسبينا، ولكن ليس بشروط الإملاء والسيطرة، فهذا النهج حاربناه ونجحنا في ذلك ولن نقبل بأن يتدخل أي كان في قرارات النقابة".

وفتحت سلسلة الانتكاسات التي لحقت بحركة فتح في الشهور الأخيرة الباب مشرعا أمام الكثيرين لتوجيه سهام النقد للحركة وسياساتها.

الناشط الحقوقي ماجد العاروري استعرض قائمة طويلة من الأخطاء التي تواصل السلطة ارتكابها والتي دفعت حركة فتح ثمنها من شعبيتها.

وقال لوكالة "صفا" إن نتائج انتخابات نقابة الأطباء وما سبقها من انتخابات هي نتيجة لأخطاء وسياسات السلطة بسبب تداخلها مع حركة فتح.

وأوضح أن فتح دفعت ثمن عدم وجود حدود فاصلة ما بينها وبين السلطة ومؤسساتها، وتغييب كل الوسائل التي تتيح المجال لتجديد الدماء في جسد الحركة.

واعتبر أن هذه النتائج تشير إلى تعطش الناس إلى الانتخابات، واستياءً كبيراً بين المواطنين من السياسات العامة للسلطة.

وقال إنه في الوقت الذي لا تتوفر لدى المواطنين أي وسيلة للمساءلة، فإنهم يعبرون عن سخطهم في أي فرصة تتيح لهم أن يعبروا من خلالها عن إرادتهم واتجاهاتهم.

وكانت الانتخابات النقابية والجامعية خير وسيلة للتعبير عن سخطهم تجاه هذه السياسات.

وقال: "لا يمكن أن تدار شؤون البلاد بمصادر شرعية خارجية، ولا بالتنكر للانتخابات، لأن الشعب عندما تأتيه الفرصة سيختار من يمثله".

وبين أن أي حزب سياسي يتولى الحكم وتتسم سياساته بالفشل وتؤدي إلى إفقار الناس وتراجع الخدمات وانعدام آفاق سياسية، فسيعاني من تآكل شعبيته.

ودعا للاتعاظ من حزب العمل الإسرائيلي الذي أسس الكيان الإسرائيلي، لكن بسبب عدم انسجام سياساته مع مجتمعه ضعف كثيرا وأصبح في عداد الأحزاب الصغيرة.

واعتبر أن حركة فتح لم تتعلم من أخطائها، فحتى الآن لا توجد مؤشرات على أن فتح تتعلم من أخطائها أو لديها توجه لإصلاحها.

وعدّ ما جرى من استقالات عقب انتخابات جامعة بيرزيت كانت أقرب إلى الاحتجاج، ولا تشكل مؤشرات نحو التغيير.

وقال إن التغيير يحتاج إلى مؤتمر وطني حقيقي داخل الحركة يتم فيه انتخاب قيادة الحركة من أعضاء التنظيم مباشرة وإتاحة الفرصة للجيل الجديد.

وقال: "إذا استمرت فتح بنفس النهج لتجديد الشرعية، واعتبرت الانتخابات ليست وسيلة لخلق قيادات جديدة وإنما وسيلة لتجديد الشرعيات القائمة بنفس شخوصها المتنفذين، فلن تعرف النجاح".

غ ك/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام