web site counter

"عجز للاحتلال وضربٌ في خاصرته وإرباكٌ لحساباته"

تعقيبًا على تصاعدها.. محللون: العمليات الفدائية تهدد بسقوط حكومة "بينيت"

غزة - متابعة صفا

أجمع المحللون والكتاب السياسيون على أن العمليات الفدائية الأخيرة التي نفذها فلسطينيون ضد الاحتلال ومستوطنيه "تحمل في ثناياها مُركبات جديدة لمرحلة سيشتد بها الصراع، قد تتغير خلالها الكثير من التوازنات التي لم تعد قائمة بالأساس".

وكان مساء الثلاثاء شهد ثالث عملية فدائية خلال أسبوع، حيث تمكن شبان فلسطينيون من قتل 10 إسرائيليين طعنًا بأدواتٍ حادة وإطلاق نار استهدفتهم في "تل أبيب "وبئر السبع".

"ضرب الخاصرة"

فقد كتب الكاتب السياسي خالد النجار إن سلسلة العمليات الفدائية الأخيرة ضد الاحتلال ومستوطنيه "تحمل في ثناياها مُركبات جديدة لمرحلة سيشتد بها الصراع".

وأضاف النجار أن تلك العمليات "تضرب من جديد على خاصرة العدو الذي يعقد لقاءات موسعة مع قادة التطبيع العربي برعاية الإدارة الأمريكية والتي باتت أكثر فشلاً في إدارة الملف الفلسطيني".

وأشار إلى أن ارتفاع عدد القتلى بات يؤرق الاحتلال الذي فشل في الوصول إلى تقديرات حول ما يمكن أن يحدث على الصعيد الأمني ميدانيًا.

وقال النجار إن الأوساط الصهيونية تعيش بالفعل تحت تهديد الهجمات الفدائية الفلسطينية، "وهذا التهديد يمثل حالة جديدة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".

"عجز الاحتلال"

في حين، وصف الكاتب شرحبيل الغريب، العملية الأخيرة في تل أبيب أنها "رد فدائي جديد على قمة النقب ونحن أمام محطة جديدة وغير معهودة في الصراع مع الاحتلال، سيقف عاجزا عن إيجاد حل لها".

أما الكاتب اسماعيل الثوابتة، فقال إن العمليات الفدائية المتلاحقة داخل الكيان الصهيوني أصبحت هي الشغل الشاغل للاحتلال حيث ضربت هذه العمليات الأمن الصهيوني في مقتل

ولفت الثوابتة إلى أن "العمليات تعطينا مؤشرات قوية على هشاشة الاحتلال، وإذا استمرت بهذه الصورة فإننا أمام مرحلة فارقة وتاريخية مع هذا الاحتلال الزائل".

"جرأة العمليات"

من جهته، كتب الباحث والمحلل السياسي أحمد الطناني أن العملية البطولية في قلب الكيان الصهيوني وبشكل خاص مدينة (تل أبيب) هي قطع للشك باليقين أن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من شكل وطبيعة العمليات الفدائية فيها جرأة اعلى واستخدام للأسلحة النارية، بعد أن غابت لصالح السكاكين لفترة طويلة.

وذكر الطناني أن "دلالات انطلاق منفذي العملية البطولية من جنين تشكل فشل استخباراتي كبير لجهاز الشاباك الصهيوني الذي يتعرض لهجوم وانتقادات داخلية بسبب عدم قدرته على التنبؤ بالعمليات الاستشهادية التي نفذها أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل".

وأشار الكاتب إلى أن نجاح منفذي العملية في الوصول من جنين إلى (تل أبيب) ومعهم سلاحهم وعتادهم هو كسر لكل منظومات الأمن الصهيوني، وبشكل خاص أن الشهيد البطل ضياء حمارشة هو أسير محرر وممنوع من الدخول للأراضي المحتلة.

ولفت إلى أن العملية أتت في وقت سبقه العديد من الاجتماعات الأمنية والعسكرية الصهيونية على أعلى المستويات لوضع سيناريوهات التصدي لاحتمالات التصعيد في رمضان، وبالرغم من كل التحذيرات والإجراءات المتخذة، وصل الفدائيون إلى قلب الكيان ونفذوا عمليتهم بجرأة عالية.

وقال إن الجرأة والبطولة العالية لمنفذي العمليات البطولية الأخيرة التي وثقتها عدسات الكاميرات ستشكل محفز للمزيد من الشباب الثائر للانطلاق والمبادرة الثورية في تنفيذ المزيد من العمليات البطولية التي ستحفل بها الأيام القادمة.

واختتم الكاتب الطناني بالقول إن تكامل فعل منفذي العمليات ما بين الداخل المحتل والضفة المحتلة، ونشر الاحتلال لتعزيزات جنوده في الضفة والداخل وعلى حدود غزة هو السيناريو الأكثر استنزافاً للقدرات الأمنية الصهيونية، التي تعي تماماً انها مقبلة على موجة واسعة من التصعيد تحاول تجنبها ونزع أسبابها بشتى الوسائل.

"إرباك لحسابات الصهاينة"

وتحت عنوان "في ظلال عملية بني براك"، كتب المحلل السياسي صالح النعامي حول العملية الأخيرة في تل أبيب قائلاً: أن يكون منفذ عملية بني براك من جنين تطور مهم جدًا لأنه يربك الحسابات الصهيونية ويوسع من الرقعة الجغرافية التي يتوجب على الأمن الصهيوني استثمار جهود وإمكانيات، ولا يجعلها تتركز في مدن فلسطيني الداخل".

وأضاف النعامي أن ما يُحبط الصهاينة بشكل خاص أن عملية بني براك تدل على فشل تحرك ملك الأردن الهادف إلى تصفية الظروف التي يمكن أن تقود إلى انفجار الأوضاع الأمنية ضدهم تحديدا في رمضان. وهو التحرك الذي بلغ ذروته في زيارة الملك رام الله أمس واستقباله اليوم وزير الحرب الصهيوني غانتس.

وقال إن نظم الحكم الوظيفية شاركت في لقاءات العار في النقب ورام الله وعمان بهدف مساعدة الصهاينة على تصفية القضية الفلسطينية، فهذا الثمن الذي تقدمه للعم سام لضمان بقائها. لكن وتيرة العمليات تدل على أنها لم تفشل فقط مسعاها، بل دفعت الشعب الفلسطيني إلى التحدي والتدليل على أنه شعب حي متشبث بحقوقه وثوابته.

وذكر النعامي أن التجربة التاريخية دلت على أن المقاومة هي التي تدفع الصهاينة للاعتدال.

وكتب معلقًا: "منظمة "نساء بالسواد" التي روجت لفكرة الانسحاب من الأراضي الفلسطينية لأول مرة تشكلت بعد الانتفاضة الأولى، وأن منظمة "النساء الأربع" التي دفعت نحو الانسحاب من جنوب لبنان، انطلقت بعد أن تكبدت إسرائيل ثمنا باهظا لقاء بقائها هناك".

وقال إنه كان من المتوقع أن يزور الرئيس الصهيوني هيرتسوغ الأردن غدًا بهدف استكمال المشاورات الهادفة إلى منع اندلاع هبة شعبية ضد الاحتلال في رمضان وأن قنوات عبرية قالت إن العاهل الأردني سيعد له استقبالا حافلاً.

وأضاف الكاتب: "في هذه الأثناء الشعب الفلسطيني قال كلمته، فعملية بني براك دلت على أن الاجتماع فشل قبل أن يبدأ".

واختتم النعامي مقالته بالقول: "هناك نتيجة سياسية شبه محتمة لموجة العمليات التي تضرب الكيان الصهيوني وهي سقوط حكومة نفتالي بينت، وصعود الليكود والأحزاب التي تقع على يمينه وضمنها أحزاب مشاركة في الحكومة الحالية. ولن يكون بعد ذلك منصور عباس جزء من أي ائتلاف بغض النظر عن مستوى الحضيض الذي سيهبط إليه".

أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام