صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" الإسرائيلية على مخطط بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بسغات زئيف" شمال شرقي القدس المحتلة على مساحة بناء إجمالية تبلغ نحو 70 دونمًا،
ويتضمن المخطط الجديد حوالي 730 وحدة استيطانية سيتم بناؤها في 14 مبنى سكنيًا يصل ارتفاعها إلى 12 طابقًا، وفق صحيفة "كول هاعير" الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن "المخطط يشمل أيضًا، 21 ألف متر مربع للتجارة والتوظيف، والتي ستتضمن واجهات المباني السكنية ومبنى كبيار، وحوالي 41 ألف متر مربع للأبنية العامة المستخدمة لأغراض تعليمية، المؤسسات الدينية والثقافية، وسيتم تخصيص حوالي 16 دونمًا للمساحات المفتوحة".
ومستوطنة "بسغات زئيف" المقامة على أراضي بيت حنينا وشعفاط، وجزء من حزما وعناتا، تعد من أكبر التجمعات الاستيطانية شرقي القدس، يبلغ تعداد سكانها نحو 55 ألف نسمة، وهي مقامة على أراض فلسطينية محتلة منذ عام 1967.
تغيير الوضع الديمغرافي
المختص في شؤون الاستيطان بسام بحر يقول لوكالة "صفا": إن "مصادقة الاحتلال على بناء 730 وحدة استيطانية لا تقل خطورة عما يفعله في المدينة المقدسية خلال السنوات الأخيرة، التي شهدت تكثيفًا لعمليات مصادرة الأراضي والمصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية في كافة قرى وأحياء المدينة".
ويوضح أن الاحتلال يهدف إلى تغيير الوضع الديمغرافي في القدس من أجل أسرلتها، وجلب أكبر عدد من المستوطنين ليحلوا مكان الفلسطينيين.
وهذه الخطة متوازية- وفقًا لبحر- يعمل عليها الاحتلال بكافة مؤسساته بغية تهجير أكبر عدد ممكن من السكان المقدسيين، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل الفلسطينية، والاستيلاء على أخرى كما يحدث في الشيخ جراح وسلوان وجبل المكبر.
ويضيف أن الاحتلال يسعى من خلال المخطط أيضًا، إلى فرض سيطرته على القدس، عن طريق جلب أكبر عدد من المستوطنين إليها، كي تكون مدينة يهودية بأكملها.
ويشير إلى أن الاحتلال ينفذ عشرات المشاريع الاستيطانية في قرى وأحياء القدس (جنوبًا، شمالًا وشرقًا)، وتصل حتى مشارف مدينة أريحا.
وقبل يومين، صادقت سلطات الاحتلال على ما يسمى "طريق نسيج الحياة"، الذي سيؤدي لإغلاق شارع القدس-أريحا التاريخي، لضم كافة مستوطنات "معاليه أدوميم" مع مشروع (E1) ومستوطنة "كيدار".
ويبين أن الحديث يدور عن مشاريع استيطانية ضخمة يُنفذها الاحتلال في المدينة، ويوميًا هناك قرارات إسرائيلية لتنفيذ هذه المشاريع، ما سيشكل خطورة كبيرة عليها ما لم يتم لجم هذا الاحتلال.
حزام استيطاني
ومن خلال تكثيف المشاريع الاستيطانية، يقول بحر إن الاحتلال يسعى إلى عزل المسجد الأقصى المبارك عن محيطه، مثل أحياء الشيخ جراح وسلوان ووادي الجوز، وغيرها، بعمل حزام استيطاني حولها، وما يطلق عليه الاحتلال بـ "الحوض المقدس".
ويضيف أن الهدف الأكبر تنفيذ ما يسمى مشروع "القدس الكبرى"، وعزل المدينة عن باقي مناطق الضفة الغربية سواء من ناحية الجنوب أو الشرق أو الشمال، وكذلك ترحيل التجمعات البدوية شرقًا، والسيطرة على نحو 67 ألف دونم، كلها سيؤدي أيضًا لتقسيم الضفة إلى قسمين معزولين.
وبحسب بحر، فإن العام الجاري سيشهد مزيدًا من المخططات الاستيطانية، في ظل استغلال الاحتلال للظروف المحلية والإقليمية، وانشغال العالم بالحرب على أوكرانيا.
ويلفت إلى أن هناك تصاعد خطير بوتيرة الاستيطان في القدس، وبالانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين، والمخالفة للقانون الدولي وكافة المواثيق الدولية.
ولمواجهة هذه المخططات، يؤكد المختص في شؤون القدس أن المطلوب اتخاذ خطوات استباقية موحدة على المستوي الشعبي والرسمي، وتوحيد كافة الجهود على الأرض من أجل ردع الاحتلال عن تنفيذ مخططاته، مثلما حدث في الشيخ جراح وجبل المكبر.
ويطالب بضرورة العمل ميدانيًا وتكثيف الحراك الشعبي أينما كان، والضغط على المستوي الرسمي لتوصيل رسالة شعبنا، بالإضافة إلى التواصل مع شعوب العالم لفضح ممارسات الاحتلال على أرض الواقع.