وجّهت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، الأربعاء، رسالة إلى إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"؛ وذلك على ضوء تعامل المجتمع الدولي مع أزمة اللاجئين الأوكرانيين الذين هربوا من بلادهم بفعل الغزو الروسي.
وطالبت المؤسسة الحقوقية التي تتّخذ من بيروت مقرًا لها، في بيان صحفي، إدارة "أونروا" في لبنان بالتعاطي مع الأزمات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين "بعدالة ومسؤولية وجدية، وإطلاق نداء طوارئ مستعجل لتوفير الإغاثة الطارئة لعموم اللاجئين".
كما دعتها إلى "توسيع شبكة الأمان الاجتماعي لتشمل أكبر عدد ممكن من اللاجئين وزيادة المبالغ المالية المقدمة، ووضع خطط طوارئ متدرجة لسرعة تنفيذها وقت الضرورة والتخفيف من آثار الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين".
وقالت "شاهد" إنّ الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم بسبب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وما تبعها من فرض عقوبات اقتصادية قد أدّى إلى نقص كبير في موارد الطاقة والسلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل خيالي عالميًا ولا سيما في لبنان، وقد انعكس ذلك بشكل كبير على حياة عموم اللاجئين الفلسطينيين.
وأشارت إلى وجود معايير مزدوجة في التعاطي مع أزمات اللجوء، قائلة إنّ "المجتمع الدولي حشد كل إمكاناته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإعلامية لدعم قضية اللجوء الأوكراني الطارئة، وهي قضية إنسانية من دون شك، في المقابل نجد غيابًا غير مبرر لدعم قضية اللاجئين الفلسطينيين المزمنة".
وأكّدت أنّ الأزمة العالمية زادت من سوء وضع اللاجئين الذين يعانون أصلًا من ظروف معيشية بائسة تفاقمت أكثر بعد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان منذ أكتوبر 2019.
ويعيش في لبنان قرابة 250 ألف لاجئ فلسطيني في 12 عشر مخيمًا، فضلا عن عشرات التجمعات. ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حول العالم قرابة 5.6 مليون لاجئ.
وشدّدت "شاهد" على ضرورة قيام إدارة "أونروا" بتغيير أدائها النمطي في تعاطيها مع الأزمات الطارئة التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين "من خلال تحميل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين أسوة بما يقوم به تجاه الأزمات التي تواجه اللاجئين في العالم ولا سيما لاجئي أوكرانيا في هذه الأيام".