في محاولة لتحويلها إلى "كانتونات صغيرة"، وتطويقها بالمستوطنات، شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف أراضي في بلدة بيت صفافا جنوب شرقي القدس المحتلة، لتنفيذ مشروع استيطاني جديد، وشق شارع جديد على حساب مصادرة أراضي وممتلكات الفلسطينيين.
وخلال عمليات التجريف، جرى الكشف عن منطقة أثرية في قمة بلدة بيت صفافا، والتي ستحولها بلدية الاحتلال إلى حي استيطاني، بعدما تم مصادرة أراضيها، بادعاء أنها "أملاك غائبين".
وتعمل سلطات الاحتلال على تطويق بيت صفافا ومحاصرتها بمستوطنات جديدة، من أبرزها مخطط لإقامة مستوطنة "غفعات همتوس" في أراض معظمها صادرها الاحتلال من سكانها.
ومنذ بداية العام الجاري، والاحتلال يستهدف المنطقة الجنوبية بالقدس بالاستيطان، من خلال المصادقة على 5 مخططات جديدة لبناء 3557 وحدة استيطانية.
وإحدى هذه الوحدات الاستيطانية ستقام بين مستوطنتي "هارحوما -جبل أبوغنيم" جنوبًا، و"جفعات هاماتوس" المقامة على أراضي خربة طباليا في بيت صفافا، وعلى حافة التلة الفرنسية باتجاه جبل المشارف في قلب المدينة، بهدف إحكام إغلاق المنطقة الجنوبية بشكل كامل، وقطع التواصل بين مدينة بيت لحم وجنوب القدس.
نهب الأراضي
مختار بيت صفافا محمد عليان يقول لوكالة "صفا" إن جرافات بلدية الاحتلال شرعت بأعمال تجريف داخل الأراضي التي تم مصادرتها بحجة أنها "املاك غابيين"، لصالح إقامة وحدات استيطانية في مستوطنتين هي "جفعات همتوس"، و"جفعات هشاكيد".
ويوضح أن بلدية الاحتلال ستقيم ضمن مخططها، نحو 2500 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات همتوس" المعروفة بـ "تلة الطيار" المقامة على أراضي بيت صفافا، علمًا أننا رفضنا قرار المصادرة، وقلنا أننا بحاجة لوحدات سكنية.
ويضيف "تفاوضنا مع بلدية الاحتلال السابقة، وطالبنا إياها بتخصيص نحو 400 وحدة سكنية لسكان بيت صفافا، وخاصة للأزواج الشابة، إلا أن البلدية الحالية برئاسة موشيه ليون أصدرت قرارات تعسفية وعنصرية ورفضت القرار".
ويشير عليان إلى جرافات بلدية الاحتلال شرعت بعملية التجريف في أراضي البلدة المصادرة، تمهيدًا لتنفيذ مشروعها الاستيطاني، ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات.
ولم تكتف بذلك، بل تخطط لإقامة شارع استيطاني سيخترق أراضي وبيوت المواطنين في البلدة، بما يؤدي إلى تهجيرهم ونهب أراضيهم، لصالح خدمة المستوطنين وتسهيل دخولهم إلى مستوطنة "جفعات همتوس".
وبهذا الصدد، يقول عليان: إن" المحامين والأهالي يحاولون بكافة الوسائل والطرق لمنع مصادرة الأراضي، وتوسيع الشارع الاستيطاني، نظرًا لخطورته على هؤلاء السكان".
وتعاني بيت صفافا نقصًا حادًا في الأراضي المخصصة للبناء، خاصة أن سلطات الاحتلال صادرت مئات الدونمات من أراضيها لصالح شق شوارع استيطانية، تقطع أوصالها، وتعزلها عن محيطها.
وخاص سكانها في السنوات الأخيرة، صراعًا لأجل السماح لهم بالبناء على حافة البلدة، إلا أنه تم تجميد أي خطة تهدف لتوسيعها، في وقت يُسمح للمستوطنين بالبناء في مناطق محيطة.
ومؤخرًا، كشفت وسائل إعلام عبرية عن اعتزام بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بناء مستوطنة جديدة على أراضٍ بمساحة 38 دونمًا في بيت صفافا ستطلق عليها اسم "غفعات هشاكيد"، وستقام فيها 473 وحدة سكنية ومدرسة ابتدائية وكنس وروضات أطفال.
عنصرية وظالمة
ويصف مختار بيت صفافا في حديثه لوكالة "صفا"، مخططات الاحتلال بأنها عنصرية وظالمة، تهدف لتضييق الخناق على المقدسيين، وتهويد القدس ومحاصرتها من جميع جهاتها بالاستيطان والشوارع الالتفافية.
ويضيف أن بلدية الاحتلال تستهدف أيضًا المنطقة الجنوبية الغربية للبلدة، من خلال عزمها إقامة نحو 400 وحدة استيطانية على أراضي تدعي أنها أيضًا "أملاك غائبين".
ولم يتبق من مساحة بيت صفافا إلا 1500 دونم من أصل 4500 دونم، بفعل إقامة المستوطنات والشوارع الاستيطانية، التي تقطع أوصالها، وتغير معالمها.
ويوضح عليان أن الاحتلال أقام 4 شوارع استيطانية على أراضي البلدة، وحولها إلى "كانتونات" وعمل على تغيير معالمها، وتهجير سكانها، بالإضافة إلى القطار السريع الذي يمر بين أراضيها، وكل ذلك دفع بعض الأهالي لشراء أراضي خارج البلدة.
لكنه رغم إجراءات الاحتلال، إلا أنه يؤكد تمسك وصمود السكان بأراضيهم وبيوتهم في بيت صفافا، مهما عمل الاحتلال وخطط، وحاول تهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.