web site counter

سيمر فوق منازل المقدسيين

"القطار الهوائي".. مخطط خطير يُشوه سماء القدس ويُخفي معالمها

القدس المحتلة - خاص صفا

من جبل الزيتون وصولًا إلى باب المغاربة، ومن ثم باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ينوي الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مشروع "القطار الهوائي- التلفريك"، ليشكل نقطة انطلاق نحو تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين للبلدة القديمة وساحة البراق، وتكثيف الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.

و"القطار الهوائي" وسيلة مواصلات معلقة تعمل بالكهرباء، وتسير على أسلاك في الهواء، بهدف تسهيل وصول المستوطنين لساحة البراق والمسجد الأقصى، وتعزيز السياحة والمواصلات في البلدة القديمة وجبل الزيتون، بما يعمل على تعزيز الرواية التلمودية.

وبشكل مفاجئ، رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا، الأحد، الالتماسات المقدمة ضد المشروع التهويدي، لتعطي بذلك الضوء الأخضر لتنفيذه، رغم الاعتراضات التي قدمها أهالي بلدة سلوان وتجار البلدة القديمة، وجمعيات فلسطينية وإسرائيلية.

و"القطار الهوائي" اشتق من "المشروع الهيكلي الخاص المحيط بالقدس القديمة"، والذي بدأت حكومة الاحتلال العمل عليه قبل أكثر من عشر سنوات، ورصدت له ميزانية أولية بقيمة 200 مليون شيقل.

وقبل عامين، أعلنت "سلطة تطوير القدس" عن المشروع في محيط البلدة القديمة، بالشراكة مع بلدية الاحتلال ووزارتي المواصلات والسياحة.

مشروع تهويدي

ويأتي مشروع "القطار الهوائي" ضمن ما يسمى بـ"تطوير الحوض المقدس"، ذلك المصطلح الاحتلالي التهويدي، الذي يستهدف تهويد سماء القدس. كما يقول نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات

ويوضح بكيرات في حديث لوكالة "صفا" أن المشروع التهويدي يستهدف البلدة القديمة والمسجد الأقصى بهدف تجفيف الوجود العربي الإسلامي، والإخلال بالرؤية البصرية لطبيعة المدينة المقدسة.

ويشير إلى أن "القطار الهوائي" يعد من ضمن المشاريع التي نشرتها حكومة الاحتلال في (2020-2030) حتى يكون جاهزًا، لذلك اقتطعت في عام 2018، جزءًا من مقبرة باب الرحمة لإقامة أحد الأعمدة التي يستند عليها هذا القطار التهويدي.

ويبدأ القطار من أعلى نقطة في جبل الزيتون، باتجاه مقبرة باب الرحمة بمحاذاة السور الشرقي للمسجد الأقصى، وصولًا إلى حي وادي حلوة في سلوان، حتى باب المغاربة، حيث سيتم إقامة المحطة المركزية للقطار.

ويشمل خط قطار هوائي بطول 1.4 كم بأربع محطات، تضم 41 عربة متباعدة عن بعضها بمسافة 73 مترًا وستحمل كل عربة حتى 10 مسافرين وبسرعة 6 أمتار في الثانية على أن تقطع المسافة كاملة خلال 4.5 دقيقة وبنفس تكاليف القطارات العادية.

وسيمر القطار فوق منازل المقدسيين، وخاصة في بلدة سلوان والبلدة القديمة، وبالتالي سيعمل على مصادرة هوائها وفرض الحصار عليها.

ويلفت إلى أن الاحتلال أجرى في تلك المنطقة حفريات كبيرة، ليصل "القطار الهوائي" إلى منطقة باب الخليل في البلدة القديمة، وسينقل يوميًا ما بين 10-15 ألف مستوطنًا مقتحمًا للبلدة القديمة وساحة البراق، بما يسمح لأعداد كبيرة من المستوطنين اقتحام الأقصى.

وينوه بكيرات إلى أنه منذ 5 آلاف عام لم يُبنى في الجهة الشرقية للبلدة القديمة أية معالم أو مخططات تهويدية.

تشويه المعالم

ويعتبر المشروع –وفقًا لبكيرات- من أخطر المشاريع التهويدية في مدينة القدس، نظرًا لأنه يُشوه سمائها، ويمس بالمنظر العام لأسوارها ومعالمها العربية والإسلامية، ويضر بالإرث المعماري والحضاري التاريخي العريق للمدينة، بحيث تصبح وكأنها مدينة سياحية عالمية.

ويضيف أن هذا المشروع يشكل اعتداءً سافرًا على قداسة المدينة وطبيعتها، ليس فقط بهدف تشويه مشهدها العام، بل الهدف ديموغرافي، يستهدف حصار وخنق البلدة القديمة، وتشويه تاريخ المدينة وتراثها الحضاري، وأيضًا ضرب الحركة التجارية في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود.

وعارضت الكثير من الأحزاب والطوائف الدينية اليهودية تنفيذ مشروع "التلفريك"، الذي كان من المفترض تنفيذه قبل سنوات، نظرًا لأنه يمر فوق بعض القبور اليهودية في منطقة جبل الزيتون. وفق بكيرات

ويؤكد إصرار سلطات الاحتلال على تنفيذه، بغية السماح لأعداد كبيرة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، محذرًا في الوقت نفسه، من خطورته وتداعياته على القدس وبلدتها القديمة ومسجدها المبارك.

ويتابع "طالبنا منظمة اليونسكو والمنظمات العالمية مرات عديدة بالتدخل العاجل لإيقاف تنفيذ المشروع التهويدي، لكن يبدو أن حكومة الاحتلال تنتظر أية فرصة مناسبة لأجل إعادته للواجهة وتنفيذه".

ويطالب بكيرات مجددًا، "اليونسكو" وكل المؤسسات المعنية بتحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لإيقاف المشروع، لأنه في حقيقته مشروع تهويدي احتلالي بامتياز، يستهدف تهويد سماء القدس، والاعتداء على أرضها وهوائها وباطنها.

وبإقامة "القطار الهوائي" في سماء القدس، يقول نائب مدير عام دائرة الأوقاف إن من شأن ذلك أن يحمل إشارات ورموز توراتية وأعلام إسرائيلية حتى تُغير من طبيعة المدينة وإسلاميتها، ويحسم الرؤية البصرية وهويتها العربية الإسلامية، كي تكون عاصمة يهودية.

ويؤكد أن الاحتلال يريد إثبات أن "القدس عاصمة لمشروع الدولة اليهودية والحوض المقدس"، لأنه لم يستطيع على مدار 55 عامًا من احتلال المدينة إثبات ذلك.

ر ش/ط ع

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام