نعت فصائل وهيئات فلسطينية، يوم الأربعاء، الشهيدة غفران هارون وراسنة (31 عامًا) التي قضت إثر إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العروب شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا" نسخة عنه، إعدام الاحتلال للشهيدة وراسنة بالرَّصاص الحيّ وبدم بارد.
وقالت الحركة: إنَّ إعاقة الاحتلال وصول طواقم الإسعاف للصحفية الشهيدة عند إصابتها، إمعانٌ في الجريمة، وتأكيد على السلوك الدموي لجيش الاحتلال، الذي يضرب بعرض الحائط كل القيم والقوانين الإنسانية.
وأضافت أن جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد أبناء شعبنا وهذا التغوّل الصهيوني على الدم الفلسطيني لن تزيدنا إلاّ تمسكاً بخيار المقاومة الشاملة وبكل الوسائل، سبيلاً لانتزاع حقوقنا وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا" نسخة منه: إننا "إذ نستنكر هذه الجريمة الجديدة التي استهدفت الشابة غفران بدم بارد، لنؤكد أن الاحتلال يواصل إرهابه وإجرامه المنظم ويوغل في دماء أبناء شعبنا في مدن وقرى وطننا فلسطين".
وأكدت ضرورة رص الصفوف والعمل على إعداد برنامج وطني شامل يستند إلى خيار المقاومة، وتفعيل الجهود الوطنية الرامية إلى مواجهة هذا الاحتلال والتصدي له بكل قوة وبسالة، خاصة في ظل الاعتداءات التي تتعرض لها أرضنا ومقدساتنا.
وحملت الحركة، الاحتلال وقادته المجرمين المسؤولية كاملةً عن تداعيات هذه الجريمة النكراء، التي لن يقف أمام بشاعتها أبناء شعبنا ومجاهديه الذين يستمرون في جهادهم واشتباكهم ضد قوات الاحتلال.
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنّ هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال ستزيد اصرارنا على مواصلة طريق المقاومة مهما علت وتعاظمت التضحيات.
وقالت في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا": إن سياسة الإعدامات الميدانيّة لن تكسر إرادة شعبنا المنتفض في وجه الاحتلال واعتداءاته، حيث يواصل هذا الاحتلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعبنا.
ولفتت إلى أنّ تعاظم الحراك الجماهيري الميداني في ساحات وميادين الوطن وتوسّع نقاط الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في مواقع التماس، والتصدي البطولي لجرائم المستوطنين في القدس يؤكّد أنّ شعبنا مُصمم على التصدي لهذه الجرائم، وإفشال كل مخططاته الخبيثة وفي المقدمة منها تهويد مدينة القدس، وتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وأشارت الجبهة إلى أنّ الإعدامات الميدانيّة بحق شبابنا ونساءنا وأطفالنا جريمة مكتملة الأركان تتخطى كل الخطوط الحمراء تستوجب الرد الشعبي والوطني عليها بكل الأشكال، وهي محاولات يائسة يسعى الاحتلال من خلالها إلى إيقاف مقاومة شعبنا وحراكه الجماهيري المتصاعد.
من جهتها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الجريمة النكراء التي ارتكبتها بإعدام وراسنة.
واعتبرت ما جرى من سفك للدماء إصراراً من قوات الاحتلال على مواصلة سياسة الإبادة اليومية للمناضلين والمواطنين الفلسطينيين بالدم البارد، إضافة إلى الغزوات اليومية لمدن الضفة ومخيماتها وقراها، دون أي وازع أو اعتبار للرأي العام العالمي، الذي بدأت أطرافه تتململ من السياسة الإسرائيلية القائمة على البطش الجماعي بالفلسطينيين، خاصة منذ اغتيال الصحفية اللامعة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وقالت الجبهة: إن إسرائيل تستغل غياب دور القيادة السياسية للسلطة واللجنة التنفيذية في ارتكاب جرائمها، خاصة وأن سقف الرد الفلسطيني الرسمي لا يتجاوز إصدار البيانات وتوسل التدخلات الأميركية، والتي ثبت بالتجربة أنها غير فاعلة، وليست الحل المناسب للتصدي للبطش الإسرائيلي وجرائم الاحتلال.
كما نعت "جمعية واعد للأسرى والمحررين" في تصريح صحفي، الأسيرة المحررة الصحفية غفران وراسنة التي ارتقت صباح اليوم برصاص الاحتلال.
من جانبه، قال منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، إن قوات الاحتلال أقدمت صباح اليوم على جريمة جديدة باغتيال الزميلة غفران وراسنة، وذلك بعد أسابيع قليلة من جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.
وأكد المنتدى في بيان صحفي، أن هذه الجريمة تحتم سرعة العمل على لجم عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين، فضلاً عن محاسبته على جرائمه المتتابعة بحق حرية الصحافة والصحفيين.
وأضاف أن المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود والمنظمات الحقوقية أمام اختبار حقيقي يتطلب منها بذل أقصى جهودها لضمان تمكن الصحفيين الفلسطينيين من أداء واجبهم المهني وعملهم الصحفي بعيدًا عن كل أشكال الإرهاب والترهيب الإسرائيلي، إلى جانب السعي الجاد والحثيث من أجل مثول قادة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية لدفع ثمن سجلهم الحافل بالانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين ووسائل الإعلام في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح منتدى الإعلاميين أن الزميلة وراسنة انضمت لقافلة ضحايا الاحتلال الغاشم وشهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية الذين تجاوز عددهم الــ (50) شهيداً منذ العام 2000.