web site counter

شرطة الاحتلال تتستر على المجرمين

وسام "الشهم".. 7 طعنات ثمن إنقاذه مسنًا من ميليشيات المستوطنين

الرملة المحتلة - رشا بركة - صفا

أثار صراخ مسن فلسطيني انتباه الشاب الرملاوي وسام العجو، أثناء اعتداء اثنين من اليهود عليه بعدما قطعوا طريقه وأنزلوه من سيارته محاولين قتله، ليتدخل مستجيبًا لطلب النجدة، لكن لم يرق للمتطرفين ذلك؛ فدفع ثمن "شهامته" 7 طعنات قاتلة.

الجريمة البشعة ارتكبتها مجموعة من 9 مستوطنين في مدينة نتانيا بالداخل الفلسطيني المحتل بحق ابن الرملة العجو (19 عامًا)، أثناء عودته من عمله قبل أيام.

ونجح العجو في إنقاذ مسن فلسطيني كاد أن يفقد حياته بين أنياب اثنين من المستوطنين، فيما يرقد الآن هو بمستشفى نتانيا بين الحياة والموت.

وكُشف مؤخرًا عن تشكيل ميليشيات للمستوطنين في مدينتي اللد والرملة بالداخل الفلسطيني المحتل، مهمتها استهداف الفلسطينيين المقيمين في المدينتين بعمليات عنيفة، بدعم رسمي من المؤسسة الإسرائيلية التي استأجرت أماكن لهذه العصابات بعد جلبها من خارجهما.

7 طعنات مقابل نجدته

وتروي والدة الشاب سميرة العجو لوكالة "صفا" تفاصيل الحادثة، قائلة: إنه "في الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة الماضي كان وسام وصاحبه عائدين من عملهما الليلي بإحدى محطات القطارات في نتانيا، فاتجها نحو محطة بنزين لتعبئة السيارة، وسمعا صرخات شخص يطلب النجدة بالعبرية".

وتضيف "توجه وسام وصديقه إلى المكان وكان هناك سائق عرفوا أنه فلسطيني، ويُعتدى عليه من مستوطنين اثنين كانا يرددان: أنت عربي يجب أن تموت".

حاول في البداية صديق وسام إنقاذ الرجل فاعتدى عليه المستوطنان، مما أثار غضب وسام وصرخ في وجهيهما ودفعهما عن السائق وأركبه سيارته، وطلب منه مغادرة المكان فورًا.

تضيف والدته "هذا الموقف الشهم استفز المستوطنين، لكن وسام ظن أن الأمر انتهى وطلب من صاحبه الخروج من المنطقة والتوجه لمحطة بنزين أخرى قريبة، فركابا السيارة وتوجها إليها".

تربص وطعن جماعي

استغرق وصول وسام وصديقه إلى المحطة التالية ثماني دقائق، "ويبدو في ذلك الوقت أن المستوطنيْن اتصلا بجماعتهما المتطرفة، وكانوا يراقبون ويتبعون سيارة وسام"، كما تقول والدته.

وتصف مشهد الجريمة "ما أن فتح وسام وصاحبه السيارة وإذا بمجموعة كالجيش يهجمون عليهما ويرشون الغاز المسيل للدموع عليهما حتى لا يستطيعا الدفاع عن نفسيهما، في ذلك الحين حاول وسام وصاحبه الاستنجاد بالمحطة والاحتماء بها".

وتضيف "ضرب المستوطنون رأس وسام بباب السيارة ثم بدأوا بطعنه بتسعة سكاكين، مع كل واحد منهم سكينة، وأصابوه بسبعة طعنات في رأسه وصدره وأخرى في الوريد الرئيسي بالقلب، وطعنات في يديه".

ووفق صديق وسام الذي كان مغمى عليه من الضرب وكان المستوطنون في ذلك الوقت يُركزون في استهدافهم على وسام، "فإنه أُلقي على الأرض غارقًا بدمائه، وإذا بأحد المستوطنين أراد أن يستكمل طعناته بقتله في قلبه".

في ذلك الحين نهض وسام وصاح "الله أكبر"، ثم أخذ السكين من المستوطن وضربه في رأسه، وفرت المجموعة من المكان، فيما ارتمى وسام أرضًا وهو ينطق بالشهادتين.

اهتز صوت والدته وهي تقول: "وصل مستشفى نتانيا وهو بحالة حرجة للغاية وفقد كمية كبيرة من دمه، وتم دعمه بـ7 وحدات دم، ولو كان فقد المزيد من الدم لاستشهد".

حماية المجرمين

ويرقد وسام حاليًا في المستشفى بحالة خطرة ويقوم الأطباء بتنويمه على مدار الساعة حتى لا تؤثر حركته على حالته نظرًا لعدم تخطيه مرحلة الخطر.

وتردد الأم "وسام آخر العنقود بطل، أنقذ رجل ضعيف في عمر أبيه، ودفع ثمن شهامته، لكني لن أسكت على هذه الجريمة، وسأقيم قيامتهم من أجل ابني، فقط أنتظر أن يستفيق ويتحسن وضعه".

وبالرغم من وجود كاميرات في المكان الذي ارتُكبت فيه الجريمة بحق وسام، وانكشاف وجوه المستوطنين، إلا أن شرطة الاحتلال قالت لذويه إنها لم تعتقل أي مشتبه به رغم مرور أربعة أيام على الحادثة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن شرطة الاحتلال أعلنت أن خلفية الجريمة "ليست قومية، وإنما لأن وسام تدخل لإنقاذ السائق بدلًا من الاتصال بالشرطة، وهذا يجعله معرضًا للمساءلة حسب القانون الإسرائيلي، الذي تصفه الأم بغضب بأنه "عنصري"، ووُضع فقط ليقتلوا الفلسطيني".

وتقول: "لو أن المطعون يهوديًا والطاعن فلسطينيًا لأصبح إرهابيًا وتم اعتقاله حينها، لكن لأننا فلسطينيون دمنا مستباح، ولم نعد نملك أمام هذا الحال إلا الدعاء لله بالانتقام من هذه الجماعات".

وشهدت الرملة واللد مسيرات استفزازية للمستوطنين في أعقاب هبة الكرامة التي اندلعت بمايو المنصرم، وكان معظم هؤلاء من العصابات المشكلة حديثًا.

ط ع/أ ج/ر ب

/ تعليق عبر الفيس بوك