أجمع محللون سياسيون أن برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية، مساء الجمعة، تضمن رسائل بالغة الأهمية في توقيت حساس، وقد يكون أبرزها الكشف عن تنسيق عالي المستوى بين المقاومة الفلسطينية و"محور المقاومة" في الخارج.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، إن الكشف عن هذا التنسيق والمتمثل بوجود "غرفة أمنية مشتركة" له دلالات مهمة، وفي ذات الوقت مؤشر لما هو قادم.
ورأى أبو زهري أن المقاومة نجحت في رفع مستوى التنسيق مع محور المقاومة وطورت مجالات التعاون بما فيها العمل الاستخباري، وهذا يعني أن "محور المقاومة" سيكون حاضرًا إلى جانب المقاومة في غزة في أي مواجهة قد تندلع من اجل القدس والأقصى.
وأضاف بأن التنسيق المتواصل بين المقاومة في غزة ومحور المقاومة والتعاون الاستخباري أدى لافشال مخططات العدو، وأن أي مواجهة قادمة قد لا تقف عند حدود التعاون الأمني والاستخباري مع المحور، بل ربما تتخطى ذلك إلى عمل ميداني عسكري خصوصا ونحن على اعتاب معركة مفترضة من اجل القدس والاقصى.
أما الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسام الدجني، فاعتبر أن أهم رسالة في برنامج ما خفي أعظم، دخول محور المقاومة على خط الفعل المباشر، وهذه رسالة للمستقبل القريب والانتقال من الفعل الأمني إلى الفعل العسكري المباشر (تعدد الجبهات)".
وأشار الدجني إلى أن هذه الرسالة هي بمثابة حرب نفسية تستهدف الوعي الجمعي الصهيوني بمخاطر المواجهة وتداعياتها على مستقبل الحكومة، و رسالة رفع روح معنوية لشعبنا في هذا الوقت الحساس.
معركة الوعي
الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، قال إن ما كشفه برنامج "ما خفي أعظم" من أسرار عسكرية وأمنية عبر لسان قادة المقاومة الذين شاركوا في معركة سيف القدس ربما يكون أقل كثيرًا مما لا زالت تخفيه المقاومة حول تلك المعركة الحاسمة بين المقاومة والاحتلال.
ونوه الزبدة إلى أن الشواهد التي يمكن الاستدلال بها على ضعف كيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية كثيرة، ولكن ما لفت انتباهه وبقوة في البرنامج، هو شهادة المحللين العسكريين والأمنيين الاسرائيليين بأن المقاومة الفلسطينية وحركة حماس نجحت في معركة كي الوعي، والتأثير العميق في المجتمع الاسرائيلي.
وأضاف "بدا واضحا في البرنامج أن حركة حماس وبشهادة المحللين الإسرائيليين، باتت تقرأ ما يدور في أذهان العدو وتعرف طريقة تفكيره وتقرأ مخططاته العسكرية والأمنية وكأنها كتاب مفتوح، وأن العديد من ضربات الاحتلال الجوية، وتكتيكاته الميدانية، ودقة منظومته الدفاعية سيما "القبة الحديدية" باءت جميعها بالفشل الذريع في تلك المواجهة".
وتابع: "واليوم وبعد مرور عام كامل على معركة سيف القدس يبدو جليًا بأن تأثيراتها السياسية والعسكرية لا زالت حاضرة، سيما خوف الاحتلال من حالة الاستنهاض الوطني التي نجحت حماس في بثها خلال المعركة بين أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، وهي حالة يمثل استمرارها رعبًا للاحتلال خاصة مع تطورها إلى عمليات فدائية ناجحة نفذها قبل أسابيع فدائيون فلسطينيون من النقب وأم الفحم، ما يشير إلى إمكانية انتفاضة جديدة لفلسطينيي الداخل المحتل مع أي جولة مقبلة من المواجهة بين المقاومة والاحتلال".
تعدد الجبهات
وحول التنسيق مع محور المقاومة. قال الزبدة: "التصريحات الواضحة التي أعلنها أحد قادة المقاومة حول تشكيل غرفة عسكرية مشتركة، هي تصريحات تعبر عن حالة اصطفاف عسكري داخل وخارج فلسطين عنوانه الرئيس هو مواجهة كيان الاحتلال، وهي تصريحات تشير إلى إمكانية اشتعال جبهات عديدة في ذات التوقيت مع اندلاع أية مواجهة عسكرية حاسمة مع الاحتلال، وهي معادلة تشكل رعبًا لكيان الاحتلال الذي لطالما أعلن تخوفه من حدوثها".
واعتبر أن المقاومة باتت اليوم أقوى شكيمة وأشد بأسًا وتمتلك منظومة أكثر تطورًا سيما من الطائرات المسيرة وغيرها من الأسرار الخفية، بينما كيان الاحتلال هو اليوم أكثر تفككًا سياسيًا، وصراعًا مجتمعيًا داخليًا، وبات مسؤولوه يتحدثون علنًا عن لعنة العقد الثامن والتي تشير إلى خوف شديد من المستقبل القريب الذي ينهار فيه كيان الاحتلال أمام صلابة الفلسطينيين ومقاومتهم الثابتة.
4 قضايا مهمة
ولخص الكاتب والباحث السياسي الدكتور خالد النجار مضامين برنامج "ما خفي أعظم" بأربع قضايا تجدر الإشارة إليها في هذا التوقيت المهم بالتحديد، لما لذلك من تعزيز لدور المقاومة خلال أي مواجهة مع الاحتلال.
ووفق النجار فإن هذه القضايا هي:
1. القدس قلب الصراع، والمعادلة التي ثبتت في قواعد الاشتباك، والمساس بالأقصى هو إيذان للبدء في معركة مفتوحة مع الاحتلال.
2. المقاومة تمتلك القدرة للسيطرة على مسرح العمليات، استخباريًا، وعسكريًا، وسياسيًا، وتعمل عبر ثلاثية منظومتها لتحقيق الانتصار.
3. التطور في كافة وسائل القتال، على الرغم من الصعوبات التي تمر بها المقاومة، إلا أن هذا التطور يسابق الزمن، ويحافظ على استمراريته.
4. دور المحور لم يظهر بعد، على الرغم من تشكيل غرفة أمنية مشتركة للتنسيق بين جبهات القتال، ويبقى مستقبله مرهون بالفعل الميداني الذي يساند المقاومة في غزة والقدس والضفة.