قال كتاب ومختصون بالشأن الفلسطيني إن سياسة الاحتواء الإسرائيلي للحيلولة دون تفجر الأوضاع قبيل وخلال شهر رمضان المبارك فشلت.
ورأى هؤلاء الكتاب خلال أحاديث منفصلة لـ"صفا" أن عمليات الاغتيالات والتصفية الجارية والردع بالدم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي تصب الزيت على النار، "وقد توصل لانتفاضة ثالثة نتيجة هذه السياسة".
واغتالت قوات إسرائيلية خاصة، فجر اليوم السبت، ثلاثة مقاومين بعد استهداف المركبة التي يستقلونها بعشرات الأعيرة النارية على دوار عرابة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا أحدهم بجروح خطيرة، خلال الاشتباكات التي دارت في منطقة عرابة قرب جنين.
وزفت فصائل فلسطينية الشهداء الثلاثة، مؤكدة استمرار المقاومة مهما بلغت جرائم الاحتلال.
الكاتب والمحلل ذو الفقار سويرجو قال لـ "صفا"، إن "جزرة" التسهيلات لقطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين لم تُجدِ نفعًا، "فلجأ الاحتلال لـ عصا الاغتيالات والتصفيات خاصة بعد تلقيه ضربات موجعة من أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل 48 وبالضفة، والتي أعادت للشارع الإسرائيلي موجة الهلع وخشية ركوب الحافلات العامة، واليوم بات يخشى التجول في الشوارع".
انتفاضة ثالثة
وأشار سويرجو إلى أن تواتر الأحداث دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لمحاولة إعادة هيبتها بعد فشل محاولة تهدئة الأمور، "فلجأت للردع بالدم في عودة للسياسة القديمة بمسمى جديد يسمى -كاسر الأمواج-.
واعتبر أن هذه الحملات التي تتخذها أجهزة أمن الاحتلال تصب الزيت على النار وستفضي لتواتر العمليات الفردية الأكثر إيلاما، وصولا لانتفاضة ثالثة.
وأوضح "أن الاحتلال سيدفع ثمنا غاليا نتيجة هذه السياسة التي ستدفع لمزيد من الغليان في الشارع الفلسطيني الذي لا يضيره ارتقاء الشهداء".
وبين أن تصعيد وإشعال المواجهة وعدم إعطاء الفرصة للشارع الإسرائيلي خاصة في ظل الأعياد اليهودية القادمة تتزامن مع شهر رمضان المبارك كمنعطف خطير في الصراع مع الاحتلال، لافتا أن سياسة "القوة المفرطة" لن تردع الشعب الفلسطيني وستفشل عملية "كاسر الأمواج" التي أعلن عنها الاحتلال كما كسرت عملية "حارس الأسوار".
وأضاف: "من أعلن التحدي هذه المرة هو الشعب الفلسطيني نتيجة الإجرام الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة، وذاهبون نحو الصدام وسيكون مكلفا للاحتلال إذا ما كان هناك تكاثفًا فلسطينيًا".
كما لفت الكاتب سويرجو إلى أن المحاولات العربية والإقليمية لتهدئة الأمور دليل قوة للشعب الفلسطيني وتُبين حجم الارتباك الإسرائيلي وعدم قدرته على السيطرة، مشيرا إلى أن محاولة كبح المقاومة الفلسطينية لن تجدي طالما الاحتلال موجود على أرضنا ويغتصب حقوقنا.
وحول اللقاءات الإسرائيلية مؤخرًا في المنطقة بهذا الخصوص، قال "إن هذه اللقاءات لن تغير من المعادلة، والمواجهة ستتطور لحالة جديدة من الصدام خاصة في تزامن الأعياد اليهودية مع أيام شهر رمضان".
وتابع " من أكثر الأمور تحديًا وتخوفا لدى أجهزة أمن الاحتلال هو تدحرج الأمور نحو الاشتعال بالداخل المحتل كما حصل خلال معركة "سيف القدس" خاصة أن الداخل المحتل بدأ يشعر بثقل الظهير في غزة والضفة".
مدير مركز أطلس للدراسات عبد الرحمن شهاب، قال لـ "صفا" إن سياسة الاحتلال الثابتة أن ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة، والاحتلال لم يجد وسيلة لإسكات الشارع الفلسطيني سوى القتل والتصفية الجسدية".
ولفت شهاب إلى أن ما يحدث يشابه الأحداث التي سبقت انتفاضة الأقصى، لكنه نوّه إلى أن الاحتلال يخشى هذه المرة من أن تشمل الأحداث مناطق الـ 48.
وقال: "في مناطق الـ 48 لم تتضح سياسات الاحتلال لكنه لجا إلى سياسة الاغتيالات بالضفة كونه يخشى من انضمام الداخل لهذه الموجة من الأحداث، والفلسطيني في الـ 48 أصبح مُلهِما، لذلك أصبح التوجه الإسرائيلي لتشكيل عصابات إسرائيلية في اللد والنقب على غرار اشتيرن والهاجناه كما السابق ".
وذكر أن الاحتلال يتصرف على غرار هذه العصابات قديما نحو التصفية بالجسدية بعد فشل كل عملية الاحتواء.
واختتم بالقول: "الاحتلال كان يعتقد أنه أنهى انتفاضة السكاكين، فخرج له جيل يستخدم السلاح ويوقع الخسائر ما أثار جنون المؤسسة الإسرائيلية تخوفا على تماسك جبهتها الداخلية خاصة بعد "معركة سيف القدس".