مع انطلاق الدعاية الانتخابية للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية بالضفة الغربية المحتلة، تلجأ حركة فتح إلى توظيف الخطاب الديني لخدمة دعايتها الانتخابية وإقناع الناخبين باختيار قوائمها.
وخلال مهرجانات انتخابية نظمتها حركة فتح، سجلت أكثر من حادثة استخدمت فيهما الخطاب الديني.
ففي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ربط أحد مرشحي قائمة "نابلس تختار" التي تمثل حركة فتح في انتخابات البلدية، بين رقم القائمة (5) وأركان الإسلام.
وقال المرشح الشيخ مازن دويكات خلال مهرجان انتخابي: "اخترنا الرقم خمسة لأن أركان الإسلام خمسة وعدد الصلوات خمسة".
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، دعا أمين سر حركة فتح وسط الخليل عماد خرواط الناخبين لانتخاب القائمة رقم (6) التي تمثل حركة فتح، محذرا من عواقب ذلك يوم الحساب.
وقال أمام جمع من الحضور خلال مهرجان انتخابي: "أنا أتوقع أن أي شخص لا ينتخب رقم 6 يؤثم شرعا، وسيحاسبه الله تعالى على ذلك".
وقوبل استخدام حركة فتح للخطاب الديني بموجة انتقادات تراوحت ما بين السخرية تارة، والاستغراب تارة أخرى.
وكثيراً ما كانت تنتقد حركة فتح التي تتبنى فكرًا علمانياً، استخدام غيرها للخطاب الديني في السياسة والدعاية الانتخابية.
ويمنع قانون الانتخابات إقامة المهرجانات أو عقد الاجتماعات الانتخابية العامة في المساجد والكنائس، كما يمنع على خطباء المساجد أو وعاظ الكنائس الدعوة لانتخاب أو عدم انتخاب أي قائمة.
الناشط السياسي صامد صنوبر عبر عن استغرابه من صدور مثل هذا الخطاب والتوظيف الديني عن حركة ترفع شعار العلمانية وفصل الدين عن السياسة والعملية الانتخابية.
وقال لوكالة "صفا": "استخدام الخطاب الديني في الانتخابات أمر مقلق خصوصا أن من يستخدم هذا الخطاب أحزاب علمانية".
وأكد أن المجالس البلدية هي مؤسسات خدماتية بالدرجة الأولى، وينبغي أن يكون معيار الاختيار فيها هو الكفاءة والقدرة على خدمة وتنفيذ مصالح الناس.
واعتبر استخدام الخطاب الديني مؤشرًا سلبيًا، ومحاولة لخداع واستعطاف الناخبين.
ودعا الناخبين أن يكونوا واعين وأن يعاقبوا من يلجأ إلى هذا الأسلوب لإيصال غير الأكفاء إلى مواقع القرار، سواء الخدماتية أو السياسية.
أزمة خطاب
أما الناشط السياسي والمحامي ضياء يعيش، فرأى أن توظيف "فتح" كحركة علمانية للخطاب الديني يطرح تساؤلا: هل الخطاب العلماني لم يعد يجدي نفعاً معها فلجأت للخطاب الديني لاستجداء الناخبين؟
وقال لوكالة "صفا": "من الواضح أن هناك أزمة خطاب تواجهها قوائم حركة فتح، وهذا يعكس افتقارها للموضوعية في طرح برامجها".
وأضاف أن عدم امتلاكها لبرنامج خدماتي وسياسي مقنع دفعها إلى التحول إلى استخدام الخطاب الديني والدخول للمواطن من بوابة الدين.
ولفت إلى أن أغلب قوائم فتح تستخدم هذا التوجه، مما يشير إلى أنه ليس مجرد حالات فردية، وإنما سياسة عامة لدى الحركة.
وأكد أن فتح لن تنجح في هذا التوجه، فرغم أن الشعب الفلسطيني متدين بطبعه، إلا أن التوظيف الديني المغالط والمسيء للدين يؤدي إلى نتائج عكسية.