يحاكي مسلسل "قبضة الأحرار"، الذي من المقرر أن يُعرض في شهر رمضان المبارك، الصراع بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، ويجابه "الدعاية" الإسرائيلية.

والمسلسل من إنتاج دائرة الإنتاج الفني في حركة "حماس" وإخراج الفنان محمد خليفة، ويتألف من 30 حلقة، مدة الواحدة 40 دقيقة، وسيعرض على مجموعة من القنوات المحلية والعربية.

ومن أبرز القنوات التي ستبث المسلسل، "الأقصى" و"اليرموك" و"راجعين" و"المنار" و"فلسطين اليوم" و"القدس اليوم" و"درر"، وخمس قنوات أخرى على الأقل.

فن مقاوم

ويقول رئيس دائرة الإنتاج الفني في "حماس" محمد ثريا: إن "المسلسل فن مقاوم يسلط الضوء على المقاومة في القطاع، وكيف استطاعت بإمكانياتها المحدودة أن تتحدى الاحتلال بأعتى قواته وآلاته وإمكانياته التقنية".

وأضاف ثريا، في حديث لوكالة "صفا"، أن المسلسل يتناول الجانب الأمني من خلال محاولة الاحتلال استخدام الاغتيال المعنوي للمقاومين، إضافة للتأثير على معنويات شعبنا خلال الحروب ضد القطاع.

ويجسد المسلسل أيضاً، وفق ثريا، معركة سيف القدس التي جرت في شهر مايو/ أيار من العام الماضي، وكيف استجابت المقاومة لصيحات المرابطين في المسجد الأقصى وأرغمت الاحتلال على الرضوخ لمطالب شعبنا.

ومن أبرز ما تناوله المسلسل كذلك، عملية تسلل قوة "سييرت متكال" الإسرائيلية الخاصة شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة أو ما يعرف بعملية "حد السيف"، وكيف تعاملت المقاومة مع القوة وأجبرتها على الانسحاب بعد إيقاع القتلى والإصابات في صفوفها.

وأشار ثريا إلى أن المسلسل يسلط الضوء على الحاضنة الشعبية للمقاومة، إضافة للتركيز على الجانب الاجتماعي وحياة التكافل بين أبناء شعبنا.

ولفت إلى أن مسلسل "قبضة الأحرار" أظهر تكامل القضية الفلسطينية وأن فلسطين كاملة متكاملة بدءًا من مدينة القدس مرورًا بالضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل.

وتابع ثريا أن "الفن المقاوم أصبح علامة فارقة في فكر وثقافة حركة حماس، التي تسعى دائماً لتقديم شيء جديد للمشاهد الفلسطيني والعربي".

وأوضح أن هذا ليس المسلسل الأول الذي تنتجه الدائرة، إنما سبقه 8 مسلسلات أبرزها "الروح" و"حياة عايشينها" و"بوابة السماء" و"الفدائي" بجزئيه الأول والثاني و"حبر النار" و"حساب مفتوح".

وذكر أن كتابة النص للمسلسل الجديد استغرق عامًا ونصف.

معيقات جمة

وقال رئيس دائرة الإنتاج الفني بحماس إن المسلسل واجهته عقبات كثيرة أبرزها تأخر التمويل ورداءة جودة معدات التصوير والإنتاج.

ولفت ثريا إلى أن تأخر التمويل تسبب في تأخير التصوير لعدة أشهر.

وتابع "من المشاكل التي واجهتنا أيضًا عدم وجود الأجهزة والمعدات بالجودة المطلوبة، خاصة أن الكاميرات والآلات التي نعمل من خلالها موجودة لدينا منذ 10 سنوات".

واستطرد ثريا "عادة في الدراما لا يمكن التصوير بالكاميرات أكثر من عامين من أجل الخروج بجودة مطلوبة".

ويمنع الاحتلال، حسب ثريا، إدخال أجهزة الجرافيك والمونتاج إلى القطاع "الأمر الذي يسبب معيقات كبيرة في عملية الإنتاج والإخراج".

"صراع درامي"

وحول الصراع مع الاحتلال في مجال الدراما، قال ثريا: إننا "ندرك مدى تأثير الفن كسلاح، كما يدرك أعداؤنا أيضاً نفس الأمر".

وأضاف "نحن لا نصارع الاحتلال درامياً، بل نحتاج إلى من يدعم الدراما والفن المقاوم كما يتم دعم دراما الاحتلال من شركة "نتفليكس" من خلال عرضها للدراما الإسرائيلية ومنها مسلسلا "فوضى" و"طهران".

واعتبر ثريا أن "الدعم من نتفليكس ووسائل إعلام أخرى يبيض صورة الاحتلال ويجرم المقاومة".

وأكد أن "صراعنا مع الاحتلال فكرياً وثقافياً وفنياً وسياسياً من أجل مواجهة التشويه الذي تتعرض له القضية الفلسطينية".

وكانت صحيفة إسرائيلية استعرضت ما قالت إنه إدخال الدراما والإنتاج التلفزيوني على خط المواجهة بين حماس و"إسرائيل"، خصوصًا بعد الاستعداد لعرض مسلسل "قبضة الأحرار".

وذكرت أن عرض المسلسل يُصور فشل عملية الوحدة الخاصة شرقي خانيونس (حد السيف) وانتصار المقاومة.

وفي أحد المشاهد- بحسب الصحيفة- خرج مقاتلون من نفق وهاجموا دبابة إسرائيلية في وضح النهار فيما تردد صدى طلقات نارية وانفجارات عبر حدود القطاع.

وقالت إن عناصر المقاومة في بيت لاهيا بدوا كأبطالٍ شرسين ويتفوقون على عناصر الجيش، على عكس مسلسل "فوضى" الإسرائيلي الذي استعرض مواضيع مشابهة.

وقالت الصحيفة إن مسلسل "قبضة الأحرار" أحدث إنتاج من هذا النوع من الذراع الإعلامية لحركة حماس، التي "استثمرت بكثافة في عروضها على الرغم من الحصار الإسرائيلي المصري المعوق على غزة 2007"، على حد قولها.

ويقول مساعد المخرج سعدي العطار: "فكرة أفلامنا ومسلسلاتنا تتمحور حول صراعنا مع العدو"، مؤكدًا أن العمل الأخير رد على "العدوان الصهيوني".

وأشارت "تايمز اوف إسرائيل" إلى أنه "في الدراما؛ تفوقت حماس ببراعة على الإسرائيليين وحققت انتصارًا كبيرًا".

وقال العطار: "نحن لا نرد عليهم في مسلسلهم (فوضى)"، واصفًا مشاهد المسلسل الإسرائيلي إياه بأنه "كاذب ومضلل".

وتقول الصحيفة العبرية إن حماس تأمل في كسب نسبة مشاهدة أوسع لمسلسلها، حيث تقدم الحقوق مجانًا للقنوات في سوريا ولبنان والجزائر وتركيا.