web site counter

"إسرائيل".. عجز الميدان يُعوض بالإعلام

القدس المحتلة - خـــاص صفا

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الأوضاع الميدانية بالضفة الغربية والقدس والداخل المحتل في ظل موجة عمليات فدائية غير مسبوقة ضربت مدنًا رئيسية في الكيان الإسرائيلي، وأوقعت 11 قتيلًا وعشرات الجرحى، عدا عن حالة ذعر كبيرة بين الإسرائيليين.

وترافقت العمليات مع موجة كبيرة من عدم الاستقرار الأمني داخل الكيان، ولاسيما مستوى الأمن في الشوارع والمجمعات التجارية؛ ما دفع الاحتلال إلى إرسال الآلاف من جنوده للتجول داخل المناطق المكتظة، في مشهد غير مسبوق منذ سنوات؛ سعيًا لاستعادة الأمن الذي تهاوى على وقع العمليات.

وتعتقد دوائر أمنية إسرائيلية أن نشر عدد كبير من القوات في الشوارع سيسهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها في ظل مستويات الهلع في المجتمع الإسرائيلي بعد العمليات الأخيرة.

وبالمقابل يظهر للعيان وجود محاولات حثيثة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للتقليل من تداعيات العمليات، ومحاولة رفع الروح المعنوية لسكان الكيان عبر استخدام سلاح الإعلام.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي العام الإسرائيلي تراجعًا كبيرًا في الشعور بالأمن عقب العمليات الفدائية، إذ أعطى غالبية الإسرائيليين نسبة "4" من "10" بالنسبة لشعورهم بالأمن، وفق استطلاع أجرته القناة "13"، وترجمته وكالة "صفا".

ولوحظ خلال الأيام الأخيرة وجود حملة منظمة على شتى وسائل إعلام الاحتلال؛ لإظهار "التفوق الإسرائيلي" أمنيًا وعسكريًا، وبشكل استعراضي.

ونشرت القناة "12" العبرية قبل أيام تقريرًا حول اكتشاف "نفق حماس الأعمق" على الحدود مع قطاع غزة، محاولة إظهار "بطولة الجيش وعجز مقاتلي حماس عن اجتياز العائق الأرضي".

ولوحظ استحضار النفق إلى الواجهة في هذه الفترة بالتحديد على الرغم من أن جيش الاحتلال أعلن عن اكتشافه قبل نحو عامين، وليس في وقت قريب.

وفي السياق، سرّب الأمن الإسرائيلي مشاهد مروعة لعملية اغتيال ثلاثة مقاومين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قرب بلدة عرابة قضاء جنين شمالي الضفة، في حدث غير معتاد.

ويحاول الاحتلال، من خلال بث هذه الدعاية عبر وسائله الإعلامية، تحقيق ما عجز عنه في الميدان، بعد فشله في منع تنفيذ العمليات الأخيرة في بئر السبع والخضيرة وبني براك، وتهاوي شعور الإسرائيليين بالأمن.

ودفع افتقاد الإسرائيليين إلى الأمن لزيادة نسبة طلبات الحصول على رخصة حيازة سلاح في الكيان بأكثر من 700%، وفق ترجمة وكالة "صفا"، عن صحيفة "إسرائيل اليوم".

ويرى مراقبون للشأن العبري أن الاحتلال بالغ كثيرًا في الحديث عن "بطولة قواته الخاصة" في اغتيال مقاومي السرايا الثلاثة بجنين، على الرغم من أن الواقع يتحدث عن تعرض القوة لخسائر كبيرة خلال الاشتباك، إذ أصيب أربعة من القوة، أحدهم ضابط كبير يرقد في المستشفى في حالة حرجة.

وعلى صعيد متصل، لا يبدو أن تسريب خبر إصدار قائد أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي" تعليمات لجيشه بالاستعداد لعملية "حارس الأسوار 2" (سيف القدس) ضد قطاع غزة، يخرج من سياق الحرب النفسية، ومحاولة التغطية على فشله في منع العمليات الأخيرة.

ولوحظ التركيز على إصدار "كوخافي" تعليماته للجيش بالاستعداد لحرب جديدة مع غزة مع أنه كان بالإمكان نقل هكذا رسالة بشكل سري داخل أروقة الجيش.

أ ج/ع ص

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام