تواصلت الاحتجاجات في بلدات الداخل الفلسطيني المحتل دفاعًا عن المسجد الأقصى، فيما صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة الاعتقالات على خلفية العمليات الفدائية الأخيرة والمظاهرات المستمرة ضد العدوان على المسجد منذ الجمعة الماضي.
واندلعت مواجهات الليلة الماضية بين متظاهرين وقوات الاحتلال في عدة بلدات بالداخل، على خلفية الاعتداء على المسجد الأقصى.
وأغلق متظاهرون في ساعات مساء الإثنين مدخل مدينة الطيبة احتجاجًا على اقتحامات المسجد الأقصى.
وأطلق المتظاهرون ألعابًا نارية باتجاه شرطة الاحتلال، وأحرقوا إطارات سيارات، فيما اعتقلت قوات الاحتلال طفلًا وشابًا خلال المواجهات.
ومددت شرطة الاحتلال اعتقال الطفل والفتى بتهمة حرق إطارات مطاطية وإغلاق شارع 444 بالقرب من الجسر في مدخل المدينة.
كما اندلعت مواجهات الليلة الماضية بالقرب من مفرق بئر المكسور قرب مدينة الناصرة.
وأغلق الشبان المحتجون شارع 79 وأشعلوا الإطارات المطاطية تنديدًا بالعدوان على المسجد الأقصى، فيما لاحقت قوات الاحتلال المتظاهرين ونفذت اعتقالات في صفوفهم.
وتشهد الناصرة منذ ثلاثة أيام مظاهرات ليلية واعتقالات، حيث وصل عدد المعتقلين خلال يومين إلى 22 متظاهرًا.
ولم تصدر جهات رسمية إحصائية دقيقة حول عدد الاعتقالات خلال حملة الاحتلال المتواصلة في الداخل.
وصعدت سلطات الاحتلال من إصدار أوامر الاعتقال الإداري بحق عدد من المعتقلين بالداخل، والتي كان أخرها بحق الناشط البارز سعيد جبارين.
ووقع وزير جيش الاحتلال على عشرات أوامر الاعتقال الإداري ضد معتقلي الداخل، ما يعني استمرار احتجازهم دون أي محاكمة أو تهمة أو مدة معينة، وهو ما يجري مع الأسرى الإداريين من الضفة وغزة والقدس منذ سنوات.
وقالت لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، إن إصدار أوامر الاعتقال الإدارية ضد الشبان بالداخل تدلل على تخبط المؤسسة الإسرائيلية.
وذكرت في بيان لها عقب إصدار أمر اعتقال إداري بحق الناشط سعيد جبارين من أم الفحم إن "إصدار الأحكام الظالمة بالسجن الإداري ضد ناشطين تدل على تخبط سلطات الاحتلال".
وأشارت إلى أن الاحتلال "يلجأ إلى هذا الإجراء بسبب العجز، ويلجأ إلى الاعتقال الإداري الذي هو في حقيقته عملية اختطاف وإخفاء دون لائحة اتهام".
ومؤخرًا أصدرت حكومة الاحتلال جملة عقوبات ضد فلسطينيي الداخل بعد العمليات الفدائية الأخيرة التي نفذ عدد منها شبان من أم الفحم والنقب.
ومن بين العقوبات إصدار أوامر اعتقال إدارية في الداخل للمرة الأولى، بالإضافة إلى تعزيز تواجد جيش الاحتلال في بلدات الداخل مثلما يجري في الضفة والقدس.
وتخشى "إسرائيل" من تكرار مشاهد هبة الكرامة التي اندلعت في مايو/ أيار 2021 تنديدًا بالعدوان على الأقصى وغزة، والتي شكلت صدمة للمؤسسة الإسرائيلية بسبب حجم الاحتجاجات وفشل مشاريع الأسرلة التي كانت تراهن عليها لطمس هوية فلسطينيي الداخل.