شوهدت قافلة عسكرية تحمل ما يصل إلى ستة رؤوس نووية متجهة على الطريق السريع عبر غلاسكو إلى مستودع أسلحة يوم الجمعة الماضي. وذكر تقرير نشره موقع "ميل أونلاين"، وترجمه مركز الدراسات السياسية والتنموية، أن القافلة كانت على بعد ميل واحد فقط جنوب وسط مدينة غلاسكو، متجهة إلى مستودع الأسلحة البحرية الملكية كولبورت في بحيرة لوخ لونج، وفقًا لمؤسسة "نوكواتش"، وهي منظمة تتعقب وتراقب القوافل التي تنقل الرؤوس الحربية النووية ضمن برنامج "تريدانت" النووي البريطاني.
وقالت المؤسسة "إن مشاهدة أسلحة الدمار الشامل كانت بمثابة تذكير بأن المملكة المتحدة مساهمة في الرعب النووي".
ولفتت إلى أن هذه الأخبار تأتي وسط تصاعد التوترات بين الناتو وروسيا، حيث وضعت الأخيرة أسلحتها النووية مؤخرا في حالة تأهب قصوى.
وبحسب التقرير ،مرت القافلة فوق جسر إرسكين، متجهة على طول الطريق السريع "إم6" بالقرب من "كيندال"، قبل أن يتم رصدها على الطريق السريع "إم 74" في "ليسماهاغو" لتصل إلى بحيرة لوخ لونج في حوالي الساعة 11:30 مساءً، من يوم الجمعة.
ونقل عن جين تالنتس، وهي ناشطة في حملة "نوكواتش" في المملكة المتحدة، قولها إنها تعتقد أنه كانت هناك أربع ناقلات لرؤوس حربية، مضيفة "تقديرنا هو أن كل من هذه الشاحنات يمكن أن يحمل رأسين حربيين ولكن تبقى واحدة منها فارغة كخيار احتياطي في حالة تعطل أي ناقلة. لذا إذا كان هناك أربع ناقلات، نتوقع أن يكون هناك ستة رؤوس حربية، أو ما يصل إلى ستة رؤوس حربية".
وتضيف مؤسسة نوكواتش أن التوقيت "مقلق" بالنظر إلى الغزو الروسي المتواصل لأوكرانيا، لكنها أضافت أن نقل الأسلحة النووية على طول الطريق"أمر روتيني".
وقالت المؤسسة إن الغرض من تحريك الرؤوس النووية هو على الأرجح "تجديدها وليس محاولة تسليحها تحسبا لهجوم روسي".
تقول تالنتس: "لم نلاحظ أي قوافل على الطريق منذ أكتوبر من العام الماضي وهو أمر غريب بعض الشيء. وتضيف "يجب أن يكون هناك بعض المنطق في جنونهم لكنهم لن يطلعونا أبداً على ماهية ذلك".
وتضيف تالنتس: "لا أعتقد أن هذه القافلة تشكل مصدراً للقلق أكثر من حقيقة كوننا مسلحون بالسلاح النووي دائمًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومستعدون لبدء حرب نووية، كل الأشياء التي كان البعض قلقاً بشأنها باستمرار منذ الستينيات، تم تجاوزها. لقد نسيها الناس لكنها مازالت موجودة".
ويأتي الكشف عن القافلة في وقت تم فيه وضع الصواريخ النووية في روسيا في حالة تأهب قصوى بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، والذي أدى إلى بدء حرب يخشى المحللون من أنها قد تدفع قوى الناتو المسلحة نوويًا مثل المملكة المتحدة إلى الصدام مع الكرملين.
وقد نشرت وزارة الدفاع البريطانية إعلاناً للبحث عن وظيفة قائد براتب (40 ألف) جنيه إسترليني سنويًا للإشراف على مسألة تهديد الحرب النووية، واصفةً المناخ الجيوسياسي الحالي بأنه "مثير بشكل جدي".
وذكرت أن التركيز أو المهمة الأساسية للوظيفة في مؤسسة الدفاع النووي ستكون التخفيف من "أشكال التهديدات النووية المختلفة".
ووفقًا لما نشر على موقع الحكومة البريطانية الإلكتروني، تشرف مؤسسة الدفاع النووي على "جميع جوانب الأعمال النووية داخل وزارة الدفاع"، بما في ذلك الغواصات والرؤوس الحربية النووية و "السياسة النووية اليومية".
حوادث نووية
وذكر التقرير أن مستودع التسليح البحري الملكي في كولبورت كان يمكن أن يكون موقعًا لحادث نووي كارثي ناتج عن حادث مروري نادر في أبريل عام 1973،
حيث اصطدمت بالقرب من موقع كولبورت سيارة لاند روفر تابعة لشركة الكهرباء الأسكتلندية بشاحنة أسلحة نووية تابعة لسلاح الجو الملكي تحمل رؤوسًا نووية.
وقد احتوت المركبة على صواريخ (UGM-27 Polaris)، وكل صاروخ قادر على إيصال ثلاثة رؤوس حربية نووية حرارية، وتسبب الحادث في إتلاف شاحنة الحمولة، ولكن لم تصب الأسلحة النووية بأي ضرر.
في حادثة أخرى في نفس الموقع، سقط صاروخ بولاريس عندما تم رفعه أثناء إعادة توجيهه في عام 1977.
اصطدمت أيضاً على الطريق السريع إم 8 بالقرب من غلاسكو في أغسطس 1983، شاحنة أسلحة نووية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كانت تنقل رأسين حربيين بسيارة خاصة.
في حادث آخر كان يمكن أن يؤدي لكارثة، اصطدمت الغواصة البريطانية "هيتش إم أس فانقارد" بغواصة نووية فرنسية في عام 2009، مما أدى إلى ضرر للسفينتين، ولكن دون الإبلاغ عن أي تسرب إشعاعي.
وقعت سبع حوادث تتعلق بأسلحة نووية بريطانية إجمالاً منذ عام 1966. ولم يسفر أي منها حتى الآن عن تسريبات إشعاعية.