web site counter

تطوّر نوعي يعكس ثقة المقاومة

محللون وكُتّاب: تبني "القسام" عملية سلفيت أحرج الاحتلال وحمل رسائل عدّة

غــزة - متابعة صفا

علّق كتاب ومحللون سياسيون على إعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام الليلة الماضية العملية البطولية الأخيرة التي وقعت على مدخل مستوطنة "أرئيل" قرب مدينة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل حارس أمن إسرائيلي.

ورأى المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي أنّ تبنّي كتائب القسام لعملية "أرئيل" قد أحرج جيش الاحتلال الذي نفى أن تكون هناك تنظيمات خلف العمليات الأخيرة.

وأشار النعامي إلى أنّ هذه المرة الأولى منذ سنوات التي تعلن حماس من غزة عن عمليات بطولية تستهدف جيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية.

وأضاف "على الفور تعاظمت الدعوات في إسرائيل للرد على الإعلان بضرب أهداف حماس في غزة لأنه يمثل دليلًا على دور قيادة الحركة في غزة في تأجيج العمليات في الضفة والقدس".

وتساءل "فهل تستجيب حكومة بينت لهذه الدعوات؟ وهل الرد الصهيوني، في حال تم، سيكون بحجم يدفع لحماس لردود كبيرة؟ وهل تقود دائرة الفعل ورد الفعل إلى مواجهة شاملة، لا يوجد لإسرائيل وللمقاومة مصلحة فيها؟".

ورأى المختص بالشأن الإسرائيلي أنّ ضعف حكومة بينت التي فقدت أغلبيتها البرلمانية قد يفضي إلى احتمالين متضاربين "فمن ناحية هذا الضعف يقلّص من قدرتها على خوض مواجهة شاملة ستترتب عليها تبعات كثيرة، وفي الوقت ذاته، فإنّ إدراك بينت وقادة الأحزاب اليمينية في الحكومة أنّ هذه الحكومة آيلة سقوط قد يفضي إلى دفعهم إلى المخاطرة بمثل هذه المواجهة، بهدف تحسين شعبيتهم المتهاوية"، مرجّحًا الاحتمال الأول.

رسالة واضحة

من جانبه، رأى الكاتب خالد النجار أنّ تبني كتائب القسام لعملية سلفيت هو "ترجمة واقعية لخطاب قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار والذي تضمن رسائل تحدٍ واضحة للاحتلال".

وأضاف النجار "في الوقت الذي اعتقد الجميع أنّ العملية تأتي في سياق العمليات الفردية من وجهة نظر خاصة وليست مُؤَكدة، أعلنت القسام أنها جاءت في إطار عمليات الدفاع عن المسجد الأقصى، وهي رسالة واضحة للعدو، تشي أن بعض أو جميع العمليات التي نُفذت تحمل بصمة الاشتباك من نقطة صفر، وهي استراتيجية تتبناها الكتائب للانقضاض على جنود الاحتلال بطريقة تُلطخ بها أنف العدو بالهزيمة والعار".

واعتبر أنّ العملية وتبنّي كتائب القسام لها بمثابة "رسالة تجمع بين الدخول الفعلي لمرحلة جديدة في الضفة وبين تكتيك المقاومة في مهاجمة الاحتلال أمنيًا وزعزته في خضم معركة صراع الأدمغة التي تخوضها كتائب القسام أمام الجيش الصهيوني".

وتابع "كما أنّها رد على المشككين في دور المقاومة تجاه القدس، واستجابةً لنداء أهلنا في المسجد الأقصى، وأنموذج لما يمكن أن يقلب الطاولة على رأس حكومة الاحتلال ويخلط كافة الأوراق، لأن المساس بالأقصى هو بمثابة حرب إقليمية ستحرق الأخضر واليابس".

وقرأ الكاتب في بيان القسام الكثير من الإشارات والدلالات "أهمّها أنّ الفعل يسبق البيان، وجهوزية المقاومة للرد على المساس بالأقصى، ولا يوجد خطوط حمراء أمام المقاومة، باعتبار أن الوصول لمدخل مستوطنة أرئيل لم يكن اعتياديًا، بل يمر بخطط وتكتيك دقيق جدًا لنجاح تنفيذ الهجوم، وبالتالي يسهل على المقاومة الوصول لأي مكان وضرب أي هدف في التوقيت المناسب، كما أن هناك جيش يضم آلاف الشباب كما قال السنوار، مجهز للدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وسيكون لهم الكلمة والأثر الوازن خلال أي مواجهة مرتقبة".

وأشار إلى ما تمّر به حكومة بينت من تفكّك داخلي يضعفها ويهدد بقاءها في ظل فشلها في تنفيذ مخطط تهويد القدس وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، باعتبار أنّها رضخت أمام تهديدات المقاومة، واستجابت لشروطها ومنعت تنفيذ طقوس يهودية في باحات المسجد الأقصى، وهو ما استفز مشاعر المعارضة الإسرائيلية.

تطور نوعي

بدوره، رأى الكاتب إبراهيم المدهون أنّ إعلان كتائب القسام عن العملية يعتبر "تطورًا نوعيًا، وليس أمرًا عاديًا، ويحمل رسائل وتوجهات جديدة، ويعدّ سابقة منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أنّ نمط تنفيذ عملية "أرئيل" يشي بأنّها لم تكن فردية، بل منظمة ومرتبه شارك فيها أكثر من شخص، من رصد الهدف واتخاذ القرار والتنفيذ، مضيفًا أنّ العملية تعدّ انتقالًا واضحًا من العمليات الفردية الذاتية إلى العمليات الفصائلية.

ورأى أنّ في الإعلان الرسمي لكتائب القسام بالمسؤولية عن العملية تحدٍّ للاحتلال، وينبئ بتمكّن المقاومة وثقتها على الأرض، ويعتبر بداية مرحلة جديدة، ويهدف لتشجيع الفصائل الأخرى والشباب المستعد، للتنافس في هذا الميدان، بحسب المدهون.

وأضاف "قد يتبع العملية موجات أخرى، وفيها ردع للاحتلال وتحذير أن المقاومة الفلسطينية قد تضرب الاحتلال في أي لحظة، وفي حال فكر بالعدوان والاعتداء على شعبنا".

وواصل "ولهذا لا أظن أن كتائب القسام أعلنت عن العملية دون أن تكون قد مكنت لنفسها موقعا متقدما لتوجيه الضربات المتتالية للاحتلال"، معتبرًا أن الإعلان جاء ليؤكّد أنّ محاولات الاحتلال خنق المقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية باءت بالفشل، وفيه رسالة للاحتلال بأنّ حماس ترفع سقف التحدي وتتحرك اليوم بشكل واضح ومركز.

رسالة للكوادر والمناصرين

من جهته، رأى الكاتب محمد العيلة أنّ إعلان كتائب القسام المسؤولية عن عملية "أرئيل" جاء بعد ظنّها بمعرفة العدو للتفاصيل وعدم وجود ضرر مترتب على التبني سواء على مستوى الخطط والأفراد.

ولفت العيلة إلى أنّه من المحتمل أنّ تكون كتائب القسام تقف وراء أعمال بطولية حدثت مؤخرًا، ولم تعلن عنها حتى اللحظة للحفاظ على سرية تفاصيلها التي لا يعلمها العدو.

واعتبر أنّ العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات تُخطط لها كتائب القسام "وأنّها على ثقة بقدرتها على تنفيذ أعمال أخرى؛ ما يعني أننا ننتظر صيف لاهب".

وقرأ في الإعلان رسالة لكوادر "حماس" ومناصريها في الضفة الغربية توضّح توجهاتها في هذه المرحلة، وتحرّض القادرين منهم للمبادرة بتنفيذ أعمال بطولية فردية تؤذي العدو.

ع و

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام