دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى حفظ الرواية التاريخية الفلسطينية والمَظلَّمة التي تعرض لها شعبنا على مدى أكثر من قرن من الزمان، ومواجهة المحاولات المستمرة لتزييف التاريخ وتهويد الأرض والتنكر للحقوق.
وطالب بيان الجبهة بمناسبة يوم "النكبة" من القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الكيان، الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء هذه الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن بعد عملية الاغتيال الجبانة للصحفية شيرين أبو عاقلة.
وقال البيان إن رغم مكابدة شعبنا لمآسي كبيرة طوال فترة الاحتلال والتي ما تزال منتصبة أمامه، إلا أنه لم ينخدع باتفاقات التسوية وأوهام السلام ووعود المطبعين، ورفد رفضه لكل ما سبق، باستمرار مقاومة أبنائه جيلًا وراء جيل؛ متوسلين في ذلك أدواتها كافة.
وأكدت الجبهة أن فشل رهان الاحتلال ومن يدور في فلكه على ضرب وحدة شعبنا؛ فرغم حالة الانقسام ونتائجه الكارثية، إلا أن شعبنا عمّدَ وحدته الوطنية الميدانية بالاشتباك المستمر مع العدو، وجعل فلسطين وعلمها بألوانه الأربعة؛ بوصلةً وعنوانًا لهذه الوحدة التي تتطلب منا السعي إلى الارتقاء بها.
وأشارت إلى أن الاحتلال عمل منذ بداية مشروعه على أرض فلسطين العربية على فك عرى العلاقة بين فلسطين وعمقها العربي، وهذا ما تجسد فعليًا من قبل الأنظمة الرسمية العربية، بخذلانها للقضية الفلسطينية في المعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني على امتداد تاريخ الصراع، وصولًا لتوقيعها اتفاقات التسوية والتطبيع معه.
ولفتت إلى أن الثورة الفلسطينية ضمت وعلى مدار تجربتها المعاصرة؛ مناضلون التحقوا في صفوفها من مختلف أصقاع الأرض؛ منهم من قضى شهيدًا أو أسيرًا أو طريدًا، مما أكد على الطابع الأممي التحرري الإنساني للقضية الفلسطينية.
واختتمت بالقول إن سنوات النبكة الـ74 وما يزيد عن قرن من الصراع مع المشروع الاستعماري العنصري، أكدت أنه لا يمكن أن تكون لديه أية قابلية أو استعداد للتنازل أو التراجع عن جوهر مشروعه القائم على التطهير والإبادة والاستيطان والإلغاء ونهب الحقوق والثروات، وكذلك دوره الوظيفي في خدمة المشروع الغربي الإمبريالي الذي يتجاوز في استهدافه لفلسطين.