دعا مؤتمرون في غزة إلى ضرورة حشد الجهود لنصرة أهل القدس والداخل المحتل، مؤكدين أهمية تعزيز المقاومة بكافة أنواعها لدحر الاحتلال الإسرائيلي ووقف انتهاكاته بحق أبناء شعبنا.
وأشاد المشاركون في مؤتمر وطني نظمته دائرة الثوابت بحركة حماس تحت عنوان "الثوابت الفلسطينية طريق التحرير" يوم الإثنين بمدينة غزة، بالعمليات الفدائية التي نفذها أبناء شعبنا بالداخل المحتل، مؤكدين أنها امتداد لمعركة "سيف القدس".
وقال رئيس هيئة الثوابت في حماس محمود الزهار: "نرقب ما يجري في فلسطين المحتلة، وما تم من استهداف المحتلين الصهاينة في الخضيرة أمس؛ وهو رد فعل طبيعي لما يمارسه الصهاينة ضد أصحاب الأرض".
وأوضح الزهار أن "هذا النموذج حدث في غزة، "وإن شاء الله تتكرر هذه الردود على هذا النمط حتى تحرير فلسطين كل فلسطين".
وشدد على أن "المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ستبقى دائمًا وأبدًا حاضرة لدى الجميع على رأس الثوابت الفلسطينية تمامًا كحق العودة".
وطالب الزهار بتوسيع دائرة المشاركة الوطنية والشعبية وتوظيف المنابر المتاحة كافة لإنقاذ الأقصى، وتحقيق حق العودة، وهو ما تحقق أمس في جنوب فلسطين وشمالها".
وأضاف "ثوابتنا هي المقدسات إسلامية ومسيحية وفي مقدمتها القدس، وعلينا توظيف كافة مواقع التواصل الاجتماعي لترسيخ هذه الثوابت وتجريم التطبيع مع الاحتلال وإشاعة ثقافة المقاومة".
ودعا لـ"تشكيل إطار جامع لمشروع المقاومة الشاملة لتحرير الأسرى والمسرى وتحرير كل فلسطين"، مشددًا على أن "تحقيق حق العودة فريضة وطنية على قاعدة الثوابت، وتتطلب توحيد كافة الطاقات والألوان والفصائل لتتوجه البوصلة جميعًا لاقتلاع الاحتلال".
وشدد الزهار على أن "قضية الأسرى على سلم أولوياتنا بجانب القدس والعودة"، مضيفًا "ما لم يقتنع العدو بإبرام صفقة تبادل بما لدينا؛ فإن تزويد الغلة سيبقى خيارنا".
طريق المقاومة
أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية-القيادة العامة- لؤي القريوتي فأكد في كلمة ممثلة عن الفصائل أن الطريق لاستعادة الأرض والمقدسات هو طريق المقاومة.
وقال القريوتي إن: "شعبنا اليوم يكسر المعادلة حين يصنع التاريخ ويهب لنصرة انتفاضة القدس في أيار عام 2021 حين رفعت غزة سيف القدس نصرة للمدينة المقدسة".
وأوضح أن "اشتراك فلسطينيي الداخل بمعركة سيف القدس هو تذكير لمن يحاول أن يتناسى أنهم جزء أصيل من شعبنا، وأن قضيتهم هي القضية المركزية لشعبنا وفصائله".
وشدد القريوتي على ضرورة توحيد الجهود من أجل تحقيق المصالحة الوطنية المبنية على الشراكة الحقيقية المتمسكة بالحقوق والثوابت وبالمقاومة نهجًا وطريقًا لتحقيق الأهداف".
وأضاف "أعلن شعبنا رفضه القاطع لسياسية الاستفراد التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أهلنا في الـ48 وأنهم جزء أصيل من شعبنا، وستبقى الأرض الفلسطينية محور صراع مفتوح مع الاحتلال".
واجب شرعي
أما نائب رئيس المكتب السياسي حماس صالح العاروري فأكد، في كلمة مسجلة له، أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكالها حق وواجب شرعي.
وذكر العاروري أن ثوابت حركة حماس "هي ثوابت شعبنا الفلسطيني، ولا فرق بينهما أبدًا"، مضيفًا أن "فلسطين كل فلسطين هي حق وطني وقومي وديني إسلامي، وهي حق خالص شرعي لشعبنا وأمتنا".
وأوضح أن مدينة القدس الموحدة هي عاصمة فلسطين الأبدية، وليست شيئًا قابلًا للمفاوضات والتقاسم والتنازلات.
وأدان العاروري التطبيع القائم بين بعض الدول مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أنه مرفوض رفضًا قاطعًا، وهو إقرار بشرعية الاحتلال.
أيقونة الصراع
أما رئيس دائرة القدس في المجلس التشريعي أحمد أبو حلبية فقال إن القدس شكّلت أيقونة الصراع مع الاحتلال، وتمثّل ذلك جليًّا بمعركة "سيف القدس".
وأوضح أبو حلبية أن "المقاومة كرّست معادلة الردع في أن العدوان على القدس والأقصى له ثمن كبير وباهظ؛ مما سيدفع الاحتلال للتقهقر أمام الإرادة الشعبية".
وشدد على أنه "يجب أن يقابل عدوان الاحتلال على الأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية بفرض ثمن مضاعف عليه بالمقاومة الفلسطينية المسلحة، وتفرض عليه تراجعات جديدة تغير المشهد جذريًّا".
من جهته، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن القدس تتعرض للتآمر ومخططات التهويد والأسرلة، مضيفًا "في القدس يوجد أبطال مدافعين عنها، نبعث بتحيتنا لهم ولأحبائنا في غزة".
وقال حنا: "مؤتمركم يأتي في هذه الأيام التي يستذكر فيها الفلسطينيون يوم الأرض كما في كل الأيام والمناسبات، ونؤكد أن الفلسطيني كان وما زال متمسكا بأرضه وحريته وكرامته وحق عودته".
توحيد الجهود
أما رئيس رابطة علماء فلسطين نسيم ياسين فدعا في كلمة ممثلة عن العلماء والعشائر لضرورة توحيد جهود الأمة من أجل تحريرها، مؤكدًا "مشروعية خيار المقاومة بكل أشكالها حتى دحر الاحتلال".
وشدد ياسين على "قدسية القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس"، مطالبًا بـ"وجوب تعزيز حضور القضية في وجدان الأمة الذي ينطلق من بيوت الله وتحقيق وعد الآخرة بتحرير كل فلسطين".
وأوضح أن "دعم صمود أهل القدس فريضة شرعية وضرورة وطنية"، داعيًا لدعم المجاهدين والمرابطين في الضفة وغزة، وضرورة إبقاء قوى المقاومة على جاهزيتها.
ودعا ياسين علماء الأمة للقيام بواجبهم والوقوف عند مسؤولياتهم بتوعية شعوب الأمة بوجوب نصرة الأقصى وفلسطين والقدس، رافضًا بشدة كل صور التطبيع وأشكاله كافة.
وطالب الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي والحر بالتركيز المستمر على إبراز القضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى، باعتبارها القضية المركزية للأمة وضرورة فضح انتهاكات الاحتلال.